تزامنا مع بداية عودة المهاجرين إلى أماكن إقامتهم وعملهم بالمهجر بعد أن قضوا عطلتهم الصيفية على أرض الوطن، اتضح بأن أهم ما ينقلونه معهم في حقائبهم وحتى كهدية للأصدقاء، هو التمر بكل أنواعه، وللآن جني دقلة نور وبقية أنواع التمور مؤجل إلى غاية منتصف سبتمبر فإن الإقبال كان شديدا على ما يسمى تمر المنقر، فقد شرع هذه الأيام بولاية بسكرة ومنطقة الزاب ووادي ريغ بوادي سوف، بصفة عامة في عملية جني تمر “المنقر” الذي يعد من أطيب أنواع التمور اللينة، حيث يتم جنيه قبل أن ينضج كليا من نخيل الغرس ليكون بلونه الذهبي متعة للعين قبل البطن وهو يلقى رواجا كبيرا لدرجة أنه قد ينافس دقلة نور في هذه الفترة من السنة. فأينما ولّيت وجهك هذه الأيام عبر الأسواق وساحات بيع الخضر والفواكه وعلى مستوى الأسواق الأسبوعية وحتى الطرق الرئيسة في مداخل ومخارج المدن يشد انتباهك باعة هذا النوع من التمور الذي بدأ يغزو الأسواق والمحلات ليزداد العرض هذه الأيام مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تعد العامل الرئيس المساعد على نضج هذا النوع من التمور. وحسب بعض المهتمين ببيع تمور المنقر، فإن ما يتم بيعه حاليا في الأسواق ببسكرة بعضه يتم جلبه من المناطق الصحراوية كوادي ريغ وبعضه الآخر يعد من منتوج ولاية بسكرة وهو يصنف من بين الأحسن والأطيب على الإطلاق شكلا وذوقا لكونه شديد الحلاوة وصاف من الرمال، كما أن توفر مياه السقي في المناطق المنتجة لهذا النوع من التمر قد ساعد على تحسن النوعية هذه السنة. أما عن الأسعار فقد أكد البعض أنها كانت في البداية مرتفعة لكون المنتوج المعروض للبيع حينها كان يمثل باكورة الإنتاج أو ما يعرف ب “الفال” وقد بيع في أول الأمر بحوالي 500 دج للكيلوغرام الواحد لكن مع تزايد العرض وارتفاع وتيرة جني المنقر انخفضت الأسعار لتصل هذه الأيام 2 ما بين 250 و350 دج للكيلوغرام وأحيانا حتى اقل من ذلك بكثير بحسب النوعية طبعا. وهذه الأسعار بقيت مستقرة في الأيام الأخيرة، حيث لم تتأثر بالطلب المتزايد يوميا على تمر المنقر سواء من قبل المواطنين المحليين أو من زوار المنطقة ومستعملي الطرق الولائية والوطنية التي تقطع تراب ولاية بسكرة كما أن هذا النوع من التمور اللينة مطلوب حتى في الخارج من قبل الجالية في المهجر التي توصي دوما بأن يرسل إليها هذا التمر، حيث يؤكد بعض التجار أنهم يتلقون يوميا طلبات من قبل مسافرين يريدون أن يأخذوا معهم قليلا من “المنقر” كهدية لقريب أو صديق في الخارج طالما أن هذا النوع من التمر هو أفضل ما يمكن تقديمه لمحبي التمور كهدية في مثل هذه الأوقات من السنة في انتظار منتوج دقلة نور أواخر الخريف.