بقدر ما ستشدّ مباراة المنتخب الجزائري أمام نظيره السينغالي الأنظار، بقدر ما ستكون مواجهة الغريمين المدرب الجزائري جمال بلماضي والمدرب السينغالي آليو سيسي مباراة مصغرة بين مدربين شابين يقودان منتخبي بلديهما في مباراة كبيرة، ولا حلم لهما سوى الفوز أولا بالمباراة، وثانيا التتتويج باللقب القاري. المدربان من نفس العمر، ففي 24 مارس الماضي أكمل السينغالي آليو سيسي سن الثالثة والأربعين وفي اليوم الموالي أي 24 مارس، أكمل جمال بلماضي الثالثة والأربعين، وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراتهما الأولى ضد كينيا وتانزانيا، قال المدرب السينغالي الذي تحترمه كل السينغال وتفضله على المدرب الأوروبي، بأن البلد الذي يمتلك محرز وبراهيمي وبونجاح، لا يمكن سوى أن يكون مرشحا وهو منتخب قوي، ثم قال بأنه يحترم رفقاء عيسى ماندي وسيلعب أمامهم بحذر، وشعر جمال بلماضي بفخ أقوال صديقه سيسي، فردّ عليه بسرعة، بأن السينغال هي القوة الأولى في القارة حاليا ليس بسبب ترتيبها في الفيفا الثاني والعشرين فقط والأولى قاريا، وإنما بسبب ما تمتلكه من نجوم ولعب جماعي تبلور في مباراة تانزانيا التي كان بإمكان رفقاء خاليدو كوليبالي الفوز بها بسباعية أو أكثر لو سوء الحظ وغياب النجم والقائد ساديو ماني الذي سيكون القوة الضاربة يوم الخميس. ولد المدرب السينغالي سيسي في زيغنشور السينيغالية وولد جمال بلماضي في فرنسا، ولكن سيسي بدأ مداعبة الكرة في سنة 1974 في عالم الاحتراف في مدرسة ليل الفرنسية التي بقي فيها لمدة ثلاث سنوات، تماما كما بدأ جمال بلماضي مشواره الكروي في فرنسا، ومن الصدف الجميلة أيضا أن سيسي الذي لعب لباريس سان جيرمان ثلاث سنوات ولمونبيليي سنة واحدة، طار إلى إنجلترا ولعب لبيرمينغهام ثم لبورتسموث قبل أن يعود إلى فرنسا وهو نفس المشوار الذي قام به جمال بلماضي، الذي كانت له تجربة جميلة مع مانشستر سيتي في الدرجة الإنجليزية الثانية، رفقة علي بن عربية وهذا بعد تجارب رائعة في فرنسا من بينها مارسيليا، قبل أن يُنهي حياته كلاعب في فرنسا. وكانت أول زيارة للنجم السينيغالي سيسي إلى الجزائر في أول مباراة تصفوية لكأس العالم في مدينة عنابة أمام أشبال عبد الغاني جداوي، حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي مع تضييع الجزائري كراوش لضربة جزاء وهي التصفيات التي أهلت السينغال لأول مرة لمنافسة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان في صيف 2002، على حساب الجزائر ومصر والمغرب، وكان سيسي قائدا للفريق الوطني السينغالي، كما تواجد جمال بلماضي في نفس المباراة في عنابة لأول مرة ولكن في المدرجات، بينما كان المناجير في ذلك الوقت مراد مزار، يقدم جمال بلماضي وعلي بن عربية للسمؤولين الجزائريين على الكرة، لأجل تقمص ألوان الخضر. آليو سيسي الذي أنهى مشواره كلاعب في نادي نيم الفرنسي، تبقى أحلى ذكرى في حياته، هي قيادته لمنتخب السينغال للبروز في مونديال 2002، عندما فاز منتخب بلاده في اللقاء الافتتاحي على بطل العالم فرنسا بهدف نظيف، وتمكن من التأهل للدور الثاني، ثم بلغت السينغال الدور الربع نهائي من المونديال في واحدة من أكبر مفاجئات كأس العالم في التاريخ. ولعب آليو سيسي الذي كان ينشط في وسط الدفاع وأحيانا في خط الوسط، مع منتخب بلاده 35 مباراة سجل فيها هدفا واحدا. وإذا كان لجمال بلماضي بعض الألقاب في الأندية القطرية التي درّبها من دوري وكأس الأمير، وأيضا عندما قاد منتخب قطر وانتزع معه لقب كأس الخليج العربي في