استؤنفت في تونس، الخميس، حملة الانتخابات الرئاسية غداة إطلاق سراح المرشح الرئاسي نبيل القروي الذي كان موقوفاً بتهم غسل أموال وتهرب ضريبي ويبقى أمامه يومان لإقناع ناخبيه بالتصويت له قبل موعد الاقتراع، الأحد، وفق وكالة فرانس برس. وأطلق القضاء التونسي، الأربعاء، سراح نبيل القروي (56 عاماً) بعد توقيفه ل48 يوماً وقد تمكن من الوصول إلى الدورة الرئاسية الثانية إثر حصوله على 15.5 في المائة من الأصوات مع أستاذ القانون الدستوري المتقاعد قيس سعيد الذي حل أولاً بحصوله على 18.4 في المائة. ومع خروج القروي من سجن “المرناقية” بالعاصمة تونس استقبله أنصاره رافعين صوره وغادر في سيارته محاطاً برقابة أمنية قبل أن يلتحق بأعضاء حملته في مقر الحزب بالعاصمة. ولم يشمل قرار الإفراج شقيقه غازي القروي المطلوب لدى القضاء والذي ترشح عن دائرة بنزرت (شمال) وفاز بمقعد. ولم ترشح أي معلومات عنه وعن مكان وجوده ويتواصل التحقيق مع نبيل القروي بالرغم من إطلاق سراحه. ورفض القضاء مطالب افراج عديدة تقدم بها محاموه منذ توقيفه في 23 أوت الفائت وقبل انطلاق حملته الانتخابية. وأظهر مقطع فيديو للقروي نشر في موقع فيسبوك، ليل الأربعاء، لقاءه بأعضاء حملته وهو يشكر زوجته سلوى السماوي التي قامت بحملته بالوكالة طيلة غيابه، وقال “لا أعرف هل بامكاني أن اقدم أفضل منها”. واستأنف منافسه سعيد حملته الانتخابية بعد أن قرر، السبت الفائت تعليقها شخصياً “لغياب مبدأ تكافؤ الفرص” بينه وبين القروي في مخاطبة الناخبين. وأعلنت صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن برنامجه يبدأ بزيارات ميدانية لعدد من المدن في محافظة سوسة (شرق) الخميس. مناظرة تلفزيونية حاسمة ومن المنتظر أن ينظم التلفزيون الحكومي مناظرة تلفزيونية ستكون حاسمة تجمع المتنافسين، ليل الجمعة، قد تشهد متابعة واسعة من قبل التونسيين بالنظر إلى إمكانية مشاركة المرشحين في الحملات الانتخابية للدورة الثانية. ولم يتمكن القروي من حضور المناظرة التلفزيونية قبل الدورة الأولى وشارك فيها سعيد وباقي المرشحين ال24 ولقيت متابعة كبيرة من التونسيين. وشكل قيس سعيد (61 عاماً) مفاجأة الدورة الأولى. لم يقم بحملة انتخابية واسعة واقتصرت غالبية تحركاته على بعض الزيارات الميدانية لأحياء في العاصمة تونس. ويلقبه طلبته بالشخصية التي تكرس حياتها لمهنتها وهي التدريس ويظهر في صورة الإنسان المستقيم والصارم ونادراً ما يبتسم ودائماً ما يتحدث اللغة العربية بطلاقة وبصفة مسترسلة دون توقف. ويرفع لواء مبادئ الثورة التونسية انطلاقاً من شعار “الشعب يريد، نحن لا نستطيع تغيير الجغرافيا ولكن نستطيع تغيير التاريخ” ويدعو إلى لامركزية القرار السياسي وتوزيع السلطة على لجان محلية. ويتقدم سعيد للرئاسة مدعوماً بحزب “النهضة” الذي حل أولاً في الانتخابات البرلمانية ب52 مقعداً. ويدعى الأحد أكثر من سبعة ملايين تونسي لاختيار الرئيس القادم للبلاد وناهزت نسبة المشارك في الدورة الأولى الخمسين في المائة. وأفرزت الانتخابات النيابية التي توسطت دورتي الرئاسية، فوز حركة النهضة ب52 مقعداً تلاها حزب القروي “قلب تونس” ب38 مقعداً. وتأكد مشهد برلماني مشتت الكتل بغياب حزب ذي غالبية تمكنه من تشكيل حكومة والمصادقة عليها في البرلمان ب109 صوتاً. ويرى مراقبون، أن توقيف القروي كان له تأثير على الانتخابات التشريعية بالرغم من كونها أهم من الرئاسية بالنظر إلى أن صلاحيات رئيس البلاد يمنحه الدستور صلاحيات أقل نسبياً من رئيس الحكومة. ويكلف الرئيس المنتخب بملفات الدفاع والأمن القومي والشؤون الخارجية أساساً.