أنهت فضائح الفساد المتهم فيها قادة أحزاب الموالاة مستقبل التحالف الرئاسي سابقا، فزعيما كل من التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية الجزائرية، أحمد أويحيى وعمارة بن يونس على التوالي، يوجدان خلف القضبان في سجن الحراش، في انتظار أن يلتحق بهما الثالث رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، وكذا جمال ولد عباس، الأمين العام السابق للأفلان، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول مصير هذه الأحزاب التي عششت في الفساد ودعمت مشروع الخامسة إلى آخر أيامها. فبعد سجن كل من الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس و”اتهام” عمار غول وجمال ولد عباس، تنتهي برأي مراقبين، قصة قادة التحالف الرئاسي الذين “طبلوا” طويلا للعهدة الخامسة، وكانوا السباقين لمناشدة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للترشح واستكمال مسيرته في بناء الجزائر على – حد تعبيرهم – غير أن حراك الجزائريين يوم 22 فيفري ورفضهم لاستمرار بوتفليقة في الحكم، أوقف قطار الداعمين لهذه العهدة وانتهى بحلم هؤلاء في سجن الحراش الذي استقبل مساء الأربعاء، كلا من الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، ورئيس حركة “الامبيا” عمارة بن يونس لاتهماهما في قضايا فساد في انتظار رفع الحصانة البرلمانية عن عمار غول، بعدما تخلى عنها ولد عباس. ليصبح بذلك كل من الأرندي والامبيا وتاج دون رؤساء، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مصير هذه الأحزاب التي طالما ارتبط وجودها بدعم الرئيس، والأمر نفسه بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني الذي يواجه أمينه السابق جمال ولد عباس مصير السجن، وإن كان الآفلان قد انتخب قيادة جديدة إلا أن هذه الأخيرة تحاول في كل مرة ركوب موجة الحراك بدعمها لمطالب الشعب تارة والتأكيد على أن الحزب غرر به تارة أخرى. وبين كل هذا ظهر معارضو هذه القيادات المسجونة إلى السطح في محاولة “الاصطياد في المياه العكرة”، مرحبين بسجن هؤلاء ومشدين بدور القضاء في إرساء العدالة ومحاربة الفساد، وهو ما جاء على لسان القيادي في الأرندي شهاب صديق الذي سارع لإصدار بيان أعلن من خلاله عن ثقته في جهاز العدالة لمحاربة الفساد وهذا تعليقا على حبس أويحيي، وقال شهاب في بيان أصدره بصفته ناطقا للحزب “في هذه الظروف الحالية التي يعيشها حزبنا بعد إيداع أمينه العام الحبس المؤقت ونظرا للمرحلة الشديدة والحساسة وغير المسبوقة التي تعيشها بلادنا، فإن الدعوة موجهة لكل المناضلين إلى الوفاء للمبادئ المؤسسة لحزبنا”، داعيا في نفس الوقت إلى حوار وطني شامل متفق على آلياته وأهدافه لتفادي الدخول في مرحلة انتقالية.