خلّف الحريق الذي اندلع في حدود الساعة السادسة من صبيحة السبت الماضي، واستمر إلى غاية الساعة التاسعة من صبيحة الإثنين، خسائر معتبرة في الغطاء الغابي والنباتي والحيواني بالمنطقة الغابية في جبل بوعربيد ببلدية بوهمدان الواقعة بأقصى الجهة الغربية لإقليم ولاية قالمة، على حدودها مع ولاية سكيكدة. وحسب بيان مصالح مديرية الحماية المدنية فإن الحريق المهول تسبب في إتلاف ما لا يقل عن 38 هكتارا من الثروة الغابية بالمنطقة و32 هكتارا من الأحراش، وهي حصيلة تعتبر جد معتبرة مع بداية فصل الصيف. وكانت مصالح مديرية الحماية المدنية قد أعلنت منذ فجر السبت، حالة استنفار قصوى لوحداتها، بعد اندلاع الحريق المهول في غابة جبل بوعربيد ببلدية بوهمدان، وأمام صعوبة التحكم في ألسنة النيران المنتشرة وسط الغابة، تم وضع الرتل المتنقل لمكافحة الحرائق في حالة استنفار من الدرجة الثانية، وتوجيه العتاد والوسائل إلى فرق الإطفاء المتواجدة في عين المكان والتي عجزت عن التحكم في ألسنة اللهب المتصاعدة في المنطقة الغابية، بسبب الرياح وصعوبة المسالك، قبل الاستنجاد بالرتلين المتنقلين لولايتي عنابةوسكيكدة، للتدخل ودعم وحدات الإطفاء للحماية المدنية بقالمة، في إخماد النيران المشتعلة، والتي ساهمت سرعة الرياح والحشائش والأحراش اليابسة في انتشارها بسرعة في المنطقة الجبلية، رغم تدخل العديد من المؤسسات والهيئات العمومية، خاصة منها محافظة الغابات التي سخرت إمكانياتها وأعوانها للمشاركة في عملية إخماد الحريق، كما سخرت أيضا بلديات بوحمدان، برج صباط وحمام دباغ، إمكانياتها وأعوانها للتدخل والتحكم في الحريق، كما سخرت الجزائرية للمياه والديوان الوطني للتطهير عتادها للمشاركة في عملية التدخل وإطفاء النيران المشتعلة، والتي لم يتم التحكم فيها إلاّ بعد يومين كاملين، دمرت فيها النيران المشتعلة مساحات شاسعة من الغطاء الغابي بالمنطقة، فيما نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لطيور نادرة متفحمة وسط الغابة المشتعلة، وأكوام من الأعشاش الحاضنة لبيض تلك الطيور. وفي وقت لم يتم فيه الإعلان عن أسباب اشتعال النيران في المنطقة، فإن أصابع الإتهام تبقى موجهة لعصابات استخلاص الفحم من بقايا الأشجار التي أكلتها النيران.