في هذا الحوار الذي أدلى به ل”الشروق اليومي”، يتحدّث الأمين العام لجبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير التنمية الاجتماعية د. أحمد مجدلاني عن المؤتمر الأمريكي المزمع عقده في البحرين يومي 25 و26 من شهر جوان الجاري، والموقف الفلسطيني والعربي، ويتطرَّق للمصالحة والعلاقة مع الدولة السورية. ما هي الخطوات الفلسطينية القادمة بعد الرفض لإفشال مؤتمر البحرين؟ المهم هو الموقف السياسي الذي عبرت عنه الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير وفصائلها والكل السياسي الفلسطيني عبّر عن رفضه لمؤتمر البحرين وعدم التعاطي معه ومع نتائجه، والأهم أيضا موقف القطاع الخاص الفلسطيني وكل من وُجِّهت إليهم الدعوة من رجال أعمال سواء داخل فلسطين أم خارجها ورفضهم المشاركة والمبدأ السياسي الذي تحاول تمريره الإدارة الأمريكية بما يُسمى الحل الاقتصادي بالتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي، والخطوات القادمة ستكون عبر فعاليات الرفض الشعبي من كل مكونات المجتمع الفلسطيني داخل الوطن وخارجه لرفض المؤتمر وتداعياته وأصحاب الدعوة- المؤامرة بأبعادها الخطيرة على الشعب الفلسطيني وقضيته. وكما أفشِلت كثير من المحاولات السابقة الرامية لإنهاء القضية الوطنية الفلسطينية والحقوق الثابتة، هذه المحاولة ستفشل أيضا لأن فريق الهواة المتصهْين في الإدارة الأمريكية لا يمكن أن يقدِّم حلولا ناجعة لصراع طويل بهذه الطريقة من خلال فرض الإذعان والاستسلام على الشعب الفلسطيني وقيادته. كيف ستتعاملون مع الدول أو المؤسسات العربية التي ستحضر ورشة البحرينالأمريكية؟ لقد عبّر الرئيس محمود عباس بوضوح عن موقف فلسطين الرافض للمشاركة في هذا المؤتمر، ودعا الأشقاءَ العرب إلى الالتزام بقرارات قمة الظهران وقمة تونس، والالتزام بمبادرة السلام العربية وهي بالأساس مبادرة السعودية، وهي لازالت قائمة، موقفُنا الرسمي هو الطلب من العرب عدم المشاركة في المؤتمر، لإدراكنا مدى خطورته. وكذلك نحن متأكدون أن مشاركة البعض بسبب الضغوط الأمريكية فهذا لا يعني أنهم موافقون على الموقف الأمريكي، بكل وضوح وصراحة أن اللاء والفيتو الفلسطيني كافٍ لإفشال أي مشروع لا يريده الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية. كيف ستتعاملون مع أي فلسطيني يشارك في المؤتمر الاقتصادي؟ لا توجد أي قوة فلسطينية حقيقية أعلنت استعدادها للمشاركة، سوى عميلٍ للاحتلال الإسرائيلي يسمى أشرف الجعبري وهو معروف بتعاونه وخدماته للمستوطنين والاحتلال، ومواقفه السياسية الداعية إلى ضم الضفة الغربية إلى الاحتلال الإسرائيلي. ولا نعتبر مشاركة العميل أشرف الجعبري مشاركة فلسطينية، بل مشاركة إسرائيلية، لأن الجعبري منبوذٌ من قبل عائلته ومدينته والشعب الفلسطيني، وهو لا يعبِّر عن أي مكوِّن فلسطيني. الاحتلال جرَّب كثيرا أثناء روابط القرى خلق بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وفشل كما فشلت كل محاولاته الرامية إلى إنهاء القضية والتمثيل السياسي الوحيد عبر منظمة التحرير، ولذلك فإنّ شخصا بهذا المستوى لا يمكن أن يمثل أي قيمة فلسطينية. ألا يشكّل رفض حركتي حماس والجهاد مؤتمر البحرين رافعة لإنهاء الانقسام؟ نعتبر ذلك مدخلا سياسيا قويا ومهمّا يشكل أرضية للتفاهم على معالجة القضايا السياسية والقضايا الأخرى التي أدت إلى الانقسام ومازالت، وهنا أؤكد لك أنّ الخلاف ليس سياسيا مع حركة حماس وادّعاء ذلك ليس صحيحا، نحن مختلفون مع حماس على السلطة وعلى كيفية إدارتها والمشاركة السياسية في النظام السياسي الفلسطيني، لذلك من اختار طريق الانقلاب للاستيلاء على السلطة عليه مراجعة الموقف وحصيلة 12 عاما من نتائج الانقلاب الفاشل والأسود على قطاع غزة. بيننا وحماس حواراتٌ طويلة واتفاقيات موقعة برعاية مصر، ونحن جاهزون ومستعدون لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في أكتوبر 2017 وبأي وقت تجد حماس أن الظروف جهزت لديها، وأن لا معنى لمحاولاتها إقامة كيان سياسي في قطاع غزة وتقديم المزيد من التنازلات للاحتلال تحت سقف التفاهمات الأمنية معه، وعلى حماس استخلاص الدرس، والآن فرصة سياسية كبيرة ومواتية لإعادة استئناف وتطبيق اتفاق القاهرة الأخير من حيث توقف في مارس 2018. هل دق طبول الصراع والحرب بين الخليج وإيران يزيد الضغوط على القضية الفلسطينية؟ دون شك الأمر يؤثر مباشرة على القضية الفلسطينية، وتبديل الأولويات لدى بعض الأشقاء العرب من خلال استبدال إيران باعتبارها مهددا للأمن القومي العربي بدلا من الاحتلال الإسرائيلي، والبعض الآخر صار يعتبر إسرائيل حليفا طبيعيا في مواجهة إيران فضلا عن التحالف مع الادارة الأمريكية باعتبارها الحامي لأمن الخليج العربي. نحن لدينا مقاربة مختلفة لأننا ضد أي تهديد تتعرض له أي دولة عربية من أي طرف إقليمي أو خارجي، وموقفنا مع أي دولة عربية ضد أي تدخلات خارجية. وبالمناسبة نحن نعاني من التدخلات الخارجية، إيران تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني من خلال دعمها قوى فلسطينية تحت شعار المقاومة، وهو تدخُّلٌ يخدم أهدافها السياسية والاستراتيجية في المنطقة. نحن لسنا مع تبديل الأولويات ولا اعتبار أن إيران المهدد والعدو الأول بدلا من الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد المسبق أننا ضد التدخل الإيراني أو تهديدها لأي دولة عربية. هل العلاقة بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية تعافت بشكلٍ كامل؟ العلاقة مع سوريا جيِّدة ومتينة، والموقف الفلسطيني هو الموقف العربي الوحيد الذي كان موقفا متزنا ومتوازنا طيلة الأزمة السورية، ولم تنقطع العلاقات بيننا، الأشقاء في سوريا يقدِّرون ويثمِّنون الموقف الرسمي الفلسطيني الذي انحاز لسيادة سوريا واستقلالها وأمنها وضد التدخلات الخارجية.