في خضم تسارع الأحداث شكلا ومضمونا، عاشت الجزائر على وقع حراك متتال، فبين تصاعد وتيرة الاحتجاجات وارتفاع سقف المطالب الشعبية وبين توالي الاستقالات وسيف الإقالات الذي أسقط رؤوسا كثيرة عمرت مطولا في مناصب حساسة في البلاد.. وكذا التوقيفات التي طالت أكبر أغنياء البلاد ومسؤولين آخرين.. جدد الجزائريون موعدهم مع الحراك الشعبي، وخرج المتظاهرون في الجمعة العاشرة، مؤكدين أنهم يرفضون أنصاف الحلول موحدين على نفس الشعارات الداعية إلى رحيل رموز النظام المتورطين في الفساد السياسي والمالي والمطالبة بمحاسبة الفاسدين، مركزين أكثر على السعيد بوتفليقة، كما وجهوا سهامهم إلى بن صالح والباءات المتبقية وطالبوهم بالرحيل قبل الترحيل. للجمعة العاشرة على التوالي، تضبط الجزائر عقاربها على مسيرات تؤكد مرة أخرى على ضرورة رحيل كل رموز النظام وتوقيف رئيس العصابة، إذ أن كل الشعارات المرفوعة من طرف المتظاهرين منذ بكرة الجمعة، تطالب بتوقيف سعيد بوتفليقة وتصفه برأس العصابة، تحت شعار “هذا الشعب راه يتألم.. وينك يا عدالة السعيد راه داير حالة”، وآخر “الجيش والشعب مع العدالة لتوقيف رئيس العصابة”.. مع تعليق صورة السعيد بوتفليقة على يافطة كبيرة الحجم، كما عمد المتظاهرون أمس، إلى إقامة محاكمة لرموز النظام، وهم يرتدون زيا شبيها بذلك الذي يرتديه السجناء في الماضي، وهم يحملون صور بن صالح، حداد، سعيد بوتفليقة وأويحيى وبدوي. رحلة العذاب وحلم الانعتاق كانت البداية، ليلة الخميس إلى الجمعة، حيث توافد المئات من المتظاهرين على العاصمة الجزائر، قادمين من مختلف الولايات، خاصة منها المجاورة، وقاموا بالاحتشاد في ساحتي البريد المركزي وموريس أودان، وشارع ديدوش مراد، حيث قاموا بالتظاهر إلى ساعة متأخرة من الليل، وفي صباح اليوم الموالي، شهدت منافذ العاصمة عبر الطرق السيارة ازدحاما كبيرا، خاصة بعد الحواجز الأمنية التي أقامتها مصالح الأمن، مما تسبب في إرهاق ومعاناة الراغبين الذين قضوا ساعات لبلوغ العاصمة، لكنها متاعب لم تأت على عزيمة الحالمين بالانعتاق، فدرب الحرية بالنسبة إليهم يعني “الرضا بالمشي على الأشواك”. اشتد الحماس في العاصمة، خلال هذه الجمعة العاشرة من عمر الحراك الشعبي، حيث تفنن المواطنون بجميع شرائحهم في التعبير عن آرائهم السياسية بما يتماشى وهذه المرحلة، حيث تعالت الأهازيج والأغاني الحماسية الجديدة والمتجددة المطالبة باقتلاع جميع الباءات وآثار النظام السابق، وكان من أبرز الشعارات المرفوعة: “الشعب ما دامو فالشارع الباءات يتنحاو ڤاع”، كما صنع مشهد عشرات الشباب فوق الدراجات النارية حاملين الرايات الوطنية الحدث في هذه المسيرة. سلمية سلمية.. والله ما تفسد النية تحولت المسيرات المليونية للجزائريين إلى منبر لإيصال رسائل الشارع للنظام، ورموزه، الذين يريدون زرع العنصرية بين أفراد الشعب الواحد، وبرزت جملة من الشعارات المرفوعة في هذا الصدد بساحة البريد المركزي على غرار “قوتنا في وحدتنا.. والنصر لنا.. الأمازيغ والعرب.. التحضر في الطلب.. سلمية سلمية.. والله ما تفسد النية”. ورغم اختلاف الشعارات المرفوعة، والأهازيج المرددة في مليونية العاصميين، في جمعة التأكيد على مطالب الشعب إلا أنها حملت رسالة واحدة إلى السلطة وهي “تتنحاو وتتحاسبو ڤاع”، وهو ما أجمع عليه المتظاهرون الذين تحدثت إليه “الشروق” بشارع حسيبة بن بوعلي، الذين أكدوا على أن التماطل والمقاومة داخل بقايا نظام بوتفليقة في التعاطي مع مطالب الحراك يوحي بأن هناك من لا يزال يراهن على انقسام الشارع أو تراجع الوهج الشعبي، إلا أن السلطة الجديدة على حد تعبيرهم تحولت من الفعل إلى رد الفعل بعدما وجدت كل مقترحاتها تسقط مثل أوراق الخريف، مصرين على المضي في الخروج إلى الشوارع إلى غاية تحقيق مطالبهم الشرعية. “أويحيى للحراش جيبوه.. والشعب يريد إسقاط السعيد” تحت شعار “الشعب يريد محاكمة رأس الأفعى.. أين هو سارق خاتم الرئاسة” انطلقت مسيرة المتظاهرين بساحة أول ماي بعد الانتهاء من صلاة الجمعة متوجهين إلى ساحة البريد المركزي، مرددين بصوت واحد “الشعب يريد إسقاط السعيد” وهو الهتاف الذي طغى في جمعة التأكيد على مطالب الشعب، عبر