أحصت مصلحة البيطرة بمديرية الفلاحة بالأغواط تلقيح مليون و495 رأس غنم ضد مرض الجذري وأكثر من 515 ألف رأس من الغنم و 102 ألف رأس ماعز ضد مرض الحمى المالطية، إلى جانب تلقيح 6105 رأس بقر من مرض الحمى القلاعية والكلب إلى غاية شهر أوت الماضي. كشفت رئيسة مصلحة البيطرة بمديرية الفلاحة تسجيل 16 إصابة بمرض الحمى المالطية خلال الأشهر الثمانية الأولى للسنة الجارية في بلديات الأغواط والحويطة والعسافية والغيشة، حيث تم التخلص من الرؤوس المصابة ومباشرة إجراءات تعويض أصحابها، موازاة مع ذلك حذرت المصالح البيطرية من اقتناء أبقار من خارج الولاية دون القيام بعملية تشخيصها لدى المصلح المختصة، كما دعت الفلاحين الذين يقتنون أبقارا جديدة بعدم وضعها مع الرؤوس الملقحة لضمان عدم نقل العدوى لها. وفي السياق ذاته لازال عشرات الموالين يتهربون من عمليات التلقيح ضد أمراض الحمى القلاعية والمالطية والجذري خوفا من اكتشاف إصابتها والاضطرار إلى التخلص منها، مفضلين بيعها في الأسواق الأسبوعية للولايات المجاورة، وحسب بعض الذين اتصلت بهم الشروق، فقد ارجعوا أسباب عدم عرض رؤوس مواشيهم على مصلحة البيطرة إلى تأخر عملية التعويض التي تستغرق وقتا طويلا قبل الموافقة عليها من طرف المصالح المركزية للوزارة الوصية. بدورهم مربو المواشي الذين ينشطون على مستوى العديد من المناطق الرعوية بجنوب ولاية ايليزي، - أغلبهم ينشط في المناطق الرعوية الواقعة على مستوى إقليم بلديتي برج الحواس وجانت- اشتكوا من الإجراءات التي وصفوها بالمعقدة والتي فرضت، حسب المربين، من طرف مصالح الجمارك بمدينة جانت بولاية ايليزي. وتكمن المشكلة في الإجراء المتعلق بضرورة الاستفادة من ترخيص من الجمارك في كل مرة يرغبون فيها نقل مواشيهم من المناطق الرعوية إلى مدينة جانت، رغم وجودها داخل إقليم ذات البلدية وهو ما يستوجب -حسبهم- استصدار شهادة صحية بيطرية في كل مرة لعدد رؤوس المواشي التي يراد نقلها وهو ما ليس ممكنا -حسبهم- مع الإمكانات المحدودة للمصالح البيطرية على مستوى مدينة جانت، أين يتواجد طبيب بيطري واحد يستحيل أن يستجيب إلى العدد الكبير من التنقلات نحو المناطق الرعوية التي يبعد البعض منها عن المدينة بأكثر من 300 كلم على غرار المناطق الرعوية بمنطقة "تادانت طازات، تافساست، إن افلهله، تيريرين، تادانت، سيروانت، تين بقان، إن اسطفر"، أغلبها يقع في أقصى حدود إقليم ولاية ايليزي، لكون الطبيب البيطري مطالب بمهام يومية تتعلق بمراقبة الذبائح على مستوى المذبح البلدي بالمدينة. ويعزي المربون في شكواهم التي رفعوها إلى احد ممثلي الولاية في البرلمان، تحصلت "الشروق" على نسخة منها، احد أسباب الغلاء الذي عرفته اللحوم الحمراء بالمدينة إلى هذا الإجراء وهو ما يدفع ثمنه المواطن البسيط، غير أن مصادر أخرى بالمدينة تعزي الغلاء الفاحش للحوم الحمراء أيضا لظاهرة تهريب المواشي نحو ليبيا التي استنزفت ولا تزال الثروة الحيوانية بمناطق ايليزي وتمنراست، حيث ارتفعت أسعار المواشي بصورة غير مسبوقة في أسواق المدينتين منذرة بصعوبة كبيرة للوصول إلى اقتناء كباش العيد على العديد من الفئات تحسبا لعيد الأضحى المقبل.