تشرع "الشروق اليومي" بدءا من يوم غد الثلاثاء في نشر مقتطفات مهمة عن الجزء الأول لمذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، والمقرر إصدارها في الفاتح نوفمبر المقبل عن دار القصبة. الجزء الأول من مذكرات الرئيس السابق الذي وافته المنية يوم السادس أكتوبر الجاري، حررها الدكتور عبد العزيز بوباكير تحت عنوان "ملامح حياة 1929 / 1979"، وهي تتضمن جملة من الأسرار المثيرة التي ارتبطت بنشأة الشاذلي الإنسان، في قرية بوثلجة بولاية الطارف، مع رواية أحداث مهمة في حياته مهدت لالتحاقه بالثورة التحريرية عام 1955، وكذا علاقته بالعقيد عمارة بوغلاز في القاعدة الشرقية، علما أنها ستتضمن أيضا نفي الشاذلي لقصة التحاقه أو تجنيده داخل صفوف الجيش الفرنسي، وهي التهمة التي لاحقته طويلا وأثارت استياءه، لدرجة خروجه اعلاميا لتكذيبها، خصوصا بعد ما تحدّث عدد من المؤرخين البارزين عن مشاركته في حرب الهند الصينية تحت راية العلم الفرنسي. لكن المقتطف الأكثر لفتا للانتباه في الجزء الأول، هو ذلك المتعلق بتقديم الرئيس الراحل لروايته الشخصية عن أكثر الأحداث الدموية إثارة للجدل والتساؤلات عقب الاستقلال مباشرة، وهي القصة الكاملة لإعدام العقيد شعباني (1934 - 1964) من طرف محكمة كان الشاذلي يعدّ أحد ركائزها وماتزال حتى الآن مثيرة لكثير من الآراء التاريخية المتشابكة. ولا يعرف الجزائريون من تلك القصة حتى الآن، وفي ظل "المنع غير المعلن لكتابة التاريخ بشكل صحيح"، غير أن العقيد شعباني، وهو أصغر عقيد بالجيش الجزائري في ذلك الوقت، قد تم إصدار حكم الإعدام ضده يوم 3 سبتمبر 1964، بأمر مباشر من الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الذي رحل في شهر أفريل الماضي، بتهمة محاولة التمرد على السلطة وزرع الفتنة في صفوف الجيش الجزائري، وقد تم تنفيذ الحكم بوهران التي كان الشاذلي قد تسلم قيادة ناحيتها العسكرية عقب الاستقلال، ومن المقرر أن يروي الجزء الأول من المذكرات بعض الأحداث التي وقعت خلالها . يشار أن الجزء الأول من مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد كان من المقرر صدورها الشهر الماضي بمناسبة الصالون الدولي للكتاب، لكن "مبررات صحية وبسبب مرض الشاذلي" تقرّر تأجيلها حتى الفاتح نوفمبر، الذي أراده الرئيس الراحل "مناسبة رمزية" لتطالع الأجيال مذكراته، قبل تسلم الرئاسة، في انتظار الجزء الثاني الذي يبدأ منذ تسلمه منصب الرئيس خلفا لبومدين وحتى "استقالته أو إقالته" يوم 11 جانفي 1992.