جميع شوارع وساحات الحراك بالعاصمة حسب ما سجلته “الشروق”. أويحيى هو أيضا نال نصيبه من هتافات الجزائريين، عندما رددوا بصوت عال “أويحيى للحراش جيبوه جيبوه”، كما جهر المتظاهرون لأول مرة بقرارهم القاضي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في 4 جويلية بترديدهم لعبارة “سلمية سلمية مانفوطيش في 4 جويلية”، وشعارات أخرى رددت للتأكيد على الإصرار الشعبي والنفس الطويل الذي أضحى يتحلى به الحراك على غرار “هاذ الشعب ماشي جايح بن صالح رايح رايح”، وكذا “بن صالح رصيدك انتهى”. قوارب الموت توقفت.. ونحن هنا صامدون “ماراناش حارقين رانا هنا قاعدين” ترنيمة صدحت بها حناجر الشباب الجزائري بالمظاهرات المليونية التي خرجت للجمعة العاشرة على التوالي، حاملين لافتات يؤكدون فيها أنهم لن يتركوا البلاد لحاشية الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وأن بوصلة قوارب المهاجرين “البوطيات” باتجاه أوروبا توقفت عقاربها منذ 22 فيفري 2019، موجهين رسالة إلى حراس السواحل يطلبون فيها أخذ عطلة مؤقتة إلى بعد حين. وقد تقاطع جميع الشباب الذين دردشت معهم “الشروق” في محور التلاقي بين ساحة موريس أودان والبريد المركزي في تحقيق حلم واحد وهو العيش في كنف دولة عادلة وقوية تكتسب ثقة الشعب ولسان حالهم يردد الأبيات المشهورة “هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج، كالصبّار وفي عيونكم زوبعة من نار هنا.. على صدوركم باقون كالجدار..”. بالمقابل، فقد صدحت حناجر مئات الأصوات التي لفتت انتباه وسائل الإعلام لأنها نغماتها تشبه تماما أغنية المسلسل الإسباني الشهير “بيت من ورق” La casa de papel” الذي يحكي القصة الشهيرة لسطو على مركز طبع النقود، لكن بطبعة جزائرية بعنوان “la casa del mouradia” مسقطة قصة السطو على قصر المرادية للرئاسة وما فعله النظام الفاسد الذي شكل “عصابة خطيرة”، لنهب مليارات الدينارات والدولارات من المال العام. وفي شارع شهيدة الثورة التحريرية حسيبة بن بوعلي حمل العديد من المتظاهرين صورا وشعارات تعبيرية حملت رسائل قوية، منها صورة رئاسية مكبلة بسلسلة حديدية و”كادنة” وكتب على الصورة “من يبحث عن المفتاح فهو عند الشعب”، بينما ردد آخرون “استقال رئيسكم استقيلوا جميعا.. الشعب هو السيد”. الحيتان الكبيرة.. حان وقت الحساب وطالب الجزائريون أمس، وبصوت واحد، القضاء بضرورة توسيع دائرة التحقيقات لتشمل رؤساء الفساد المعروفين من رؤساء الحكومات ووزراء وولاة وقيادات أحزاب الموالاة وكبار موظفي الدولة، ليرى الجميع أن هناك إرادة سياسية لبناء الجزائر الجديدة، على حد تعبير المتظاهرين، الذين أكدوا أن حبس رجال الأعمال، حداد، ربراب، الإخوة كونيناف لم يشف غليلهم، بل بالعكس زاد من شهيتهم وإصرارهم بمحاسبة الجميع مرددين “الحيتان الكبيرة.. حان وقت الحساب”، مطالبين برأس سارق خاتم الرئاسة “السعيد بوتفليقة” وزمرته. فيما طالب آخرون برفع الحصانة عن فئة أخرى من المفسدين، وخاصة الذين اشتروا المقاعد من مسؤولين ورؤساء الأحزاب بمبالغ ضخمة، قصد الحصول على الحصانة النيابية والإفلات من العقاب، إلى جانب هؤلاء الذين تم تعيينهم في إطار الثلث الرئاسي بسعي من رؤساء الفساد. لن نستسلم.. الحراك حراكنا والقضية قضيتنا رغم دخول عمر الحراك شهره الثالث وأسبوعه العاشر على التوالي، ورغم رفض السلطة الاستجابة لجميع المطالب، إلى أن الجزائريين رفضوا الاستسلام والتخلي عن الشارع مثلما هي حال إحدى اللافتات المرفوعة من طرف عدد من المتظاهرين بساحة البريد المركزي “من 22 فيفري إلى 26 أفريل وليت نلبس 46 في رجلي وأنتوما ما حبيتوش تروحو قاع”، في إشارة إلى مشاركتهم في المسيرة وقطعهم لمسافات طويلة للالتحاق بساحات وشوارع الحراك، عاقدين العزم على مواصلة خروجهم مهما كلفهم الأمر، مؤكدين على أن “الحراك حراكنا والقضية قضيتنا”. كما تميزت الجمعة العاشرة بسلميتها وحضاريتها التي تميز بها الجزائريون طوال الجمعات التسع السابقة، حيث لم تشهد المظاهرات أي انزلاقات، وهو نفس السلوك الذي أبان عنه عناصر الأمن في الجزائر العاصمة. كما انتشر أصحاب السترات البرتقالية في البريد المركزي وعلى مدخل النفق