المملكة العربية السعودية، فإن سيسي مشهور بأنه لم يحصل في حياته على أي لقب سواء كمدرب أو كلاعب، حيث بلغ كلاعب نهائي بطولة أمم إفريقيا سنة 2002 من دون التتويج، ووصل نهائي كأس فرنسا مع باريس سان جيرمان كما حصل معه على المركز الثاني في الدوري الفرنسي من دون تتويج أيضا. ومن دون أن يدرب آليو سيسي أي فريق في السينغال أو أي فريق في فرنسا، منحته السينغال دفعة واحدة ثقتها في قدراته، فصار المدرب الأول للمنتخب منذ سنة 2012، كما درّب المنتخب الأولمبي، وهو ما جعله يعرف اللاعبين جيدا ويعرفونه، ويريد بعد أن قاد منتخب بلاده كلاعب في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وكمدرب في مونديال 2018 في روسيا، وكانت له فيهما بصمة، لا هدف له الآن سوى الفوز بلقب القارة السمراء ليعيّن أحسن مدرب إفريقي، ويصبح الأشهر في القارة السمراء، وهو نفس مشوار وحلم المدرب الذي يصغره بسنة واحدة الجزائري جمال بلماضي، الذي لا حلم له سوى قيادة القارة السمراء والقفز في الترتيب العالمي إلى المركز العشرين مع الخضر، وكلاهما يعتمد على لاعبين كبار منهم رياض محرز وآدم وناس وخليدو كوليبالي وساديو ماني. رئيس الاتحاد السنغالي أوغستين سنغور يؤكد: لم نفز على الجزائر أبدا في لقاء رسمي والمواجهة نهائي حقيقي اعتبر رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، اوغستين سنغور، اللقاء الذي سيجمع بين منتخبه ونظيره الجزائري “بنهائي” المجموعة الثالثة، المقرر غدا الخميس بملعب 30 جوان-الدفاع الجوي بالقاهرة (00ر18 سا بالتوقيت الجزائري)، في إطار الدور الأول من كأس أمم إفريقيا-2019 بمصر. وصرح سنغور قائلا: “سنواجه منتخب الجزائر في مقابلة قوية لكنها تبقى مباراة ممتعة للعب. سوف نحضر بطريقة جيدة حتى نكون حاضرين لهذا التحدي أمام الجزائر. شخصيا أعتبره نهائي المجموعة الثالثة. لم نفز على الجزائر في منافسة رسمية (كأس أمم إفريقيا)، أتمنى أن تكون الأولى لصالحنا”. وحقق “أسود التيرانغا” سهرة الأحد بداية موفقة في العرس الكروي القاري بفوزهم على تنزانيا (2-0) بهدفي كايتا بالدي (د 28) وكريبين دياتا (د 64)، في غياب نجمهم الأول ساديو ماني (ليفربول الإنجليزي)، المعاقب بسبب تراكم البطاقات. ونجح أشبال بلماضي في نفس المأمورية بإطاحتهم بكينيا (2-0) بفضل ثنائية بونجاح من ركلة جزاء (د 34) ومحرز (د 42). وعلق المسؤول السنغالي على هذه النتيجة الإيجابية لفريقه قائلا “حققنا دخولا جيدا في هذه المنافسة القارية فالأهم كان الفوز في أول خرجة ونيل النقاط الثلاث. اللقاء كان بمثابة أحسن مباراة لي منذ انطلاق كأس إفريقيا-2019 وبأجمل هدف (قذفة قوية من كريبتين دياتا.. وحسب اوغيستين سنغور، فقد أبان أشبال المدرب أليو سيسي عن وجه طيب تجسد في هدفين وتقريبا دون تلقي أي فرصة خطيرة. كان علينا تحقيق هذا الدخول وتسيير الطاقة، سيما وأن الدورة ستكون طويلة، أتمنى ذلك”، قال المتحدث. ولحساب الجولة الثانية المقرر إجراؤها يوم الخميس ال27 يونيو، يواجه ”الخُضر” المنتخب السنغالي في قمة المجموعة الثالثة، وهي المرة الثالثة تواليا في نهائيات كأس أمم إفريقيا. ففي طبعة 2015 بغينيا الإستوائية تفوقت الجزائر (2-0)، قبل أن يتعادلا سنتين بعدها في نسخة 2017 بالغابون (2-2). وفي ختام الجولة الأولى، يحتل منتخبا الجزائر والسنغال كرسي الصدارة مناصفة برصيد 3 نقاط كل منهما، قبل تنزانياوكينيا التي تتذيل الترتيب بدون رصيد. ويتأهل صاحبا المركز الأول والثاني فضلا عن صاحب أحسن مركز ثالث إلى الدور ثمن النهائي.