وجهت وزارة التربية الوطنية تعليمة وزارية إلى كل المديريات الولائية والجهوية للتربية تطالبهم فيها بإعفاء تلاميذ السنة السادسة الذين لم يتمكنوا من دراسة اللغة الفرنسة في إحدى السنوات الممتدة من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة السادسة من امتحان مادة اللغة الفرنسية. وتنص التعليمة التي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها على أن قرار الإعفاء من الإمتحان في مادة اللغة الفرنسية يخص كل تلاميذ السنة السادسة الذين لم يتلقوا برنامج مادة الفرنسية في السنة الرابعة أو الخامسة أو السادسة كاملا وبشكل منتظم، أو لم يدرسوا مادة الفرنسية في سنة من سنوات التعليم الإبتدائي لسبب أو لآخر. وعدلت تعليمة وزارة التربية مضمون المادة الثامنة من القرار الوزاري رقم 07 المؤرخ في مارس 2005 المتضمن تأسيس امتحان نهاية مرحلة التعليم الإبتدائي وتحديد كيفيات تنظيمه ومنح شهادة النجاح، حيث أن المادة الثامنة من القرار تنص في الأصل على أن امتحان نهاية مرحلة التعليم الإبتدائي يحتوي على اختبارات كتابية في اللغة العربية والرياضيات واللغة الأجنبية الأولى، غير أن وزارة التربية أضافت لها فقرة أخرى بالصياغة الآتية "يعفى المترشحون الذين لم يتابعوا بانتظام دراسة اللغة الأجنبية الأولى خلال مسارهم الدراسي الإبتدائي". ويترتب على إعفاء هؤلاء التلاميذ استثناء من الإمتحان في مادة اللغة الفرنسية إسقاط مادة اللغة الفرنسية من التقييم السنوي لمستوى التلميذ في هذه المادة، كما يترتب عن ذلك إلغاء علامة هذه المادة من حساب معدل شهادة نهاية التعليم الإبتدائي. واستند وزير التربية أبو بكر بن بوزيد الذي وقع التعليمة بخط يده إلى أن المرسوم التنفيذي رقم 94 562 المؤرخ في 06 سبتمبر سنة 1994 الذي يحدد صلاحيات وزير التربية الوطنية ويخول له صلاحية التصرف لمصلحة التلاميذ. واستنادا إلى تعليمة أبو بكر بن بوزيد فإن أغلب التلاميذ الذين تشملهم هذه التعليمة يسكنون ويدرسون في المناطق النائية التي تفتقر لأساتذة اللغات الأجنبية بصفة عامة ولأساتذة اللغة الفرنسية على وجه الخصوص، بسبب النقص المسجل في أساتذة هذه المادة على المستوى الوطني، الأمر الذي انعكس سلبا على تلقين هذه المادة للعديد من التلاميذ، إلى درجة أن بعض تلاميذ السنوات الإبتدائية لا يتمكنون من دراسة اللغة الفرنسية لمدة سنة بأكملها، في طور التعليم الإبتدائي. وينتمي أغلب التلاميذ المعفون من امتحان مادة اللغة الفرنسية للولايات بموجب هذه التعليمة إلى المناطق المعزولة لا سيما في المدية، الجلفة والبويرة والولايات الصحراوية التي يسجل تلاميذها في معظم السنوات الدراسية نتائج ضعيفة جدا في اللغات الأجنبية، إلى درجة أنهم يتحصلون على صفر من عشرين في الإمتحانات الخاصة بمادة اللغة الفرنسية، الأمر الذي لم تجد وزارة التربية حلا له سوى إعفاء التلاميذ الذين تعذر عليهم الإستفادة من البرنامج الدراسي الكامل لمادة اللغة الفرنسية بشكل منتظم خلال التعليم الإبتدائي من امتحان في هذه احتساب هذه المادة في امتحان الشهادة، أو امتحان شهادة التعليم الإبتدائي أو شهادة نهاية التعليم الإبتدائي كما أصبحت منذ اعتماد الإصلاحات التي أدخلتها وزارة التربية الوطنية على المنظومة التربوية. جميلة بلقاسم:[email protected]