الجامعي بساحة موريس أودان للمحافظة على سلمية المسيرة. الجمعة العاشرة.. إصرار على متابعة الفاسدين الكبار والصغار لم يتردد الملايين من مواطني ولايات شرق البلاد، زوال الجمعة العاشرة، من الحراك الشعبي، في صنع نفس المشاهد الحضارية التي دأبوا عليها رغم الحرارة الربيعية الشديدة الذي ضربت غالبية المدن والقرى وفاقت الثلاثين في بعض المناطق، وبنفس الشعارات والإصرار على متابعة من عبثوا بأموال الجزائريين، أجمعوا على أن الجمعة العاشرة كانت حلقة في مسلسل جمعات الإصرار على تحقيق كل المطالب. قسنطينة: لماذا صمد بن صالح أكثر من بوتفليقة؟ في قسنطينة حافظ التواجد القوي للمواطنين وخاصة المواطنات على طبيعته السلمية، وبمجرد انقضاء صلاة الجمعة، حتى هبّت الجموع إلى قلب المدينة، ولوحظ توزيع مكثف لقارورات الماء تزامنا مع درجة حرارة بلغت في زمن المسيرة ال22، إضافة إلى توزيع شرائح من البرتقال وحتى الحلويات والمثلجات، وهو ما أثلج صدور المتظاهرين الذين ركزوا هذه المرة على ضرورة مغادرة رئيس الدولة الحالي بن صالح، وتساءل الكثيرون من خلال هتافاتهم وشعاراتهم عن صمود بن صالح مقارنة مع الرئيس السابق بوتفليقة الذي قرر عدم الترشح أولا ثم الاستقالة ثانيا، بعد قليل من الجمعات بينما صمد عبد القادر بن صالح إلى غاية الجمعة العاشرة وهي الجمعة ما قبل الأخيرة قبل دخول شهر رمضان المبارك. قالمة: “صامدون صامدون.. لبن صالح رافضون!” وفي قالمة دوّت صيحة “صامدون صامدون لبن صالح رافضون” في جمعة عاشرة حافظت على سلميتها وإصرار من صنعوها الذين بقدر ما أبدوا ارتياحهم لفتح ملفات قضايا الفساد بقدر ما ألحّوا على ضرورة ألا يُستثنى أحد من المتابعة، ورفعوا شعار “نريد سلطة العدالة وليس جهاز العدالة”. كما خرج المتظاهرون الذين لم تمنعهم درجات الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس الحارقة، من الخروج للجمعة العاشرة على التوالي، للتعبير عن إصرارهم وتمسكهم بمطالبهم والتعبير عن موقفهم الرافض لعبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي وحكومته. المسيرة الحاشدة وكعادتها انطلقت بتجمع حشود المواطنين في مختف أحياء المدينة والتوجه نحو نهج سويداني بوجمعة بقلب المدينة، ومنه نحو ساحة 19 مارس قبالة مقر المجلس الشعبي الولائي، وتزينت المسيرة بألوان الراية الوطنية الباهية. وقد سبق انطلاق المسيرة العديد من أعمال التضامن الشعبي والتكافل الاجتماعي، بتنظيم وجبات غذاء وتوزيع الكسكس، لفائدة المتظاهرين، مع وضع كميات معتبرة من قارورات المياه المعدنية على طول مسلك المسيرة الحاشدة. جيجل: سلمية.. سلمية وقد عرفت مسيرة الجمعة العاشرة بولاية جيجل، تحولا كبيرا على عديد المستويات خاصة على مستوى المطالب التي تم رفعها، والتي صبت في مجملها بإثبات النية في الإصلاح وإسقاط رؤوس الفساد عن طريق الاستجابة لمطالب الشعب حرفيا بإقالة الحكومة الحالية وتنحية بن صالح. بالإضافة للإسراع في تفكيك الألغام التي تهدد مستقبل البلاد ووحدتها، إضافة إلى ما وصف برأس الأفعى الذي طالب المتظاهرون بقطعه مما يشل عمل العصابة تماما، ووجهت المطالب على وجه الخصوص إلى قائد الأركان ممثلا للجيش من أجل تفعيل إرادة الشعب واستعمالها البند الوحيد الذي يتم الاستناد عليه لتحرير العدالة وإنهاء الفساد، وحافظ الجيجليون على نفس السلمية التي شهدتها منذ البداية وسط تزايد لأعداد المتظاهرين في ظل الإصرار على استكمال النضال لغاية إرساء الأهداف الحقيقية للحراك. متظاهرو سوق أهراس يرفضون الأحزاب كما شهدت عاصمة ولاية سوق أهراس، وعلى غرار باقي مناطق الوطن مسيرة حاشدة في الجمعة العاشرة، حيث تجمهر العديد من سكان الولاية أمام مقر محكمة سوق أهراس، رافعين شعارات رفضهم لعبد القادر بن صالح كرئيس للدولة ومطالبين برحيل نور الدين بدوي وحكومته وباقي الباءات الأخرى. المتظاهرون رفعوا شعارات أيضا تطالب بتوسيع دائرة المحاسبة لتشمل كل المتورطين في نهب المال العام، ومحاسبة السعيد بوتفليقة مستشار الرئيس السابق. كما عبر المتظاهرون عن رفضهم المطلق لجميع ممثلي الأحزاب السياسية، مع رفض مشاركتهم في المسيرات الشعبية الرافضة للنظام الحالي، أين