شهدت مسيرات الجمعة 17 من الحراك، أجواء احتفالية، على خلفية حبس عدد من “الرؤوس الكبيرة”، أبرزها الوزيران الأولان السابقان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، والوزير الأسبق عمارة بن يونس. حيث ردد المتظاهرون شعارات تعبر عن ابتهاجهم لتلك الإجراءات القضائية، فيما ابتدع آخرون خرجات طريفة، من بينها توزيع الياوورت خلال المظاهرات، في استحضار للمقولة الشهيرة لأويحيى الذي صرح ذات مرة بأنه ليس من الضروري أن يأكل كل الجزائريين الياوورت. بشعار “ماناش حابسين كل جمعة خارجين”، توافد الآلاف أمس الجمعة، على الساحات العمومية بجيجل بعد صلاة الجمعة مباشرة، لتنطلق بعدها مسيرة ضخمة انطلاقا من الساحة المقابلة لمقر بلدية جيجل مرورا بمقر الولاية ثم حي الوزير والسيرك والعودة مجددا إلى ساحة البلدية، حيث تم تنظيم وقفة ضخمة تداول فيها نشطاء على مكبرات الصوت وترديد شعارات داعية إلى توحيد الرؤى وتثمين كافة النتائج التي تحققت في انتظار الأفضل. وغلبت على المسيرة أجواء احتفالية، ورحب المتظاهرون بالمستجدات التي طرأت على الساحة السياسية عقب سجن عدد من المسؤولين السابقين في سابقة تاريخية، واعتبر المتظاهرون ما حدث فعلا هو العدالة الإلهية التي انتقمت لهذا الشعب الذي دفع ثمنا غاليا بسبب سوء التسيير وانتشار الفساد ونهب المال العام، وردد المتظاهرون شعارات “كليتو البلاد يا السراقين” و”البلاد بلادنا ونديروا راينا”، مطالبين بتجسيد الإرادة الشعبية، إشارة إلى أن ما تحقق هو جزء من مطالب الحراك، في انتظار استئصال جذري لرموز النظام السابق، والإسراع في تسليم السلطة للشعب. 12 جوان.. عيد وطني للياؤورت واقترح، السكيكديون المشاركون في المسيرة السلمية رقم 17، تاريخ الثاني عشر جوان 2019 المصادف لإيداع الوزير الأول السابق أحمد أويحيى الحبس المؤقت بسجن الحراش، عيدا للياوورت إشارة إلى تصريحه الشهير، الذي استفز به الشارع، حيث حملوا علبا للياؤورت، كما طالبوا بضرورة الشروع في محاكمة الفاسدين المحليين، كون الولاية تعد حسبهم، الأولى وطنيا من حيث الفساد والتلاعب بالمال العام. وقالوا إن واقع الولاية لا يعكس مدى غناها، ما يؤكد حجم الأموال المنهوبة، لأن الفساد عشعش حسبهم في مختلف الإدارات، ونخر معظم البلديات والدوائر ومجمع سوناطراك، حتى بات المواطن السكيكدي يصارع الأمرين، يصارع الأمراض والأوبئة والفقر والتهميش، رغم أن سكيكدة تعتبر من بين أغنى ولايات الوطن، كما استبشروا خيرا بحبس أويحيى وعبد المالك سلاك وعمارة بن يونس وغيرهم، وطالبوا أيضا خلال المسيرة السلمية الحاشدة التي انطلقت كالعادة من حي 20 أوت 1955، أين جابت الشارع الرئيسي وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 1954، برحيل الباءات وكل رموز الفساد، إذ رفعوا شعارات منها “بدوي ديقاج”، “بن صالح ديقاج”، “لازم تتحاكم كل العصابة” كما رفضوا تنظيم الانتخابات وطالبوا برحيل كل رموز النظام السابق. “الشعب راهو فرحان وياكل الياؤورت” حمل عدد من مواطني معسكر قففا وعلب ياؤورت خلال المسيرة التي انطلقت، زوال أمس، من ساحة الأمير عبد القادر بقلب المدينة، وهذا للرد على العبارة الشهيرة للوزير الأول السابق أحمد أويحيي الذي يقبع حاليا في سجن الحراش: “الشعب ما لازمهش ياكل الياوورت”، كما وفّوا نظيره الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، المودع أول أمس إلى ذات المؤسسة العقابية، نصيبه هو الآخر من الرد الساخر على ما كان يصدر منه من خطابات تهريج لا ترقى حسبهم إلى مستوى المنصب الذي كان يشغله في الحكومة والدولة. كما طالب المتظاهرون في المسيرة بتعميق التحقيقات، واستقدام المزيد من المتورطين إلى السجن لدفع فاتورة ما عاشه الشعب من غبن. ..”أويحيى يا ظالم..فرحنالك ربي عالم”، كان أقوى شعار رفعه المشاركون في مسيرة الجمعة السابعة عشرة بسيدي بلعباس، الذين باركوا القرارات التي اتخذتها العدالة مؤخرا، بحبس من وصفوهم برموز الفساد وناهبي المال العام، معتبرين ذلك مؤشرا إيجابيا لبناء جزائر جديدة بعدالة قوية، كما طالبوا بضرورة مواصلة محاسبة ومعاقبة باقي الفاسدين والمتسببين في ضرب اقتصاد البلاد ومحاولة السير بها نحو المجهول. إلى جانب ذلك، طالب الجميع بضرورة الإسراع في وضع الحلول المناسبة التي تسمح بالخروج بالبلاد إلى بر الأمان، بما في ذلك الحوار البناء بمشاركة الخيرين من أبناء هذا الوطن، لتعبيد الطريق نحو انتخاب رئيس جديد قادر على بناء جزائر جديدة، وتميزت مسيرة أمس عن باقي المسيرات، بكونها كانت بمثابة مسيرة للتعبير عن فرحة مكتسبات الحراك المستمر منذ تاريخ 22 فبراير، كانت آخرها تحقيق ما كان يبدو مستحيلا، بمحاسبة وحبس أكبر المسؤولين الذين تداولوا على نهب خيرات البلاد وحقوق العباد.