خرج الجزائريون، للتظاهر في مسيرات شعبية سلمية، في الجمعة ال31 من الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري الماضي، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق وإحداث التغيير. ومنذ الساعات الأولى من اليوم الجمعة، اصطفت عشرات المركبات التابعة للأمن الوطني على أرصفة شوارع عبد الكريم الخطابي ومحمد خميستي وديدوش مراد وصولا إلى الساحة المقابلة للبريد المركزي بالعاصمة تحسبا لتوافد المتظاهرين من الضواحي وحتى من الولايات المجاورة للمشاركة في المسيرات الشعبية. وشهدت مداخل العاصمة الشرقية والغربية تدقيقا في التفتيش الأمني في الحواجز التي نصبها الدرك والأمن الوطني لمراقبة الوافدين إلى العاصمة من المناطق المجاورة. وكان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، قد وجّه تعليمات لقيادة الدرك الوطني لنصب حواجز على مستوى الطرق الرئيسية المؤدية للجزائر العاصمة لتوقيف المركبات التي تحمل على متنها ركاب متوجهين للمشاركة في المسيرات الشعبية، بعد أن اتهم أطرافا بمحاولة تضخيم عدد المشاركين في المظاهرات. ورفع المتظاهرون شعارات عديدة تنادي بالإسراع في حل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، كما أكدت الشعارات على سلمية المسيرات ووحدة الشعب في مطالبه. الجمعة ال31 من الحراك.. المتظاهرون يصرون على ثلاثية: التغيير.. مكافحة الفساد وانتخابات شفافة رغم بلوغ الحراك السلمي مسيرته ال31 أمس، واصل متظاهرون توثيق لحظات حراكهم، مصرين على تحقيق المطالب كاملة غير منقوصة، مشددين على استمرار حراكهم السلمي الرامي إلى رحيل ما تبقى من رموز النظام السابق، ومواصلة اجتثاث العصابة.. مؤكدين على ضرورة إيجاد حلول تخرج البلاد من الأزمة. عادت قوات الأمن لتحكم قبضتها على مسيرات الجمعة، حيث عرفت العاصمة عبر مداخلها ومخارجها تشديدات أمنية مكثفة، إذ قام رجال الدرك بسد الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجزائر، وتم نشر تعزيزات أمنية هامة في الساحات والشوارع الرئيسية كالبريد المركزي وأودان وشارع ديدوش مراد، كما سدت الشرطة الطريق الرابط بين شارع ديدوش مراد مرورا وساحة موريس أودان وصولا إلى البريد المركزي بعربات نقل الشرطة، وأمامها أيضا حاجز بشري مكثف من أفراد مكافحة الشغب، كما أقدمت قوات مكافحة الشغب، بإغلاق كل الطرق الثانوية من خلال ركن العشرات من الشاحنات التابعة لها في مداخلها، سواء المطلة على نهج باستور أو في الجهة المقابلة لساحة موريس أودان. نريد دولة أساسها العدل والقانون خرج المتظاهرون في مسيرات جابت شوارع وساحات الجزائر العاصمة، في موعد آخر سجل فيه الحراكيون تصميمهم على تجسيد مطالبهم، من بينها تكريس السيادة الشعبية بطي صفحة النظام السابق من خلال إبعاد كل رموزه ومحاسبة أصحاب الفساد، فعقب صلاة الجمعة، كانت الوجهة معلومة لدى الكثير، فقد شرع هؤلاء، مثلما درجوا عليه منذ 22 فيفري الماضي، في التجمع بأهم شوارعها وساحاتها التي تحتضن الحراك الشعبي منذ عدة أشهر، في خطوة أضحت السمة المميزة لنهاية الأسبوع، رافعين الراية الوطنية ولافتات عكست تمسكهم بمطالب عدّة. وفي ساحة الشهداء وشوارع زيغود يوسف، العقيد عميروش، كما في ساحة البريد المركزي وشارع ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي رفع المتظاهرون شعارات منها “إرساء دولة أساسها العدل والقانون” و”استقالة الحكومة” لضمان انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة. كما تميزت مسيرة جمعة أمس برفع المتظاهرين العديد من الشعارات منها