عاش سكان مدينة قسنطينة ليلة الأحد، حالة رعب حقيقية جرّاء الفيضانات التي شهدتها أغلب أحياء المدينة، بعد التساقط الغزير للأمطار الطوفانية، والتي أغرقت المنازل والمؤسسات العمومية وشبكة الطرقات في السيول الجارفة، وخلفّت فقدان شخص لازالت الأبحاث متواصلة للعثور عليه بعد أن جرفته مياه وادي حي بن الشرقي بمدينة قسنطينة، بالإضافة إلى خسائر جد معتبرة في السيارات وبعض البنيات الهشة. وقد جنّدت مصالح مديرية الحماية كل وحداتها للتدخل، عبر مختلف بلديات الولاية التي شملها الاضطراب الجوي بأمطاره الغزيرة والذي استمر نحو ساعة من الزمن. حيث تدخلت فرق الإنقاذ للحماية المدنية مدعومة بفرق التسلق والغطاسين وفرقة السينو تقنية للكلاب المدربة، للبحث عن الغريق البالغ من العمر 56 سنة، والذي سقط في مجرى وادي حي بن الشرقي، لتجرفه مياه السيول، بعد ارتفاع منسوب الوادي، ولازالت عملية البحث متواصلة عنه إلى حد كتابة هذه الأسطر. كما أغرقت مياه الأمطار الغزيرة العديد من الأحياء والمنازل والمؤسسات العمومية، على غرار محطة نقل المسافرين الشرقية، وأغلقت عددا من الطرقات الرئيسية بالمدينة، ما تسبب في عرقلة حركة المرور عبر عدة محاور خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 3 بالقرب من الوحدة الثانوية للحماية المدنية سيساوي سليمان، كما تدخل عناصر الحماية المدنية لامتصاص مياه الأمطار من داخل البيوت التي عاش سكانها حالة خوف وهلع كبيرين، بكل من حي الإخوة عباس وممر 5 جويلية وحي بن تليس وباب القنطرة وكذا في البيوت القصديرية بحي بوذراع صالح وحي أمزيان ببلدية قسنطينة، كما تدخلت فرق الإنقاذ بمنطقة القرزي ببلدية أولاد رحمون لامتصاص المياه المتسربة إلى داخل البيوت وتسببت في خسائر في الأفرشة والأغطية وبعض التجهيزات الكهرومنزلية، كما تسبب انجراف التربة جرّاء السيول الجارفة على مستوى الطريق الوطني رقم 3 بمنعرجات حي بكيرة ببلدية حامة بوزيان في عرقلة حركة المرور، لنحو ساعة كاملة من الزمن، فيما تم تسجيل توقف ترامواي المدينة عن العمل. الكارثة التي حلّت بمدينة الجسر العتيق، الأحد، جرّاء الأمطار الرعدية الغزيرة أعادت إلى أذهان المواطنين المأساة التي شهدتها ولاية قسنطينة السنة الماضية، عندما تسببت أمطار الخريف في هلاك رجل وامرأة غرقا داخل سيارتيهما ببلدية الحامة بوزيان بعد ارتفاع منسوب مياه وادي الزياد وفيضانه في شكل سيول جارفة بمنطقة الكنتولي، ليبقى المشهد يتكرر باستمرار مع كل تساقط غزير للأمطار بولاية لم تحفظ درس النكبات والمآسي السابقة، حيث ظلّت البالوعات مسدودة لتغرق الطرقات في البرك المائية مع كل اضطراب جوّي.