حملوا لافتات مكتوبا عليها “ديقاج لجميع الأحزاب”. المتظاهرون رددوا أيضا بعض الشعارات المألوفة الأخرى على غرار “جيش.. شعب.. خاوة خاوة”. سكيكدة: مطالب بتفعيل القانون ضد رموز الفساد كما أن ولاية سكيكدة، شهدت المسيرة السلمية العاشرة، بخروج حشود هائلة من المواطنين الذين تدفقوا على عاصمة الولاية قادمين إليها من مختلف بلدياتها البالغ عددهم 38 بلدية، حيث انطلقت المسيرة كالعادة من حي الممرات بقلب المدينة مرورا بالشارع الرئيسي ديدوش مراد وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 1954، وطالب المتظاهرون من خلالها بمحاكمة من وصفوهم بخونة الجزائر خاصة منهم شقيق الرئيس السابق، السعيد بوتفليقة ومدير المخابرات السابق الجنرال محمد مدين المدعو توفيق في المحكمة العسكرية. كما رفع المتظاهرون عدة شعارات جاء فيها على الخصوص، “نريد محاسبة كل خوان سارق الوطن في دولة القانون”، كما طالب البعض بحكومة انتقالية بقيادة الرئيس السابق اليامين زروال، وطالب متظاهرون بمحاكمة كل الفاسدين على المستوى المحلي بولاية سكيكدة، باعتبار هذه الأخيرة صنفت كأول ولاية جزائرية من حيث الفساد وذكروا أسماء برلمانيين ومقاولين ورجال أعمال. ميلة: “فخامة الشعب يطلب من قائد الأركان استئصال جذور النظام الفاسد” وللجمعة العاشرة على التوالي، احتشد عشرات الآلاف من المواطنين بعاصمة الولاية ميلة والبلديات الكبرى منها عاصمة الولاية ميلة، فرجيوة، شلغوم العيد، تاجنانت، القرارم قوقة، وادي العثمانية، التلاغمة وغيرها من المدن، للمطالبة برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي، مؤكدين على ضرورة الاستجابة للمطالب الشعبية للحراك، وندد المحتجون بمحاولة الالتفاف على سيادة الشعب معبرين عن عدم اعترافهم بالحكومة والبرلمان مرددين شعارات من بينها “الجيش الشعب جسد واحد”، “الشعب أكبر من الدستور”، “تتنحاو قاع”، “فخامة الشعب يطلب من قائد الأركان استئصال جذور النظام الفاسد”. برج بوعريريج: “الجيش الشعب خاوة خاوة” وتدفق آلاف المواطنين بولاية برج بوعريريج للمشاركة في الجمعة العاشرة للحراك الشعبي الذي تعيشه كل ولايات التراب الوطني لطرد العصابة الحاكمة، حيث تعرف المسيرات السلمية للحراك بالولاية إقبالا قياسيا من طرف سكان الولاية أو الوافدين إليها. وطالب المواطنون في الجمعة العاشرة، برحيل بقية رؤوس نظام بوتفليقة وفي مقدمتهم الرئيس عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي ومحاسبتهم ومحاسبة كل من نهب المال العام، كما طلبوا بتوقيف شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة ومحاسبته على غرار بقية المسؤولين المتورطين في الوضع الكارثي الذي آلت إليه البلاد وسار المتظاهرون في أهم الشوارع الرئيسية بمركز الولاية، حاملين العلم الوطني هاتفين بحياة الجيش والشعب، من خلال ترديد العبارة الشهيرة “الجيش الشعب خاوة خاوة”، “كليتوا لبلاد يا السراقين”، “ديقاج ديقاج”،”يتنحاو قاع”، من الحي الشعبي “لإغراف” عبر نهج هواري بومدين إلى دار الثقافة ثم مقر الولاية، وسط المدينة لتعود المسيرة إلى نقطة الانطلاق بالحي الشعبي “الجباس”، من أمام قصر الشعب، حيث تجمع المتظاهرون وانتظموا من أجل الكشف عن “تيفو” الجمعة العاشرة. عنابة: إصرار على محاكمة رموز الفساد وفي عنابة تواصلت المسيرات بكثير من الإصرار على محاكمة رموز الفساد ليس في العاصمة فقط، وإنما في مختلف الولايات بما فيها ولاية عنابة، الحشود الزاحفة على وسط مدينة عنابة ومن الجنسين باركت محاسبة المفسدين ورأت بأن الخطوة غير كافية إلا بالزج بهم جميعا في السجون، كما لم ينس الهاتفون الباءات المتبقية وعلى رأسهم بن صالح الذي طالبوه بالمغادرة فورا، واعتبروا الحديث عن انتخابات رئاسية في ذكرى الاستقلال هو أشبه بالاستعمار الجديد، حيث حمل أحدهم “انتخابات 4 جويلية ستسقط احتفالات الخامس من جويلية”. ضياع طفل وسط مسيرة البليدة سجل ضياع طفل وسط الزحام خلال مسيرة الحراك العاشرة في البليدة، وقد عثر مواطنون عل الطفل التائه ونقلوه إلى مقر أمن الولاية. البليديون في الجمعة العاشرة جاء حضورهم في الموعد، حيث خرج الآلاف وجابوا في مسيرة