أقدم شخص مسبوق قضائيا ببئر العاتر، بجنوب ولاية تبسة، مساء السبت، على التسلل إلى مقبرة الشهداء، وبيده مطرقة حديدية كبيرة، وقام بتخريب شواهد 45 قبرا لشهداء الثورة التحريرية، ثم قام بتكسير الجدارية الرئيسية للمقبرة، التي تضم أسماء مئات الشهداء من المنطقة ومن خارجها، وقبل أن يغادر المكان قام بجمع وحرق الحشائش المحيطة بالقبور التي شوّه بعضها، وتسبب في دخان كثيف وترك المقبرة وسط الحريق وغادر المكان إلى وجهة مجهولة.. وعلى إثر مكالمة هاتفية، من رئيس المجلس الشعبي البلدي، تنقل عناصر الشرطة، حيث تم معاينة المكان أين كان المشهد مؤلما خاصة وأن هذه الحادثة تعد الأولى بالمنطقة التي عرفت بجهاد رجالها واستشهاد المئات منهم، وبعد فتح تحقيق، تم التعرف على هوية الشخص المشتبه فيه البالغ من العمر 34 سنة، والذي تم توقيفه وإحالته مباشرة على التحقيق، حيث أكد للمحققين بأنه لما دخل المقبرة، تبيّن له بأن القبور كان من المفروض أن توضع حسبه باتجاه غروب الشمس مستقبلة القبلة وليس العكس، مثل ما يوضع الميت بمنزله، زاعما بأنه لم يفعل ذلك من أجل حرق القبور، وإنما كان يقوم بعملية تنظيف لا غير، خاصة وان الحشائش والأشواك تجاوز علوها تلك القبور، التي أصبحت غير بارزة.. وبعد تتمة الإجراءات القانونية تم الأحد إحالته على السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر العاتر، الذي أحاله على قاضي المثول الفوري، الذي أدانه بسنتين سجنا نافذا، وغرامة مالية، حيث وجهت له تهم تخريب القبور والتحطيم العمدي لملك الغير، وكرد سريع على الفعل المدنس لمقدسات الأمة والوطن، ندد مكتب أبناء الشهداء ببئر العاتر، بهذا العمل الإجرامي الصادر من شخص مسبوق قضائيا ومتورط في عدة قضايا لها علاقة بالمتاجرة بالمخدرات. من جهتهم مجاهدون من المنطقة، حمّلوا المسؤولية لمديرية المجاهدين، والبلدية، والذين كان من المفروض عليهم تخصيص حراسة خاصة للمقبرة وعمال لتنظيفها وإحاطتها بجدران حتى لا تصبح تحت يد الجميع.