كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية السبت عن التخطيط الفرنسي للتدخل في شمالى مالي بدون إرسال قوات برية فرنسية إلى الأراضي المالية تحت عنوان "كيف تخطط فرنسا للتدخل فى شمال مالي". وأشارت الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى من التدخل ستبدأ شهر نوفمبر المقبل إلا أن باريس أكدت أنها لن ترسل قوات برية فى هذه المنطقة، مذكرة بما أعلنه وزير الدفاع الفرنسى جون إيف لودريان قبل أيام من أن العملية العسكرية "الأفريقية" ستنطلق خلال الأسابيع القادمة وذلك بعد أن أمهل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 45 يوما لدول غرب أفريقيا لاقتراح خطة عمل ملموسة،وأوضحت "أن الاتحاد الأوروبى بدافع من فرنسا سيقترح في الفترة نفسها مشروعا لإدارة الأزمة بدولة مالي،ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر مقرب من الملف قوله "إن الأمر المتعلق بالتدخل في مالي ينبغي أن ينتهي قبل نهاية شهر مارس المقبل ،وأضاف المقال الذي نشرته الصحيفة بأن هناك مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي أكد أن هناك برنامجا من ثلاثة مراحل ، المرحلة الأولى منه تتمثل في تحقيق الإستقرار وحماية جنوب مالي باماكو إعتبارا من نهاية شهر نوفمبر المقبل ، والثانية لتدريب القوات الإفريقية شهر جانفي القادم والثالثة استعادة شمال مالي فى أوائل شهر مارس من العام 2013 على أبعد تقدير. وذكرت "لوفيجارو" بإن الجيوش الإفريقية هي التى ستكون مخولة بالعملية حيث تؤكد باريس-المصنفة كعدو أول من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي - ترفض أن تكون في الخط الأول للتدخل في مالي ولكن فرنسا -حسب ذات الصحيفة- تختفي وراء الإتحاد الأوروبي لتعرض تقديم الدعم اللوجيستي والتخطيط للبلدان الإفريقية والتخطيط في الوقت الذي توعد فيه بعدم إرسال "قوات برية" إلى مالي،وعرجت لوفيغارو في مقالها بان الحكومة الفرنسية نفت مؤخرا أي "تخطيط عسكري" في المرحلة الراهنة للتدخل العسكري في شمال مالي الذي تسيطر عليه حركات اسلامية مسلحة وجددت التاكيد ان باريس في انتظار قرار من الاممالمتحدة ودول غرب افريقيا حول هذه العملية،حيث أكد المتحدث بإسم وزارة الدفاع الفرنسية الجنرال مرتان كلوتز في مؤتمر صحافي أن "لا تخطيط عسكريا فرنسيا في الوقت الحالي بالنسبة الى مالي"،وكان وزير الدفاع جان ايف لودريان جدد الأسبوع الماضي التأكيد أن فرنسا مستعدة لتوفير "دعم لوجستي" لعملية عسكرية في مالي،وأضاف أن "السلطات العسكرية في المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا هي التي تعمل على التخطيط لعمليتها التي من شانها ان تؤدي الى تشكيل قوة لدول غرب افريقيا في مالي". الجدير بالذكر فإن باماكو قد طلبت من الأممالمتحدة الموافقة على نشر قوات عسكرية من دول غرب إفريقيا لمساعدتها على إستعادة شمال البلاد الذي تحتله حركات إسلامية مسلحة، ومن المتوقع صدور قرار جديد وتوضيح حاجات مجموعة دول غرب إفريقيا خلال الأسابيع المقبلة.