أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، في تغريدة على موقع تويتر، أنه أقال جون بولتون مستشاره للأمن القومي الذي كان على خلاف معه بشأن العديد من الملفات الساخنة من إيران إلى كوريا الشمالية مروراً بأفغانستان. وتأتي هذه الإقالة الملفتة التي تتعلق بأحد أكثر المناصب أهمية في البيت الأبيض، وسط أجواء من التوتر الشديد بين واشنطنوطهران، وهو الملف الذي وجه بشأنه ترامب إشارات متناقضة في الأسابيع الأخيرة تراوحت بين التشدد الكبير والرغبة بالتفاوض بل وحتى لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني. ومع أنه من المبكر القول بأن القرار سيشكل منعطفاً في السياسة الخارجية لترامب، فإن رحيل هذا السفير السابق المعروف بميله للحروب سيغير بلا شك من دينامكية اتخاذ القرارات في البيت الأبيض. وكتب ترامب في تغريدة: “أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أننا لم نعد بحاجة إلى خدماته في البيت الأبيض”، مضيفاً “كنت على خلاف مع العديد من اقتراحاته، مثل آخرين في صلب هذه الإدارة”. وتابع “طلبت من جون الاستقالة وتم تسليمها لي هذا الصباح”، مؤكداً أنه سيتم تعيين خلف له هذا الأسبوع. ….I asked John for his resignation, which was given to me this morning. I thank John very much for his service. I will be naming a new National Security Advisor next week. — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 10, 2019 “لنتحدث غداً في الأمر” وقدم بولتون (70 عاماً) في تغريدة جافة رواية مغايرة للساعات ال24 الماضية، مشيراً إلى أنه عرض على الرئيس أن يقدم استقالته، مساء الاثنين، وأن ترامب رد عليه “لنتحدث غداً في الأمر”. I offered to resign last night and President Trump said, "Let's talk about it tomorrow." — John Bolton (@AmbJohnBolton) September 10, 2019 وسارعت طهران إلى اعتبار إقالة بولتون دليلاً على “فشل” حملة العقوبات الأمريكية ضدّها. وقال حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن “دفع بولتون إلى الهامش ومن ثم شطبه ليس حدثاً فقط بل هو دليل قاطع على فشل إستراتيجية فرض الضغوط القصوى من قبل أمريكا”. وأضاف في تغريدة على تويتر: “لا يساورنّكم شكّ في أنّ لدينا القدرة على التعامل مع النهج الأمريكي تجاه إيران وفي أنّنا لن نتراجع أبداً. سيتمّ كسر الحصار المفروض على إيران”. وأعلنت الاستقالة أو الإقالة قبل أقل من ساعتين من مؤتمر صحفي أعلن عنه البيت الأبيض كان يفترض أن يشارك فيه بولتون مع وزير الخارجية مايك بومبيو. وانتهز هذا الأخير الفرصة ليشير إلى أنه كثيراً ما كان على خلاف مع بولتون مشدداً على قربه من ترامب. وقال “نحن نعمل بشكل وثيق مع رئيس الولاياتالمتحدة”. كما أن الاستقالة تأتي بعد أقل من 48 ساعة من إلغاء اجتماع سري كان مقرراً في كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي وقادة حركة طالبان التي تفاوضت معها واشنطن لأشهر عديدة بشأن اتفاق سلام في أفغانستان. وعرف بولتون، السفير السابق للولايات المتحدة في الأممالمتحدة، بمعارضته الشديدة لانفتاح ترامب على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وكان تعرض في ربيع 2018 لهجوم مباشر من نظام بيونغ يانغ. وقال بومبيو: “كنا تحدثنا في الماضي عن شخصية بولتون ولا نخفي الاشمئزاز الذي يثيره لدينا”. وكان تشدد بولتون المفرط جعل في مطلع سنوات الألفين الصحافة الكورية الشمالية تصفه ب”النفاية البشرية”. واعتبر قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه “من الشرعي تماماً للولايات المتحدة” أن ترد على التهديد الذي تشكله كوريا شمالية نووية “بالمبادرة لضربها”. “الحكم من خلال الفوضى” واعتبر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن قرار ترامب هذا ليس سوى “المثال الأخير لطريقة حكمه من خلال الفوضى”. في المقابل أشاد السيناتور الجمهوري راند بول بالإعلان عن إقالة بولتون. وقال في تغريدة: “يملك الرئيس حدساً ممتازاً في السياسة الخارجية وحول ضرورة إنهاء الحروب المستمرة”، مضيفاً “يجب أن يقدم له المشورة من يشاركونه رؤيته”. وقال روبرت ميلي رئيس مجموعة الأزمات الدولية: “منذ البداية كان هناك صوتان يهمسان في أذن دونالد ترامب: صوت يوصي بالدبلوماسية ويحذر من النزاعات، وصوت يدفع إلى الصدام ويحذر من مخاطر الظهور ضعيفاً”. وتابع “برحيل بولتون خسر الصوت الثاني بلا شك أبرز المدافعين عنه. ويمكن أن يوجد ذلك فرصاً دبلوماسية جديدة بشأن إيرانوأفغانستانوكوريا الشمالية وفنزويلا. ونأمل أن يغتنم الرئيس ذلك”. Donald Trump limoge John Bolton, son conseiller à la sécurité nationalehttps://t.co/iMj0gaYZ8Y #AFP pic.twitter.com/EAjfeSFMnT — Jérôme Cartillier (@jcartillier) September 10, 2019 #UPDATE The news of Bolton's firing — coming days after Trump caused uproar by revealing he was canceling secret talks with Afghanistan's Taliban — stunned Washington https://t.co/pDqo4OmEcw — AFP news agency (@AFP) September 10, 2019