موتانا … يستغيثون …. ويصرخون بصمت ….حرمتنا تستباح ربورتاج: سامية جيدال/ أم كلثوم جبلون مهدمة عن آخرها، مهملة و حشائش تلفها من كل جانب، من يريد زيارة فاقده لا محالة يقضي ساعات وساعات ليجده لأن أسماء أصحابها ضاعت بسبب غزو النفايات المنزلية، من زجاجات بلاسيتيكة و أكياس الحليب وغيرها من قمامات، هذا هو حال مقابرنا من العالية إلى القطار. أكثر من هذا، مقابرنا لا تختلف عن حدائق العشاق، فهي مفتوحة على مصراعيها لممارسة المحرمات والرذيلة أمام مرأى الأحياء والأموات، وشرب الخمور. كل هذا سببه بسيط جدا غياب وعي الزوار وغياب الجهات المكلفة بتسييرها. وعليه الأسئلة التي لا تزال تطرح نفسها بنفسها ولا تزال تنتظر الجواب، هل ثمة ميزانية لتسيير المقابر؟ بمعنى تنظيفها وتهيئتها وحراستها أم أن الدولة لم تحدد لها ميزانية؟ وهل ثمة قانون يعاقب من يحولها إلى مرتع للأفعال المخلة بالحياء؟ ولماذا المقبرة المسيحية أنظف من مقابر المسلمين؟ والسؤال الأكثر إلحاحا لم الإهمال من طرف المسؤولين وحتى أفراد المجتمع؟ تعرف مقابر العاصمة على غرار مقبرة "العالية " الكائنة بباب الزوار، ومقبرة "القطار" بالجزائر الوسطى وضعية كارثية، فلا نظافة ولا حشائش مقلمة ولا حرمة محفوظة، فهي شبيهة مثلما يقال، لدار البايلك الكل له حقه فيها، يفعل فيها ما يشاء، يهدم القبور ينبشها، ويمارس فيها الرذيلة. وإذا تحدثنا عن المسؤول، لا يجب أن نذكر الفاعل ومقترفا مثل هذه الأخطاء في حق الأموات، وإنما السؤال مطروح بعلامة استفهام كبيرة على الجهات المكلفة بتسيير وحماية المقابر التي يدفع لها مقابل ذلك أجرا.
التسول أمام المقابر… مهنة للاسترزاق
وتحولت مقابرنا في السنوات الأخيرة إلى موقع استراتيجي ومكان لائق للتسول، مشهد نصادفه في كل مقبرة بالعاصمة، رجال و نساء مع أبنائهم يحتلون مخارج المقابر وينتشرون عبرها خصوصا يوم الجمعة وأيام الأعياد الدينية، يمدون أيديهم للزائر للحصول على صدقة أمام مرأى المسؤولين عن المقابر. وليت الأمر ينتهي عند حدود مد الأيدي، فالتسول اقتحم مجتمعنا من الباب الواسع ولم يعد أحد منا يستغربه، فما يثير الغرابة بقايا النفايات التي يتكرها المتسولون وراءهم من "ملابس رثة" لم تعجبهم.
دجالون و سحرة ينبشون المقابر
ظاهرة الشعوذة ارتبطت ارتباطا وطيدا بالمقابر، فأصحاب النفوس الضعيفة وقليلي الإيمان يمارسون طقوسهم غريبة وسط المقابر دونما مراعاة لقوانين الشريعة الإسلامية التي تؤكد على حرمة القبور ودون خوف من أن يراهم المسؤولون أو أي شخص فيجد نفسه وراء القضبان، حيث يقوم الكثير من المشعوذين بنبش قبور الموتى وأخذ أعضائهم وبعض التراب للتحايل على الناس وإيهامهم بتخليصهم من مشاكهلم خاصة العوانس والبطالين لتصبح الخدمات معروضة في باحات المقابر.