سلمية عاصمة الولاية. المتظاهرون ومن خلال الشعارات التي رفعوها جددوا تمسكهم بموقفهم الرافض لرئيس الدولة بن صالح عبد القادر وحكومة بدوي التي وصفوها بغير الشرعية، مبدين رفضهم للانتخابات الرئاسية التي تشرف عليها الباءات الباقية، وطالبوهم بالرحيل. ودعا البليديون القضاة من أجل التحرك وتطبيق العدالة النزيهة وفتح ملفات الفاسدين من رجال الأعمال والسياسيين دون استثناء، في مقدمتهم شقيق الرئيس المستقيل السعيد بوتفليقة، وقد تميز حراك الجمعة العاشرة في البليدة بتدفق سيول بشرية نحو عاصمة الولاية، حيث قدم مواطنون من 25 بلدية للمشاركة. البجاويون بصوت واحد: “نعم لقضاء حر وعادل.. ونريد التغيير الجذري” على وقع هتافات “كليتو لبلاد يا السراقين”.. و”خدعتو لبلاد يا الخداعين” خرج ككل مرة، مئات الآلاف من المواطنين إلى شوارع مدينة بجاية في مسيرة حاشدة انطلقت من محيط دار الثقافة “الطاوس عمروش” وصولا إلى ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” قبل أن يجوب السيل البشري باقي شوارع عاصمة الولاية الرئيسية، كلهم عزم وإصرار على مواصلة الصمود إلى غاية رحيل كل النظام بكل رجالاته، وذلك مهما كانت المراوغات والعقبات. ولم تختلف شعارات الجمعة العاشرة عن سابقاتها بعدما أصر المشاركون في هذه المظاهرة على ضرورة رحيل النظام القائم ومحاسبة كل وجوه الفساد الذين عبثوا بالبلاد، بما في ذلك ما سموهم ب”المافيا السياسية” بشعار “يتنحاو ڤاع.. ويتحاسبو ڤاع” كما دعوا إلى تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور في حين أصر آخرون على أن الحراك جاء من أجل التغيير وليس من أجل تصفية الحسابات بالقول: “نعم لقضاء حر وعادل” و”نريد التغيير الجذري.. لا الترميم”. في حين أكد العديد من المواطنين أنهم سيخرجون في الجمعة الحادية عشرة والثانية عشرة.. في رمضان والصيف وأنهم لن يتراجعوا، إلى غاية رحيل ومحاسبة ما أضحى يطلق عليهم ب”العصابة” التي عبثت بالبلاد طولا وعرضا. شعارات “أكثر حدّة” في مسيرة وهران خرجت حشود غفيرة للمتظاهرين بوهران، مباشرة بعد صلاة الجمعة، حيث عرّجت قافلة من هؤلاء ضمت مختلف شرائح المجتمع ومن مختلف الأعمار، نساء ورجالا نحو جسر زبانة للالتقاء هناك، بعدما كان خط سيرهم مقتصرا على كبرى شوارع وسط المدينة من ساحة السلاح إلى العربي بن مهيدي، نزولا إلى غاية الطريق المحاذي لمقر الولاية، ثم العودة إلى نقطة الانطلاق. وردد المتظاهرون شعارات جاءت هذه المرة بلهجة أحدّ من سابقاتها، حيث طالب المتظاهرون بوضع حد لما يعتبرونها مناورات مبتذلة للنظام، والعمل عاجلا وبشكل صارم على إنهاء هذه المهازل التي تهدد أمن واستقرار البلاد من خلال محاولات الالتفاف على مطالبه الواضحة الصريحة. كما كان المحتجون واضحين ومحددين في مطالبهم الجوهرية التي تستهدف في المقام الأول رحيل بن صالح وبدوي، وتشكيل حكومة انتقالية يرضى عنها الشعب الجزائري، مع إلقاء القبض على من وصفهم بالمتورطين في الخيانة العظمى وتحويل البلاد إلى مملكة ل”جماعة الأوليغارشيا” ومحاسبتهم، وردد المتظاهرون أسماء الجنرال توفيق، سعيد بوتفليقة، أحمد أويحيى وغيرهم. الوادي: ”الجزائر باديسية.. ماشي سلطة باريسية” انطلقت المسيرة السلمية المطالبة بالتغيير الجذري والقطيعة الشاملة مع رموز النظام الحالي، بمدينة الوادي للجمعة العاشرة، على قرع الطبول وأهازيج الملاعب، التي بحت بها حناجر الشباب، حيث ردد المتظاهرون أغنية ”في بلادي ظلموني”، وهتفوا بكلمة ”الحرية”، وهتفوا في نفس الوقت، ”الجنود والشعب خاوة خاوة”. كما هتفت أعداد منهم باسم عباس مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، الذي توفي الأربعاء الفارط. وتجمع المتظاهرون مساء أمس، في حدود الساعة الواحدة والربع بعد صلاة الجمعة مباشرة، بساحة الشباب في قلب المدينة، فيما انطلقت الجموع الغفيرة نحو مقر الولاية مرورا بالشارع الرئيسي محمد خميستي، ثم عادت المسيرة إلى غاية ساحة الشهيد حمه لخضر المحاذية للثكنة العسكرية وإقامة والي الولاية، بشارع الطالب العربي قمودي. وأكد المتظاهرون على مواصلة التعبير السلمي عن آرائهم، من خلال إثبات ما سموه برفع الشرعية عن