تسبب تعطيل الانترنت في الجزائر وأجهزة التشويش في المؤسسات التربوية التي احتضنت امتحانات البكالوريا لتفادي تسريب المواضيع، والغش، الأحد، في عرقلة عمل البنوك والنقل الجوي والبحري والتنسيق العملي بين المستشفيات، والمؤسسات الاقتصادية، وشركات التامين، مما خلف حالة من التذمر، والسخط بين رجال الأعمال والتجار والمتعاملين الاقتصاديين. وقال في السياق، خبير الاقتصاد، مالك سراي، إن سمعة الجزائر الرقمية في خطر، وتعاملاتها التجارية العالمية مهددة خلال أسبوع كامل وابتداء من أمس، بعد لجوء الحكومة إلى حلول غير رشيدة حسبه، لمواجهة غش البكالوريا. وحذر سراي من عواقب ذلك، خاصة وان الكثير من المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي معطلة تماما خلال النهار، حيث أكد أن مكاتب الدراسات وشركات التامين تضررت جدا، والبواخر التجارية ستضطر للبقاء 3 أيام إضافية راسية في الموانئ أجنبية مما تجعل الجزائر تدفع مبالغ إضافية مقابل ذلك. وأكد مالك سراي، أن الخسائر المالية التي تتكبدها الخزينة العمومية يوميا جراء تعطيل الانترنت تتجاوز ال6 ملايين دولار، وهي كارثة اقتصادية يمكن تجاوزها من خلال وضع آليات علمية لتفادي تسريب مواضيع البكالوريا والغش في الامتحان. من جهته، استنكر خبير المعلوماتية الدكتور عثمان عبد اللوش، اللجوء إلى تعطيل الانترنت من اجل البكالوريا، وخاصة استمرار هذا التعطيل لمدة أسبوع، مشيرا إلى أن أجهزة التشويش في المؤسسات التربوية يمكنها أن تحجب الانترنت وبدون تعطيلها في باقي الأماكن، مثلما هو حادث في السدود الأمنية. واستغرب ذات الخبير، تعطيل الانترنت في مواقع وأماكن بعيدة جدا عن المؤسسات التربوية التي يمتحن فيها المترشحين لامتحان البكالوريا، في حين أن هناك أجهزة تشويش بسيطة لا يمتد تأثيرها خارج هذه المؤسسات. وقال الدكتور عبد اللوش، أن الحكومة الجزائرية تثبت مع كل امتحان البكالوريا، أنها فاشلة في قيادة العالم الرقمي، ومواكبة التكنولوجيا، وأنها لا تلجأ غلى خبراء في هذا الميدان، كما لا تملك أدوات التحكم البسيط والحكيم في تسريب مواضيع البكالوريا ومحاربة الغش في الامتحانات. ويرى أن تعطيل الانترنت ولمدة أسبوع في الجزائر في فترة امتحانات البكالوريا، ما هو إلا تعطيل للحركة التجارية والتعاملات الاقتصادية واستنزاف المال العام من الخزينة العمومية، والإساءة الواضحة للاقتصاد الرقمي. وقال خبير المعلوماتية، الدكتور عبد اللوش، إن التكنولوجيا أتاحت مواقع رقمية كثيرة يمكن الدخول إليها واستغلالها في الغش وتسريب المواضيع، خاصة حسبه وأن الشباب الجزائر أكثر تحكما في الرقمنة من الوزراء والمسؤولين ومن وزارة الاتصال في حد ذاتها. ودعا عبد اللوش، إلى صناعة أجهزة التشويش في الجزائر، واستغلالها في امتحانات الجامعة، وتفادي تعطيل الانترنت مستقبلا خلال أيام امتحانات البكالوريا، لما تخلفه من خسائر مالية بالجملة جراء العرقلة التي تحدث في التعاملات التجارية الرقمية.