مقابر العاصمة فضاء مفتوح للقاء العشاق
ومن المظاهر التي استشرت بسبب غياب الرقابة على مقابر العاصمة ظاهرة لقاء العشاق وممارستهم للمحرمات والرذائل أمام مرأى الأحياء والأموات، وحولوا المقابر إلى مكان مناسب لمواعيدهم الغرامية بعيدا عن إزعاج الأحياء خاصة. وفي هذا السياق اقتربنا من بعض المواطنين لنستفسر عن رأيهم في تفشي هذه الظاهرة في مقابرنا والتي باتت تهدد مجتمعنا، طالب أغلبهم بضرورة تكثيف دورات المراقبة والقيام بإجراءات ردعية لأنه من غير المعقول أن تتخذ هذه الأماكن للفاحشة واقتراف المحرمات، وفي السياق ذاته أكد أحد الموطنين أنه يصادف في أغلب الأحيان بعض الأشخاص من الجنسين يتواعدون داخل المقابر لممارسة الرذيلة بين القبور دون حسيب أو رقيب ضاربين بمبادئ الشريعة الدينية عرض الحائط.
أراء المسؤولين: "صويلح خالد" رئيس المصلحة بمقبرة العالية المقابر المسيحية أكثر نظافة وتنظيما من مقابر المسلمين وفي زيارة لنا للمقبرة المسيحية في كل من مقبرة العالية بباب الزوار والمقبرة المسيحية بسيدي موسى لاحظنا حسن منظر القبور ونظافتها واخضرار الأرض، إضافة إلى حسن التهيئة والحائط الموجود على كافة أرجاء المقبرة لحمايتها من الدخلاء والحيوانات ووجود حارس عند المدخل لا يدعك تدخل حتى يتعرف على هويتك وعن سبب وجودك بالمقبرة على عكس مقابر المسلمين. في هذا ما لا لحظناه حين توجهنا إلى مقبرة "سيدي لحسن" ببلدية سيدي موسى الموجودة على مستوى حي الهواورة حيث الحشيش يغطي القبور، إضافة إلى عدم وجود سياج يحميها حتى إنها لا تحتوي على باب يتم الدخول منه إذ إنها مفتوحة على جميع جوانبها وهذا ما أكدته "زينب" التي التقينا بها داخل المقبرة بأن الموطنين هم الذين ينظفون قبور موتاهم وينزعون الحشيش عنه وإن غابوا عن القبر مرحلة طويلة لا يستطيعون التعرف عليه.
وللتعرف على أسباب الوضع أكد لنا "صويلح خالد" رئيس المصلحة بمقبرة العالية أن المقبرة المسيحية لايدخل إليها المواطنون لأنهم ليس لهم ما يفعلون داخلها، وهناك مراقبة شديدة في الدخول إلى المقبرة المسيحية فالحارس الموجود عند باب المقبرة لا يسمح لأحد بالدخول إلا بعد التعرف على هويته إضافة إلى النظام المطبق من طرف المواطنين كونهم لا يرمون النفايات ولا يجلبون الأكل والملابس، على عكس مقابر المسلمين التي يدخل إليها كل من هب ودب، وبالنسبة للحشيش فطريقة بناء المقابر هي التي خلقت الفارق في نموه.
غياب الرقابة …وانعدام تام للنظافة
أكبر مقبرة بعاصمة الجزائر تعرف وضعا يصدم الزوار، الحوار قامت بجولة استطلاعية للمكان وصدمت مثل الكثيرين من الوضع "باعتبار أن العالية أكبر مقبرة في العاصمة 80 هكتار" الحشيش يغطي أغلبية القبور حيث يجد الناس صعوبة كبيرة في قراءة الشواهد والتعرف إلى قبور أقاربهم بسبب الغطاء النباتي الذي غمر كل القبور، إضافة إلى قارورات الخمر والمشروبات على أنواعها والملابس المنتشرة بين القبور والتي يتركها المتسولون هناك دونما أي مراعاة لحرمة الأموات.
