بإمكان جمال بلماضي انتظار لاعبا متوجا وبمعنويات مرتفعة قبيل منافسة كأس أمم إفريقيا، بعد أن عاش رياض محرز أسبوعا تاريخيا في حياته، بتتويجه بلقبين جديدين في مسيرته، وهو حاليا في طريقه لأن يصبح الجزائري الأكثر تتويجا في القارة العجوز، بشرط الحصول مستقبلا على لقب رابطة أبطال أوربا. رياض محرز الذي عاش شهرا ونصف في الضباب، بعد أن قبع على مقاعد الاحتياط، راهن عليه غوارديولا في مباراة البطولة التي لُعبت في برايتن، حيث كان محكوما على مانشستر سيتي الفوز، عندما أقحمه كأساسي وتركه يصول ويجول في الملعب طوال أطوار المباراة، وبرز رياض فقدّم كرة سانحة للتهديف وسجل هدفا جميلا، وتم تعيينه أحسن لاعب في المباراة، فنال فرصة أخرى تاريخية عندما تم إقحامه أول أمس في ملعب ويمبلي الشهير في لندن كأساسي في لقاء نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وهي أهم منافسة في بريطانيا، ولها شعبية كبيرة، أمام الفريق اللندني واتفورد، وبالرغم من أن غوارديولا أخرج رياض في الدقيقة 54، إلا أن محرز أدى مباراة مقبولة، وكانت في بدايتها معقدة جدا، ولسوء حظه لم يفتح فريق واتفورد اللعب إلا في الشوط الثاني، الذي شهد انتفاضة مانشستر سيتي الذي فاز بسداسية لم يكن فيها أي نصيب سواء بالتمرير أو التهديف لرياض محرز، الذي شارك زملاءه الفرحة والتتويج بالكأس، حيث تأكد الجميع بأن مانشستر سيتي هو الأقوى في إنجلترا، ولأن هذا البلد هو المسيطر على اللعبة في القارة العجوز، من خلال وصول أربعة أندية من هذا الدوري القوي إلى نهائي يوروبا ليغ ورابطة أبطال أوروبا، فإن القول بأن مانشستر سيتي الذي يلعب له رياض محرز هو أقوى فريق في العالم في الوقت الحالي، ليس فيه أي مبالغة. سبق للاعبين جزائريين هما نذير بلحاج وحسان يبدة عندما كانا ينشطان مع فريق بورسموث، في ماي 2010، وأن بلغا نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي ولكن فريقهما خسر النهائي أمام تشيلسي، وقد لعب حسان يبدة المباراة، بينما كان نذير بلحاج مصابا، وتمكن رياض محرز من لعب المباراة الحلم والفوز بها، وكان قريبا من التسجيل فيها في الشوط الأول ولكن حارس واتفورد منعه من تحقيق سبق جزائري وعربي وهو التسجيل في نهائي الكأس الإنجليزية. دخل رياض محرز منذ يوم السبت في عطلة، ولن يعود إلى التدريبات إلا مع بداية تربص المنتخب الجزائري، مما يعني أنه سيحصل على قرابة 10 أيام من الراحة، وهو في الحقيقة غير متعب لأنه استفاد من راحة مطولة عندما كان بعيدا عن المشاركة مع ناديه، وأمام الثقة الكبيرة التي يحظى بها من المدرب جمال بلماضي، الذي من الممكن أن يمنحه شارة القيادة ويجعله رأس القاطرة التي ستخوض كأس أمم إفريقيا والمنافسة على اللقب، فإن الاحتمال الأقرب هو أن رياض محرز سيقدم كأسا إفريقية قوية، وربما سيؤدي أحسن أدواره مع “الخضر” بعد خمس سنوات كاملة قضاها مع المنتخب الجزائري لم تكن خضراء ولم يحقق فيها محرز الإضافة التي يحلم بها الجزائريون، خاصة أنه سيجد أمامه في الجهة اليمنى لاعبين في منتهى القوة حاليا وهما لاعب نيس يوسف عطال ونجم غالاتسراي سفيان فيغولي، وهو