النظام الحالي، عن طريق الخروج للشارع، وتأكيد على أن الشعب هو مصدر السلطة والقرار، ليقول لهم ارحلوا واتركوا الجزائر بسلام، بعدما أخفقتم لعشرات السنين في حكم وتسيير الدولة وأخفقتم في توزيع الثروات بالعدل والمساواة وعجزتم عن تطبيق برامجكم للتشييد والبناء. وردد المتظاهرون في ساحة الشباب بالوادي، شعارات للتأكيد على وحدة مطالب الشعب الجزائري، أين هتف المشاركون في الحراك بعبارة ”نريد ضمانات وإصلاحات، لا نريد شعارات” و”حريات حريات، لا نريد أجندات”، و”سلمية المسيرات، والوحدة هي النجاة”، و”الجزائر باديسية، ماشي سلطة باريسية”، و”لا رئيس بالوكالة، الجزائر فيها رجالة”، و”يا شعب سير سير حتى يتحقق التغيير”، و”أين أنت يا عدالة والعصابة دايرة حالة”، و”رافضون رافضون لبن صالح رافضون ولحكومة بدوي رافضون وللانتخابات رافضون”، كما ندد المتظاهرون بما سموه التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية. وتجدر الإشارة إلى أن الحرارة التي تجاوزت 34 درجة مئوية، لم تثن من عزيمة المئات من المتظاهرين الذين جاؤوا من مختلف بلديات الولاية للتظاهر بشكل سلمي وحضاري، للتعبير عن رغبتهم في التغيير الجذري، غير أن عددا قليلا من الشيوخ، فضلوا عدم المشاركة في المسيرة واكتفوا فقط بالحضور والوقوف في ساحة الشباب مكان انطلاق المسيرة، ثم توجهوا إلى ساحة حمة لخضر بالوادي، وجلسوا هناك لغاية قدوم الشباب الذين كانوا يهتفون وينادون بأعلى صوتهم من أجل الاستجابة للتغيير السلمي وبسلاسة ودون تحميل بلاد الشهداء عناء أكثر من الذي هي فيه الآن بسبب العصابة. المدية: تأكيدات على مواصلة الحراك في رمضان أكد المشاركون في مسيرة الجمعة العاشرة من الحراك في المدية، بقاءهم على العهد ومواصلة حصد رؤوس الفساد، ومواصلة الحراك حتى في رمضان، مجددين رفضهم لشخص بن صالح ومبادراته لاسيما تلك المتعلقة بالحوار الذي وصفه النشطاء بالمزعوم، فضلا عن رفضهم لشخص بدوي وحكومته. وقال نشطاء إن بن صالح وبدوي “مدعوان لاحترام نفسيهما والرحيل لأن الشعب يرفضهما”. وانطلقت المسيرة من عين الذهب مرورا بساحة حمو، التي اعتاد المتظاهرون التجمهر بها. حراك المسيلة يدعو إلى استكمال اجتثاث العصابة تمسك سكان المسيلة، في الجمعة العاشرة من الحراك الشعبي، بمواصلة اجتثاث رموز العصابة ومحاسبة الفاسدين والمتورطين في نهب أموال الشعب وإضعاف الاقتصاد الوطني، ولم يتأخر المئات في تثمين الخطوات التي يقوم بها جهاز العدالة في محاسبة أصحاب المال المشبوه، من رجال مال وأعمال وسياسيين ونقابيين، مؤكدين حسب الشعارات المرفوعة، دعمهم المطلق لنداءات قيادة الجيش الوطني الشعبي إلى محاسبة الفاسدين، وفضح مخططات العصابة التي لا يزال كثير من رموزها يتحكمون في مفاصل الدولة ونظام الحكم، ودعوة القضاء إلى العمل بكل استقلالية ونزاهة لمحاسبة الجميع دون استثناء. كما لم يفوت المتظاهرون سلميا التمسك بمطلب رحيل بدوي وحكومته التي تفتقد للشرعية والقبول، وهو الأمر ذاته بالنسبة لرئيس الدولة، مطالبين بإحالة المحرضين على زعزعة استقرار البلاد واللعب على الكثير من الأوتار لتقسيم الجزائر، على القضاء ومحاسبتهم بتهمة الخيانة العظمى والتخطيط لضرب استقرارها، داعين الجميع إلى التفطن لمثل هذه التحركات المشبوهة. كما لم يتخلف كثيرون في مواصلة الوقوف مع مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، التي تبقى المؤسسة الوحيدة التي تحظى باحترام وتقدير الشعب من أجل حماية التراب الوطني والوقوف كسد منيع أمام الأصوات التي تسعى إلى تقسيم البلاد. وقد أصر المشاركون في مسيرة الجمعة العاشرة، على إحالة الوزير الأول السابق على جهاز العدالة ومحاسبة رأس العصابة وكل المشاركين فيها دون استثناء أو تمييز. صور الشهداء تتصدّر مسيرة غليزان جدد المتظاهرون، في عاشر مسيرة حاشدة لهم الجمعة بغليزان، مطالبهم بضرورة رحيل ما تبقى من الباءات وكافة رموز النظام البائد من أجل التغيير الجذري والشامل حتى القضاء على آخر فرد من أفراد العصابة، حيث عرف الحراك مباشرة بعد صلاة الجمعة مشاركة قوية لمختلف شرائح المجتمع، بما فيها النساء، الأطفال والشيوخ، يتقدمهم خيرة شباب الولاية