وفي جولة لنا لنستفسر عن موقف الجزائريين من الوضعية التي آلت إليها المقابر الجزائرية والعاصمية على وجه التحديد التقينا بالعديد من الشباب والكهول والذين كان موقفهم واحدا وهو إعادة السكينة والنظافة وتوفير الراحة المعنوية للعائلات والسكينة للموتى من خلال التكفل بالمقابر، ومن بين الذين التقينا بيهم "سفيان" والذي أكد لنا أن المقابر اليوم وبالخصوص العاصمية لم تعد مكانا يخص الموتى فحسب، بل هو ملجأ للمنحرفين وممارسة الشعوذة ولذلك لابد على السلطات المعنية بمقابر العاصمة اتخاذ إجراءات صارمة إزاء الوضع لأنه يزداد يوما بعد يوم، فيما أكدت نصيرة إحدى المواطنات أن الوضع الذي آلات إليه مقابرنا اليوم صعّب من زيارتها، فأصبحنا نخاف الذهاب إليها يوم الجمعة خوفا من التعرض للاعتداء. وعلى خلاف سفيان ونصيرة أكدت لنا "فاطمة" من وادي قريش أن قبر والداتها لم تزره منذ مدة طويلة بسبب أنها متزوجة في ولاية سكيكدة، لكنها أصيبت بصدمة لما وجدت قبرها على هذا النحو مبعثرا ترابه ويملأه الحشيش حتى إنها لم تتعرف إليه إلا بصعوبة. وواصلنا جولتنا في المقابر لنجد رجلا بمقبرة سيدي موسى قال لنا إنه على مديرية تسيير المقابر توفير سياج على مستوى المقبرة لكي لا تكون عرضة للحيوانات التي تدخل المقبرة ليلا وتبعثر القبور، إضافة إلى دخول دخلاء واستغلالها لممارسة الفواحش و المحرمات وهذا الفعل إهانة للموتى الذين ترقد أرواحهم في هذا المكان المقدس، وعلى البلدية التدخل من أجل تغيير الوضع وتوفير أكثر من حارس بما أن المقبرة تحوي أكثر من مدخل.
فاروق زرقاوي رئيس جمعية الحفاظ على المقابر ل"الحوار": على الدولة تخصيص غلاف مالي معتبر لمؤسسة تسيير المقابر للقيام بدورها
أوضح زرقاوي فاروق رئيس جمعية الحفاظ على المقابر في حديثه ل "الحوار" أن جمعيتهم هي عبارة عن مؤسسة ولائية تشرف على تسيير 148 مقبرة من بينها 30 مقبرة مسيحية وواحدة يهودية، أما الباقي فكلها مقابر للمسلمين، مشيرا في الوقت نفسه أن مصالحهم سطرت العديد من المشاريع والأفكار التي كان المكتب السابق قد أعدها لها. هذا وكشف خلال حديثه أنه رفقة أعضاء المكتب المنتخبين الجدد انطلقوا في تطبيق برنامج 2013 الذي يهدف بصفة عامة إلى الحفاظ على المقابر وحمايتها، وينشط فيه 15 عضوا في المكتب و30 عضوا في المجلس، وسيتم العمل بشكل تطوعي، لذلك يضيف "قمنا بتكليف أشخاص أَكْفَاءَ للقيام باستطلاع لوضعية المقابر التي نشرف عليها، وذلك كله في سبيل إفادتنا بمعلومات حول وضعية المقابر كما قمنا بتنسيق اجتماعات مع المدير العام لشركة صيانة المقابر ومع السلطات ووالي ولاية الجزائر السابق، لأن مؤسسة تسيير المقابر ليست وحدها المكلفة بالحفاظ على المقابر وصيانتها، فوزارة المجاهدين ومديرية البيئة ووزارة الثقافة والجماعات المحلية كل هذه المؤسسات معنية بأمر المحافظة على المقابر، كون المقابر تمثل تاريخا وحضارة في الوقت نفسه، فمن المؤسف أن نرى الوضعية التي آلت إليها المقابر كونها أصبحت في حالة يرثى لها من فوضى ونفايات متراكمة وقبور محطمة وحشائش ضارة منتشرة هنا وهناك، هذه الوضعية التي سجلتها مصالحنا في دورة استطلاعية لكل المقابر. على الولاية أن توفر الأمن في المقابر فالولاية يقول محدثنا "يجب عليها أن تهتم لوضعية المقابر خاصة جانب الأمن، من خلال تكوين أفواج أمن منتشرة عبر كل