ثلاثي قد يجعل من الجهة اليمنى القوة الضاربة للمنتخب الجزائري. أبان رياض محرز في المباراتين الأخيرتين بأنه لاعب محترف، في دوري قوي جدا، فبرغم الأسابيع الستة التي بقي فيها على مقاعد الاحتياط، إلا أنه كان صبورا ومقتنعا بأن المدرب الإسباني غوارديولا لم يظلمه، فهو يلعب لفريق النجوم، وجميع زملائه هم الأحسن في منتخبات بلادهم، ومع ذلك خطف رياض محرز أكثر من 2000 دقيقة لعب في جميع المنافسات الأربع التي راهن عليها غوارديولا ونال ثلاث محلية منها. في مصر سيكون رياض محرز بين الكبار الذين ستوجه نحوهم الأنظار، فقد سبق له الفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، كما فاز بلقب أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي وفاز بالدوري مرتين وفي رصيده كأسين وذرعا، وتعتبر البطولة الإنجليزية الأكثر متابعة في القارة السمراء، ومثل هذه الضغوطات لن تؤثر على رياض محرز الذي أخذ نصيبا منها في أقوى دوري في العالم، وفي الطريق لتحقيق كل هذه الإنجازات التي حققها رياض محرز وهو في الثامنة والعشرين من العمر. دخل تاريخ الكرة الإنجليزية والعربية والإفريقية محرز: نسعى لتسجيل حضور قوي في “الكان” دخل اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز تاريخ الكرة الانجليزية والعربية والإفريقية من الباب الواسع، بعد تحقيقه رباعية تاريخية مع فريقه مانشستر سيتي هذا الموسم، وعبّر محرز عن سعادته وفخره بما حققه هذا الموسم مع “السيتي”، كما تطرق أيضا إل المنتخب الوطني والتحدي الذي ينتظره في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي ستجري في مصر في الصيف القادم. وقال محرز في تصريحات صحافية بعد مباراة نهائي الاتحاد الانجليزي أمام واتفورد بخصوص أهدافه وطموحاته مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستجري في مصر في الصيف القادم، مؤكدا بأن أهدافه فيها هي نفسها التي كان يراهن عليها في انجلترا، وقال:”يجب أن تسطّر هدفا ثم تحاول أن تذهب إلى النهاية، نحن نملك عقلية المتنافسين، وسنحاول أن ننقلها للجميع حتى ولو أن كل اللاعبين في المنتخب يملكون هذه العقلية”، مضيفا:”في المنتخب الوطني سنحاول أن نمنح كل شيء، نحن نملك منتخبا جيدا، ولكن كأس أمم إفريقيا بطولة مختلفة تماما، ظروفها مختلفة أيضا، ولكن يجب علينا أن نحضّر لها جيدا كي نكون جاهزين وعلى أتم الاستعداد ونسجل حضورا قويا فيها”. ولم يفوت محرز الفرصة للحديث عن الثلاثية التي حققها “السيتي” هذا الموسم:”نحن سعداء جدا، نحن نعرف جيدا بأن ما حققناه تاريخي، لأن لا أحد في انجلترا سبق وأن حققه، لقد فزنا بكل شيء ممكن في البلاد، نحن فعلا فخورين وسعداء جدا”، وفيما يخص الفترات التي مر بها خلال الموسم الكروي، قال:”لقد مررت بفترات صعبة، كانت هناك أوقات جيدة وأخرى سيئة، لكن كل هذا جزء من مشوار أي لاعب، من الصعب جدا أن تفرض نفسك في أول موسم تلعب فيه في فريق كبير، خاصة في ظل وجود لاعبين كبار ويعرفون البيت جدا، وسبق لهم الفوز بالألقاب”، مضيفا:”فريق مانشستر سيتي كان أصلا قويا، وأنا أحاول أن أجد لنفسي مكانا في صفوفه، أعتقد بأن موسمي