الذين هتفوا بصوت واحد: “ارحلوا قاع… لا نريد بقايا الباءات تقرر مصير البلاد”، “لا لمهزلة الانتخابات المقررة يوم الرابع من جويلية”.. فيما أصروا على محاكمة السعيد بوتفليقة وأحمد أويحيى. كما رفع الغليزانيون عدة شعارات هي الأولى في هذه المسيرة، منها “على القضاء في غليزان أن يفتح ملفات الفساد المالي، وقضايا نهب العقار وملف تسيير الفرق الرياضية”، وغيرها، وحسب البعض ممن حاورتهم الشروق، فقد حان الوقت لكي يتحرك القضاء بولاية غليزان للنبش في ملفات الفساد الذي عشش بها، الذي كان حسبهم من الصعوبة بمكان القيام به خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى غاية اليوم. كما جابت المسيرة التي انطلقت كعادتها من أمام مسجد النور وسط المدينة مختلف الشوارع والأحياء، على غرار حي عواد بن جبار، مرورا بحي الانتصار، أين كان قاطنو الحي على موعد مع الحشود البشرية من المتظاهرين التي كانت في انتظارهم، ليختلط الجميع، رافعين كعادتهم الراية الوطنية وصورا لبعض شهداء الثورة التحريرية. أحرار بشار يطالبون بمواصلة ضرب أوكار الفساد يواصل سكان ولاية بشار وللجمعة العاشرة الحراك الشعبي رغم درجة الحرارة المرتفعة التي ميزت منطقة الساورة، وخرج أحرار بشار في مسيرة حاشدة شعارها الأول والأخير ترحلوا قاع والشعب يريد إسقاط السعيد في تأكيد منهم على أن الزمرة الحاكمة لا تزال مدسوسة ضمن العصابة، مطالبين العدالة والجيش بمواصلة ضرب أوكار الفساد والمال الفاسد من خلال محاكمة كل رجال الأعمال الذين نهبوا البلاد والعباد. وعلى غرار باقي الجمعات الفارطة جاب المتظاهرون في عشية حارة فاقت درجة حرارتها 35 شوارع وسط المدينة انطلاقا من ساحة الجمهورية رافعين شعارات مناوئة للسلطة ومرددين بأعلى أصواتهم بضرورة رحيل النظام الفاسد وزبانيته. وتصدرت لافتة كبيرة مكتوب عليها وبالبند العريض واللون الأحمر “تتنحاو قاع” الصفوف الأولى من المسيرة كرسالة واضحة من أبناء الجنوب لجماعة بن صالح بأن النظام رايح رايح ولن يبقى مادام فخامة الشعب يقول كلمته الأولى والأخيرة. “تيفو” ضد العصابة في مسيرة البويرة شارك المئات من سكان البويرة في مسيرة حاشدة جابت مختلف أحياء عاصمة الولاية مرددين هتافات تنادي بإسقاط جميع أفراد العصابة ومحاكمتهم العلنية مع تجسيد ما قاله قائد الأركان القايد صالح وأولها توقيف شقيق الرئيس السابق، وقد تجمع المشاركون بساحة عينوش حجيلة قبل أن ينطلقوا في مسيرتهم نحو مقر الولاية ثم ساحة دار الثقافة كمكان للتجمهر وترديد الهتافات مع رفع “تيفو” كبير يرمز إلى توقيف كامل رؤوس العصابة ورميهم في مزبلة التاريخ باعتبار أن الشعب وكلمته هو السيد والمقرر. جمعة العدالة ومحاربة الفاسدين بالجلفة خرجت مجموعات كبيرة من المواطنين تقدر بالآلاف عبر شوارع وأحياء الجلفة، وكانت عاصمة الولاية الأكثر شعبية، حيث اختار المواطنون وسط المدينة بعد مسيرات حاشدة جابت مختلف الأحياء مرورا بمقر الولاية ووصولا إلى وسط المدينة أين تجمع المواطنون رافعين شعارات مماثلة لتلك المرفوعة في الجمعات السابقة، مع شعارات قوية جديدة، تتقاطع في الدعوة إلى محاربة الفاسدين وطنيا ومحليا، وفتح ملفات الفساد في الجلفة، كملفات الاستثمار ونهب العقار، ومحاسبة المتورطين، مؤكدين أن المصالح الأمنية تحوز ملفات ثقيلة، تخص الفساد المالي والإداري، مطالبين بتحويلها للقضاء وإيداع المتورطين السجن، من جهة أخلرى دعم قطاع واسع من المتظاهرين رئاسة أركان الجيش، التي دعت إلى محاربة الفساد والعصابة. تيزي وزو: سجن الحراش، هو المكان الأنسب لرموز الفساد! خرج سكان تيزي وزو في مسيرة مليونية انتفضوا خلالها ضد العصابة التي استولت على كرسي الحكم لعدة سنوات. وجاب المتظاهرون مختلف أرجاء مدينة تيزي وزو، وأصواتهم تصدح عاليا “تتنحاو قاع تتحاسبو قاع”، “سعيد بوتفليقة مبحوث عنه من طرف الشعب”. وقد ردد المحتجون خلال مسيرتهم عبارات منددة بالوضع القائم في البلاد، كعبارة “سيشهد التاريخ أنكم بعتم البلاد رغم غناكم وسنشتريها رغم فقرنا بأي ثمن”، “الأفلان إلى المتحف”، كما كانت المسيرة فرصة لحمل واستعراض صور رؤوس الفساد في البلاد مشيرين إلى أن مكانهم سجن الحراش، فهو المكان الأنسب للفساد ومحاسبة المتورطين في هذه القضايا حسب المتظاهرين. علما أن المسيرة العاشرة بتيزي وزو لم تختلف عن المسيرات السابقة، حيث اجتاح سكان الولاية الشوارع منذ الصبيحة. شباب البيض يطالب بتفعيل جهاز العدالة انطلقت بعد صلاة الجمعة، ومن مختلف أحياء بلدية البيض، مسيرات الإصرار، بمشاركة واسعة لكل أطياف المجتمع البيضي، جاب من خلالها المتظاهرون كبرى الشوارع، بشعارات موحدة “بن صالح ارحل.. النظام ارحل.. لا للباءات.. العدالة لازم تتحرك..”