المقابر، وقد قامت مصالحنا بخرجات تطوعية للمقابر ووقفنا على حالة المقابر المزرية من انعدام الأمن والنظافة، حتى أصبح بعض منها وكرا للمنحرفين تمارس فيه شتى الانحرافات والأعمال اللاأخلاقية. فرق شاسع بين مقابر المسلمين ومقابر المسيحيين يضيف فاروق زرقاوي أن هناك فرقا شاسعا بين مقابر المسلمين ومقابر المسيحيين، لأن مقابر المسيحيين يتم ترميمها وإعادة تهيئتها قبل زيارة كل رئيس خارجي وحتى الطرقات المؤدية لها يتم تزفيتها وصيانتها في حال قدوم أي وفد أجنبي، لذلك يتبين لنا الفرق الشاسع بينهما. بلديات العاصمة ترفض التعاون وأكد محدثنا أن جمعية حماية المقابر تعمل بالتنسيق مع 57 بلدية لإجراء اتصالات في حال وقوع أي خطب، لكننا لم نجد أي استجابة من طرف البلديات إلا ثمانية منها فقط من استجاب لاتصالاتنا، ونحن على يقين أن إمكانيات البلدية محدودة فيما يخص توفير الإمكانيات البشرية والمادية لذلك لا يمكنها تطبيق كل مقترحاتنا، كما لاننكر أن هناك بعض البلديات تقوم بدورها وفقا لميزانياتها. جمعية دون ميزانية وفي السياق ذاته أشار المسؤول ذاته إلى أن جمعية الحفاظ على المقابر ليس لديها ميزانية، وإنما تقوم على إعانات المواطنين وفاعلي الخير، لذلك نحن نؤكد في كل مرة على الدولة أن تخصص غلافا ماليا معتبرا لمؤسسة تسيير المقابر للقيام بدورها على أكمل وجه، مطالبا في الوقت نفسه من الولاية أن تخصص لهم غلافا ماليا وإعانات لتسيير الجمعية بشكل جيد. الكاتب العام السابق للجمعية تمالي ل"الحوار": ندعوا المجتمع المدني إلى المشاركة في حماية القبور وتنظيفها ومن بين نشاطات الجمعية أكد تمالي الكاتب العام السابق أنهم يقومون بتوعية الأفراد للدعوة إلى الاهتمام بنظافة القبور من خلال القيام بنشاطات تحسيسية عن طريق توزيع منشورات تحسيسية من أجل جلب المواطنين وحملهم على مساعدتنا في حماية المقابر وتنظيفها، كما أن لدينا برنامجا خاصا لشهر رمضان نقوم فيه بختان جماعي للأطفال المحتاجين بمساعدة مستشفى عيسات إيدير والدكتور طوالبي للإشراف عليها لذلك ولضمان السير الحسن لجمعيتنا نريد إعانات من المواطنين لتحقيقها وبلوغ طموحنا. رئيس بلدية سيدي موسى علال بوثلجة: سنشرع في بناء جدار لمقبرة الهواورة
قال رئيس بلدية سيدي موسى علال بوثلجة عن أن بلدية سيدي موسى تحتوي على 3 مقابر بكل من أولاد علال وحي الرايس وحي الهواورة التي تفتقد المقبرة التي يوجد بها إلى جدار، وهذا ما سنشرع في إنجازه. رئيس بلدية جسر قسنطينة عز الدين بوقرة: سنقوم بتهيئة مدخل المقبرة
من جهته أكد عز الدين بوقرة رئيس بلدية جسر قسنطينة أن البلدية ذاتها تحتوي على مقبرة واحدة وتقع بحي مقنوش وهي تابعة لمؤسسة تسيير المقابر، وسنقوم بتهيئة مدخل المقبرة وكل التكاليف أخذت على عاتق البلدية. نائب الرئيس المكلف بالبيئة والصحة وتهيئة المحيط لبلدية بئر خادم محمد غول: تهيئة المقابر وتنظيفها مسؤولية البلدية
أوضح محمد غول أن بلدية بئر خادم تحتوي على أربع مقابر موجودة على مستوى البلدية وهي المقبرة الواقعة بجنان سفاري 1 والثانية تقع بجنان سفاري 2 وأخرى بحي مقنوش والرابعة بطريق القادوس، موضحا أنهم قاموا مؤخرا بتهيئة هذه المقابر من خلال إزالة الحشائش الضارة وذلك بمساعدة عمال البلدية والجمعيات والكشافة، أما بالنسبة لعملية تهيئة هذه المقابر و تنظيفها فهي من مسؤولية البلدية.
