بعدما كانت مرفوضة من قبل الحراك، أن تشارك في أي حوار، كُتب لأقطاب التحالف الرئاسي، الالتئام، بحبس الحراش، في انتظار التحاق رئيس حزب "تاج" عمار غول، بالمجموعة الأسبوع المقبل على أقصى تقدير. قبل أقل من ستة أشهر، كانت تسمى أحزاب السلطة، تحركاتها تعبر عما يتم التخطيط له عند أصحاب القرار، فهي التي روجت للعهدة الثالثة والرابعة والخامسة، وجزء منها روّج لتمديد حكم بوتفليقة، هذه القطرة التي أفاضت كأس الصبر لدى الشعب، الذي انطلق في هبة لم تكن متوقعة من أحد، اكتسح فيها الشوارع منددا باللصوصية والاستيلاء على الجمهورية من قبل عصابة من السياسيين المتحالفين مع أصحاب المال الفاسد. اليوم، تهاوت امبراطورية "التحالف الرئاسي" وبات هذا القطب السياسي محلّ شبهة، بعدما زُجّ بزعمائه في السجون، يتقدمهم رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى والأمين العام للأرندي، إلى جانب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، في انتظار التحاق رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمار غول، والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس. ووضع هؤلاء أحزابههم التي نشأت في سياق سياسي مكّنها من أن تولد ب "شلاغمها" حيث حجزت مكانة الأوائل لها في الخارطة السياسية، بطرق أثارت الكثير من التساؤلات، في حين يتنبأ متتبعون بتغيير قيادات هذه التشكيلات السياسية بعد الفضائح التي تورطت فيها زعمائها، مما يعني عودتها إلى حجمها الطبيعي. محلل سياسي: أحزاب التحالف الرئاسي ستعود إلى حجمها الطبيعي ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، عبد الرزاق صاغور، ل "البلاد.نت"، إنه لم يعد هناك شيء اسمه "التحالف الرئاسي"، الذي كان يجمع الأحزاب المشكلة للأغلبية في البرلمان والتي تشكل الحكومة، وهذا منذ اندلاع شرارة الحراك. مضيفا أن انصهار هذا التحالف لا يعني بالضرورة نهاية الأحزاب التي كانت تشكله، لكنها ستعود إلى حجمها الطبيعي بعد إعلان الشعب رفضه لها ولمعظم الأحزاب السياسية، التي عجزت عن إقناع الشعب بجدواها. لكن المحلل السياسي، بالمقابل، يؤكد أنه لا ينبغي إقصاء أي طرف من الحوار حتى ولو كان متورطا في مرحلة سياسية معينة، موضحا أن هذه الأحزاب ستعيد انتخاب قيادات جديدة لها، لأن تورط أويحيى وغول وولد عباس وبن يونس، في الفساد لا يعني أن كل إطارات أحزابهم فاسدون، لكن مشاركتهم في الحوار سيكون دون تأثير.