تفاديا لتكرار فضائح الغش التي باتت تميز امتحان شهادة البكالوريا في السنوات الأخيرة في الجزائر، اضطرت وزارة التربية الوطنية وبالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصال، إلى التخلي عن تقنية 3جي، كحل تراه مضمونا لسد الطريق أمام الغشاشين الذين جعلوا من تكنولوجيات الإعلام والاتصال وسيلة عصرية في الحصول على الإجابات وتسريب أسئلة الامتحان، ولكن تعطيل هذه التقنية لمدة 4 أيام كاملة يدفع ثمنه الكثير من الجزائريين من تجار، مخابر طبية، وكالات سفر، مؤسسات اقتصادية خاصة، وحتى عمومية. في هذا الصدد، يؤكد المختص في المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، أن 17 مليون جزائري، معنيون بشبكات التواصل الاجتماعي، 7 ملايين ينشطون في التجارة بمختلف أنواعها وأشكالها، وأن تعطيل تقنية 3جي لمدة 4 أيام، لو فرضنا أن هؤلاء التجار يستفيدون فقط 100دج يوميا من استعمال الانترنت فإن خسارتهم تفوق 3 ملايير خلال هذه الأيام، مشيرا إلى أن مخابر طبية خاصة تنقل نتائج التحاليل بين العاملين فيها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وإن هذا التعطيل يعرقل عملها، وقد يتسبب في انعكاسات طبية حتى على المرضى. ويقول إن الوكالات السياحية وشركات الطيران، من بين المؤسسات التي ستتضرر من تعطيل تقنية 3جي، وهذا الخيار الذي لجأت إليه وزارة التربية، هو مرآة عاكسة لعدم التحكم في فرض قيادة سياسية، مع وجود الجهل الرقمي، كما أن هذا الانقطاع هو يعتبر عدم التزام، لأنه لم يذكر في بنود الاشتراك. وأشار، الدكتور عبد اللوش، خبير التكنولوجيا، إلى أن هناك تأثيرات أخرى تتعلق بتعويد التلميذ عن الغش، حيث كان من المفروض حسبه، أن تلجأ الوزارة إلى الأسلوب الخاص بها، وهو تعويد وتربية التلميذ على عدم الغش كحل يجنب تحميل العقاب الجماعي لمستعملي التكنولوجيا من الجزائريين. ويرى عبد اللوش، أن جهل المسؤولين بالرقمنة، جعلهم لا يشعرون بأهمية تعطيلها، وخير دليل حسبه هو بقاء موقع الوزير الأول على حاله، وبقاء نصوص وصور الحملة الانتخابية في موقع حزب جبهة التحرير الوطني، وبقاء عبد المالك سلال على رأس موقع رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى. في السياق، قال الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الجزائرية للتجار، أن انقطاع الانترنت المتكررة، أساءت لسمعة المستثمرين الجزائريين، الذين يتعاملون مع جهات أجنبية، وان انقطاع 3جي خلال أيام البكالوريا، سينعكس سلبا على الاستثمار والتجارة، حيث أشار إلى أن 40 بالمائة من النشطاء في التجارة يستغلون تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فهم إما يتواصلون مع زبائن أو ممونين، أو يعرضون منتجاتهم، ولام المتعاملين الثلاثة عن عدم الاعتذار أو التعويض لزبائنهم. وأكد أن من بين أهم الأسئلة التي يطرحها المستثمرين الأجانب عندما ينوون الاستثمار في بلد ما، هو ما مستوى تدفق الانترنت وقوتها؟