، وقد تم ذلك في تنظيم محكم وسلمية وحضارية، حيث جاب الشباب المطالب بتغيير النظام كبرى الشوارع الرئيسية ببلدية عاصمة الولاية، مرددين شعارات، ترفض كلها بقاء وجوه النظام، وكل الجهات التي يرمز لها. وشدد المتظاهرون على رفض الأطراف التي تحاول ركوب الموجة أو سرقة مجهود الشباب، في إشارة واضحة لبعض ممثلي الأحزاب الذين حضروا كأفراد خلال المسيرة، كما رفضوا أي شعار أو عنوان ترفعه الأحزاب أو الجمعيات التي التحقت بالحراك في البيض، على غرار باقي ولايات الوطن، إلى جانب تركيز عدد من المشاركين على فتح ملفات الفساد المحلي، والتي تورط شخصيات نافذة من نواب برلمان وممثلي هيئات وطنية من الولاية وأيضا جمعيات وإداريين.. حراك عين الدفلى يحذر من محاولات التفرقة تسم حراك الجمعة العاشرة بولاية عين الدفلى بمطالبة المواطنين بضرورة محاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد مثنين على الجهود التي ما فتئت مصالح العدالة تقدمها لصالح المجتمع في الآونة الأخيرة. وهتف الآلاف من المواطنين بعاصمة ولاية عين الدفلى بضرورة مواصلة المحاسبة للإطاحة برؤوس الفساد، محذرين في الوقت ذاته من محاولات تشتيت الحراك الشعبي وإثارة النعرات بين أبناء الوطن الواحد للتفرقة بينهم والحيلولة دون تحقيق نتائج الهبة الشعبية، وشهدت مدينة خميس مليانة بدورها مسيرة ضخمة عبر من خلالها المشاركون فيها عن رغبتهم الجامحة في إحداث التغيير المنشود، دون إهمال محاسبة المتورطين، فيما راجت في الآونة الأخيرة مطالب بضرورة التحقيق، في ممتلكات بعض الشخصيات الوطنية لعقارات على مستوى بعض بلديات الولاية. شباب الحراك يرفع راية الوحدة الوطنية ببلعباس تجند ما يزيد عن 1200 شاب في رفع لوحة جميلة للراية الوطنية بساحة الفاتح نوفمبر وسط مدينة سيدي بلعباس، أطلقوا عليها اسم راية الوحدة الجزائرية، كرد منهم على المحاولات البائسة لبقايا العصابة من أجل تفريق أبناء الوطن الواحد وتشتيت مطالبهم المشروعة، قبل أن يجوب الجميع مختلف شوارع المدينة في مسيرة سلمية رفعوا خلالها شعارات جددت مطالبتهم برحيل جميع رموز النظام. كما ردد المشاركون في مسيرة الجمعة العاشرة، شعارات مطالبة بمحاسبة جميع أفراد العصابة والفاسدين الذين نهبوا أموال الشعب، وأخرى تؤكد على صمود الجميع والحفاظ على سلمية المسيرات إلى غاية تحقيق جميع المطالب التي يرفعها الشعب منذ بداية الحراك، والسير في إطار سلمي نحو الخروج بالجزائر إلى بر الأمان، وتأسيس جمهورية ثانية بعدالة مستقلة وحكومة تتماشى وتطلعات الشعب الجزائري ككل. تلمسان: المتظاهرون يطالبون بتوسيع التحقيقات في الفساد واصل سكان تلمسان حراكهم للجمعة العاشرة على التوالي، حيث خرجوا بالآلاف إلى الشوارع، مطالبين بالتغيير والرحيل الكامل لوجوه النظام الذين تسببوا في مآسي الجزائريين على مدار السنوات الماضية. سكان تلمسان تفاعلوا مع تحرك العدالة والقضاء ضد الفاسدين، وطالبوا بأن تشمل التحقيقات كل من طالت أياديهم أموال الشعب الجزائري، مبدين مساندتهم التامة للجيش الوطني الشعبي، ومطالبين في هذا السياق بالزج بأفراد العصابة في السجن. وكانت أبرز الشعارات التي حملها التلمسانيون هي انتقاد عدالة الهاتف التي أدخلت الجزائر في أزمات لا مخرج لها، كما استغلوا مسيرتهم العاشرة للتعبير عن وقوفهم إلى جانب مجمع الشروق الذي عانى من العصابة ودفع الثمن غاليا. وبمغنية تجدّدت مطالب السكان بالعفو الشامل عن أبنائهم، مطالبين بإفراغ السجون منهم وتحويل أفراد العصابة إليها، خاصة أنهم برأيهم ليسوا سوى ضحايا الفساد الذي استشرى في الجزائر وبجهاز العدالة الذي كان خارج الإطار.