رئيس مصلحة مقبرة العالية خير الدين صويلح: تم استحداث 3 كاميرات خارج مقبرة العالية
كشف خير الدين صويلح رئيس مصلحة مقبرة العالية أن عدد المقابر التي تشرف عليها مصالحهم يبلغ 20 مقبرة، كما أن المقبرة يوجد بها 60 عامل نظافة موجودين على مستوى هذه الأخيرة، كما تم استحداث 3 كاميرات خارج مقبرة العاليا لحراستها. رئيس بلدية وادي قريش يحمل مديرية تسيير المقابر المسؤولية سيد أحمد بوديسة رئيس بلدية وادي قريش أوضح أن البلدية لا تحتوى إلا على مقبرة واحدة في إشارة منه إلى مقبرة "القطار" التي تسير من قبل مديرية تسيير المقابل مرجعا مسؤولية الوضع الذي تعرفه المقبرة إلى المؤسسة ذاتها خاصة ما تعلق بالنظافة. لأن المكان حسبه يخضع للرقابة من قبل حارس واحد فقط مبرزا أن البلدية لا علاقة لها بالأمر، وكل المسىؤولية تقع على عاتق مديرية تسيير المقابر، موضحا أن مصالحه تكتفي بالقيام ببعض المبادرات خاصة ما تعلق بالنظافة طلاء الجدران و التنظيم وتقديم تقرير عن وضعية المقبرة للمديرية.
"صويلح خالد" رئيس مصلحة مقبرة العالية ل"الحوار": مقبرة العالية شاسعة ونحتاج لتدخل الدولة من أجل فرض رقابة تامة أوضح "صويلح خالد" رئيس مصلحة مقبرة العالية في تصريح لجريدة "الحوار" أن هناك عملية تنظيف واسعة على مستوى المقبرة يوميا، وتتم العملية يشكل تدريجي نظرا لشاسعة مساحة المقبرة كما أن هناك كاميرات عند مدخل المقبرة. وبالنسبة لمصلحة الإقامة والمراقبة الذي انتشر مؤخرا الحديث حولهما لإدراجهما بمقبرة العالية أكد "صويلح" أن هذا البرنامج لا يوجد على مستوى المقبرة والحديث عن إدراجهما مجرد شائعات، وفيما يخص جانب النظافة أوضح المتحدث ذاته أن أعوان النظافة بالمقبرة لا يستطيعون وحدهم القضاء على النفايات بل إن الوضع يتطلب مساعدة ووعيا من طرف المواطن الذي يحضر معه المشروبات والأكل وحتى أكياس الملابس ويتركها مرمية ومبعثرة بين القبور . مبرزا أنه فيما يخص القبور التي تحطمت مؤخرا فإن كل مواطن مسؤول عن قبر أهله والمقبرة غير مسؤولة عن إصلاح القبور. وحول عدد المقابر التابعة لإدارتهم أوضح أن عددها الإجمالي يقدر ب 20 مقبرة من بينها مقبرة القطار قار يدي بن عكنون بوزريعة الأبيار وغيرها.
وأكد "صويلح" أنه على الرغم من قيام المسؤولين على المقبرة بحملات تحسيسية من أجل نظافة المقبرة إلا أنها لم تأت بنتائج إيجابية، حيث استجاب البعض فقط للعملية، لأن حسبه يوم الجمعة بعد زيارة القبور تعود وضعية المقبرة إلا ما كانت عليه وأسوأ بكثير. و عن التجاوزات التي تحدث من طرف بعض الأشخاص الذين يتخذون من المقبرة مكانا للفاحشة وتعاطي المخدرات وتحويلها إلى مجالس خمر ومقامرة أكد أنه على الرغم من أنهم يتلقون الإهانات والشتائم من قبلهم عند الحديث إليهم، إلا أنهم يقومون بالمستحيل لتقديمهم إلى الشرطة وهي بدورها تتصرف معهم. كما نطالب نحن بدورنا الدولة لمساعدتنا في المراقبة، لأن المقبرة كبيرة وتحوي العديد من المداخل.