المطالبة بمفاوضات مباشرة بين السلطة والحراك أساسها الثقة والوضوح، كما رفع محتجون شعارات ضد تنظيم الانتخابات في الوقت الراهن، فيما رحب آخرون بالانتخابات واعتبروها أمرا حتميا لخروج الجزائر من أزمتها، وأكد البعض الآخر من خلال الشعارات المرفوعة أن الحل في الحوار بين أبناء الشعب الواحد، خاصة وأن جميع المتظاهرين ساروا تحت راية واحدة وهي العلم الوطني. الشعب هو صاحب القرار ووثق المتظاهرون مطالبهم في لافتات وشعارات عكست آمالهم وتصوراتهم في التغيير وبناء جزائر جديدة قوامها العدل والمساواة، معبرين عن تمسكهم بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور التي تكرس سيادة الشعب، من خلال اللافتات المرفوعة على غرار “الشعب عازم على مواصلة الحراك حتى تجسيد دولة المؤسسات” و”طبقوا المادتين 7 و 8 وأرجعوا السلطة للشعب”، مطالبين بتسليم زمام الأمور لوجوه “لا علاقة لها بالنظام السابق”، وإرجاع السيادة للشعب الذي يعد مصدر كل سلطة، كما ردد الحراكيون عدة شعارات منها “سلمية سلمية إلى غاية تحقيق الأمنية”، “كل جمعة خارجين والعلامات مرفوعين وربي يحفظنا من العين”. وعلى غرار الجمعات التي سبقت، كان موضوع محاربة الفساد ومحاسبة المتورطين فيه حاضرا بنفس القوة، مع التأكيد على عدم الاكتفاء بمعاقبة الفاسدين، بل العمل على استعادة الأموال المنهوبة. مسيرة ببجاية تطالب بإبعاد “بقايا العصابة” خرج متظاهرون إلى شوارع عاصمة الحماديين ببجاية في جمعتهم ال31 للمطالبة برحيل بقايا عصابة بوتفليقة، حيث أصروا على ضرورة رحيل كل أتباع الرئيس السابق الذين دمروا البلاد وأهلكوا العباد، مؤكدين على أن “الشعب الذي لم يخف من السعيد لن يخاف من بقايا عصابته”. متظاهرون بميلة يطالبون برحيل جماعة بوتفليقة خرج بولاية ميلة، في الجمعة ال31، مئات من المواطنين في مسيرة سلمية ضمت في صفوفها الشيوخ والشباب وحتى الأطفال، والذين تدفقوا من عدة بلديات على عاصمة الولاية. وطالب المتظاهرون برحيل بقية رؤوس نظام بوتفليقة لتنظيم انتخابات رئاسية يكون فيها الصوت للشعب وترقى لتطلعات المواطنين. جمعة “التحدي والحسم” بسكيكدة تدفقت أعداد من المتظاهرين على عاصمة ولاية سكيكدة، للمشاركة المسيرة السلمية رقم 31 التي أطلق عليها جمعة التحدي والحسم، أين شهدت مختلف شوارع الولاية ازدحاما كبيرا، حيث حمل المشاركون فيها والذين قدموا إلى عاصمة الولاية من مختلف البلديات، حاملين شعارات رافضين من خلالها الانتخابات الرئاسية، لأن الظروف حسبهم غير مهيأة لتنظيمها. مسيرات بالمديةوالبليدة وتيبازة نزل مواطنون بعاصمة ولاية المدية بعد ظهر الجمعة، للتظاهر مرددين شعارات مناهضة لحكومة بدوي، كعبارة “لا للانتخابات مع بقايا العصابات” و”سلمية. سلمية”.. كما قاموا بترديد النشيد الوطني. وقد جاب المتظاهرون انطلاقا من ساحة حمو شارع عين الذهب والثنية والشارعين الرّئيسين المحاذيين لمقر الولاية. كما شهدت مدينة تيبازة مسيرة جاب المشاركون فيها شوارع المدينة مرددين شعارات رافضة للانتخابات الرئاسية “تحت ظل رموز النظام الفاسد” على حد وصفهم وتفعيل المادتين 7 و8. وفي البليدة نظمت مسيرة طالبت بالتغيير الجذري للنظام القديم بطرق سلمية. .. ومتظاهرون بتموشنت وسعيدة خرج بولاية عين تموشنت متظاهرون بعد صلاة الجمعة في مسيرات عبر شوارع وأحياء عاصمة الولاية مطالبين بإطلاق سراح “موقوفي الحراك”، فيما رفع قسم منهم شعارات مساندة للجيش ومطالبة بضرورة الذهاب بقوة للانتخابات الرئاسية. كما شهدت مدينة سعيدة مسيرة، منادية بإبعاد من وصفوا ببقايا نظام بوتفليقة.