في هذا الحوار الذي أدلى به ل”الشروق”، يتحدث رأس الرياضة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب بحب كبير عن الجزائر ومنتخبها الرياضي باعتباره منتخب فلسطين، وكشف عن معركة الرياضة الفلسطينية مع الاحتلال وانحياز الفيفا.. كيف تابعتم أداء المنتخب الجزائري في مباريات كأس أفريقيا؟ كفلسطينيين نرى أننا جزء من الحالة الوطنية الجزائرية، وأن أنبل عمق عربي ودولي للأسرة الرياضية الفلسطينية هو العمق الجزائري، ونحن متأكدون أن الجزائر ستصل للمرحلة النهائية، والآن قلوبنا وعقولنا ووجدانا مع الجزائر، وواثقين أن الجزائر إن شاء الله ستحقق الفوز يوم الجمعة، وفي هذا اليوم ستكون الحركة في كل فلسطين مشلولة، والكل مشدود على شاشة التلفزيون لمتابعة أداء الفريق الوطني الفلسطيني الذي يلعب في الجزائر، ونحن نعتبر أنفسنا جزءا منه وفوزه فوز للقضية الوطنية الفلسطينية، وانجاز للرياضة الجزائرية كما هو انجاز لصالح الرياضة الفلسطينية. نحن لا يمكن أن ننسى عندما التقى منتخب فلسطين مع منتخب الجزائر كان الشعب الجزائري يهتف أن فلسطين لا يمكن أن تُغلب حتى في الجزائر، لذلك حبنا للجزائر مسألة جينية وانعكاس لاعتبار فلسطين جزءا من العقيدة الوطنية للشعب الجزائري، ونتمنى أن يكون الجمعة يوم حسم لصالح فوز الجزائر. ما حجم التعاون مع قطاع الرياضة ومستقبله بين الرياضة الفلسطينيةوالجزائرية؟ نحن امتدادٌ للجزائر وهم كذلك بكل ما تعنيه الكلمة، ولكن نحن نقدر الظروف التي تعيشها الجزائر، وأنت تعلم أن مدرب المنتخب الفلسطيني جزائري رغم أن القانون الفلسطيني ينص على من يلعب أو يدرب فقط الفلسطينيين باستثناء جنسيتين هما الجزائر وتونس، وهو استثناء لهما فقط، ولدينا مدربٌ جزائري وآخر تونسي في منظومة العمل الرياضي الفلسطيني بما يعكس حالة من الانتماء. الرياضة الفلسطينية شكلت حالة ندِّية للاحتلال ومعركة أخرى معه، ما أهم عناوين هذه المعركة؟ بالنسبة لنا الرياضة أبرز تجليات الهوية الوطنية الفلسطينية، ومنبرٌ للنضال وعرض قضيتنا من خلال منظومة قيمية أخلاقية تتجلى في اللاعب الفلسطيني وتقديم قضيتنا من خلال عرض المعاناة والعذابات التي يواجهها اللاعب وكل قطاع الرياضة من حصار وشل حركة وتطويق الأنشطة ومنع مغادرة الوطن أو العودة له أحيانا وشل الحركة بين المحافظات الجنوبية والشمالية واقتحام المنشآت الرياضية وتدميرها أحيانا. كذلك نحن نقدّم الفلسطيني بعظمته وصموده وإصراره كقيمة في مشروعنا الوطني التحرري، وأنبل ما في الرياضة الفلسطينية انه رغم الانقسام الجغرافي والسياسي المعيب إلا أن الأسرة الرياضية موحدة ورزنامتها واحدة وتقف على قلب رجل واحد خلف منتخب يمثل كل الفلسطينيين ويجسد الهوية الوطنية. العدو يتعامل من خلال حقده وعدائه وموقفه العنصري والفاشي الذي لا يعترف بوجودنا ولا بحقنا في ممارسة الرياضة، ولكن في الوجه الآخر هو ما يجري من وجود منظومة رياضية فلسطينية تعمل على نشر الرياضة وتطويرها رغم كل التحديات الذي يضعها الاحتلال، فضلا عن ظروفنا الصعبة جراء الإمكانات الشحيحة لكن الإرادة والعزيمة قوية. هل تشعرون بحالة خذلان من الفيفا جراء مواقفها الضعيفة مع الرياضة الفلسطينية؟ لا يوجد خذلانٌ بل تحيُّزٌ واضح وخضوع من جانب الفيفا، لأن أحيانا الخذلان يكون نتيجة سوء فهم، لكن هم يدركون أن في فلسطين جريمة ترتكب بحق القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها في الفيفا، وخرق واضح واستهانة بمبدأ حقوق الإنسان وبقرارات الشرعية الدولية ومجلس حقوق الإنسان الذي اتخذ قرار بالإجماع بإدانة سلوك إسرائيل وإقرار حقنا في ممارسة الرياضة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ولكن للأسف الفيفا مشلولة ومستسلمة، ونحن لا نفهم مشاركة رئيس الفيفا في ورشة البحرين، وما علاقة منظمة ليس لها صلة بالسياسة بالورشة، كيف يتحدث عن فلسطين في غياب أهلها، ليأتي إلى هنا ويرفع بطاقة صفراء على الأقل في وجه الاحتلال لوقف نشاطهم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ويسمح بتسهيل حركتنا لممارسة الرياضة ونشرها وتطويرها، واعتقد أن ما جرى من منع فريق خدمات رفح للعب مباراة الإياب في نهائي كأس فلسطين في نابلس مؤخرا يعد برهانا ودليلا على عدم استعداد الفيفا لاتخاذ إجراءات بحق الاحتلال. هل تسعون إلى تشكيل تحالفات ضاغطة على الفيفا؟ لا لا.. معركتنا مفتوحة ومستمرة، لذلك نحن توجهنا لكل الاتحادات الوطنية في قضية منع نهائي كأس فلسطين، وخاطبنا كل رؤساء الاتحادات القارية، وهناك متابعة مباشرة ما بين رئيس الاتحاد الأسيوي والفيفا وبحث عن آليات نأمل أن نتوصل إليها خلال الأسابيع القادمة تحترم حقنا وتعمل وقف القوانين المعمول بها في الفيفا التي تنص على أن كل اتحاد يجب أن يتمتع بحق إدارة اللعب في مناطقه المعترف بها دوليا وفق نظام وقانون الفيفا.