كان متوسطا نوعا ما، لقد قمت بأشياء جيدة وبعدها جلست مطولا على دكة الاحتياط، ولكنني سعيد جدا، لأنه في بعض الأحيان يقال بأن العبرة بالخواتيم، وأنا مسرور لأنني أنهيت الموسم جيدا خلال المباراتين الأخيرتين اللتان كانتا هامتين جدا في برايتون أو في نهائي كأس الاتحاد، إذن أنا سعيد جدا”. وكان محرز قد اختتم موسمه الكبير مع مانشستر سيتي بفوز كبير على واتفورد بستة أهداف دون رد في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الانجليزي على ملعب “ويمبلي” في العاصمة البريطانية لندن، واستطاع اللاعب الجزائري رفقة فريقه إحراز كأس رابطة الأندية، بعدما فاز على تشيلسي بركلات الترجيح في فيفري الماضي، ولقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وكأس الدرع الخيرية، بالإضافة إلى كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 2018/2019، وبحسب شبكة “سكواكا” البريطانية للإحصاءات، فإن مانشستر سيتي بات أول نادٍ في تاريخ كرة القدم للرجال في إنجلترا يتمكن من تحقيق الثلاثية المحلية (الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية)، كما أصبح أكثر فريق يستطيع الفوز في 50 مباراة بجميع البطولات في موسم واحد. ورفع محرز رصيده من الألقاب خلال مسيرته الكروية إلى خمسة، حيث سبق له التتويج بلقب الدوري الانجليزي الممتاز عام 2016 مع فريقه السابق ليستر سيتي، فضلا عن رباعية تاريخية في موسم واحد وهو انجاز لم يسبق لأي لاعب عربي أو إفريقي تحقيقه، في انتظار التحدي الأكبر في مصر في الصيف المقبل. محرز “الصائم” يخطف أنظار الجماهير الإنجليزية والعربية ولفت الدولي الجزائري رياض محرز أنظار الجماهير الانجليزية والعربية، بعدما قام المدرب الإسباني بيب غوارديولا باستبداله في الشوط الثاني من نهائي كاس الاتحاد الانجليزي، بزميله البلجيكي كيفين دي بروين، ليتوجه بعدها رياض إلى دكة البدلاء، حتى يستريح ويلتقط أنفاسه، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر محرز يغسل وجهه من حرارة الجو، مع ترطيب فمه بالماء، الذي لم يقم بابتلاعه، لأنه لعب المباراة النهائية لكأس الاتحاد وهو صائم. وسارع الأنصار إلى مدح النجم الجزائري، الذي تمسك بتعاليم دينه ورفض الإفطار، من أجل خوض نهائي كأس الاتحاد، وعلّق أحدهم قائلاً:”محرز يقوم بغسل وجهه، لأنه لن يُفطر، حتى تمام الساعة 8.53، بتوقيت العاصمة البريطانية لندن”، وعلق آخر: “ما شاء الله. رياض محرز صائم، ولا يقوم بشرب الماء”، فيما قال أحدهم:”رياض محرز فضل الصيام، ولعب في النهائي وهو صائم، تقبل الله منك صيامك يا فخر الجزائر. وكأن لسان حال رياض يقول ألعب وأنا صائم، وأتوج مرتين في الشهر الفضيل”، وكتب آخر:”رياض محرز كان صائماً في المباراة.. يا له من رجل”، ليضيف آخر في تغريدة:”رياض محرز لعب 54 دقيقة وهو صائم”، فيما علق أحدهم “النجم الجزائري يلعب النهائي وهو صائم.. الله يتقبل منك”. يذكر أن رياض محرز، قد تمكن من تسجيل 12 هدفاً، وحقق مثلها من التمريرات الحاسمة التي أثمرت أهدافا لرفاقه في 44 مباراة خاضها مع نادي مانشستر سيتي في كل المسابقات هذا الموسم.