المدافن وبحرمة الموتى في حكم القانون سنتان حبسا نافذة ضد من خرب ودنس المقابر
حفاظا على حرمة الموتى وصيانة للمقابر وكذلك مقابر الشهداء، جاء المشرع الجزائري بمجموعة من الأحكام القانونية تضمنت المواد من 150 إلى 154 من قانون العقوبات الجزائري في القسم الثاني من الفصل الخامس بعنوان "الجنايات والجنح التي يرتكبها الأفراد ضد النظام العمومي، فحماية لهذه الأماكن من أعرق الاعتقادات الدينية، سواء كانت مقابر عادية أو مقابر الشهداء لقداستها وتمثيلها سيادة الدولة. المادة 150: "كل من هدم أو خرب أو دنس القبور بأي طريقة كانت يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 500 إلى 2.000 د.ج".
المادة 151: "كل من يرتكب فعلا يمس بالحرمة الواجبة للموتى في المقابر أو في غيرها من أماكن الدفن يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 500 إلى 2.000 د.ج"
المادة 152: "كل من انتهك حرمة مدفن أو قام بدفن جثة أو إخراجها حفية يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة وبغرامة من 500 إلى 2.000د.ج".
المادة 153: "كل من دنس أو شوه جثة أو وقع منه عليها أي عمل من أعمال الوحشية أو الفحش يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 500 إلى 2.000 د.ج".
المادة 154: "كل من خبأ أو أخفى جثة يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة بين 500 إلى 1.000 د.ج".
أما بالنسبة لمقابر الشهداء فقد نصت عليها المادة 160 مكرر 06 ضمن أحكام القسم الرابع "التدنيس والتخريب" أي عندما تعرض المشرع الجزائري إلى عمليات التخريب والتدنيس المختلفة تدنيس العلم الوطني والمصحف الشريف ومختلف الآثار التي تعتبر رمزا للدولة الجزائرية، وهذا للقداسة وللمكانة الرفيعة التي يحتلها الشهيد، بحيث جاء فيها ما يلي:
"يعاقب بالحبس من خمس (5) إلى عشر (10) سنوات وبغرامة من 10.000 إلى 50.000 د.ج كل من قام عمدا بتدنيس أو تخريب أو تشويه أو إتلاف أو حرق مقابر الشهداء أو رفاتهم".
الركن المادي: السلوك المجرم:
– التهديم، التخريب و تدنيس القبور م (150) و (153) أن يكون الفعل ماديا، وهنا الفعل المادي يكون بالكتابة أولصق المكتوب على القبر، أو النقش على شواهد القبر مثلا: – انتهاك حرمة الموتى والمقابر م 151: يشترط هنا أن يكون الفعل يمس بحرمة الميت والمقبرة، فكل فعل يرتكب في المدفن أو المقبرة تمس بحرمة الميت يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
– استخراج جثة أو دقتها خفية: م 152 من ق.ع.ج : فاستخراج جثة بعد امتهان بحرمة القبر، كرفع الحجر ونبش التراب وإخراج الجثة أو العظام من القبر يعكر راحة الميت وبالتالي يكون المساس بكرامته، إلا في حالات معينة ما تكون أصلح للميت ولعائلته وهذا بعد الحصول على إذن حضور المختصين في ذلك.
– إخفاء جثة: في حالة ما إذا كانت الجثة لشخص مقتول أو متوفى نتيجة ضرب أو جرح. – القصد الجنائي: يتوفر القصد الجنائي في جريمة انتهاك حرمة القبور والموتى متى ارتكب الجاني بإرادته عملا من شأنه انتهاك حرمة القبر والمقبرة والإخلال بالاحترام الواجب للموتى مهما كانت البواعث لذلك. أما بالنسبة لمقابر الشهداء… فقد نصت عليها المادة 160 مكرر 06 ضمن أحكام القسم الرابع "التدنيس والتخريب" أي عندما تعرض المشرع الجزائري إلى عمليات التخريب والتدنيس المختلفة منها المساس العلم الوطني والمصحف الشريف ومختلف الآثار التي تعتبر رمزا للدولة الجزائرية وهذا للقداسة وللمكانة الرفيعة التي يحتلها الشهيد ومنه جاء أحكام المادة: "يعاقب بالحبس من خمس (05) إلى عشر (10) سنوات وبغرامة من 10.000 ب 50.000 د.ج كل من قام عمدا بتدنيس أو تخريب أو تشويه أو إتلاف أو حرق مقابر الشهداء أو رفاتهم".