لم تخف المدربة والدولية السابقة نعيمة لعوادي الملقبة ب “مارادونا” عن استيائها بعد إخراجها من الباب الضيق من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة زطشي، وهذا على الرغم من قيادة المنتخب الوطني النسوي لأقل من 20 سنة إلى الدور نصف النهائي خلال منافسة الألعاب الإفريقية، وقالت نعيمة لعوادي ل”الشروق”، بأنه لم تجد تفسيرا للطريقة التي قوبلت بها، وهي التي قادت المنتخب النسوي إلى التألق وفي النهاية أخرجوها حسب قولها من الباب الضيق. بداية، كيف تفسرين أسباب إبعادك عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني النسوي أقل من 20 سنة؟ إلى حد هذه اللحظة لم أجد سببا مقنعا، ورغم أنني وصلت بالمنتخب النسوي أقل من 20 سنة إلى الدور نصف النهائي من الألعاب الإفريقية، وهذا لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، إلا أن المقابل هو تهميشي وإبعادي بطريقة مؤسفة وغير مسؤولة. كيف ذلك؟ الشيء الذي حيرني هو أن المدير الفني أشاد كثيرا بالإنجاز المحقق، ونوه بالمردود الذي أظهرته لاعبات المنتخب الوطني، لكن في النهاية تم إبعادي دون أن يتم حتى إعلامي بذلك، وقد استفسرت عن السبب جين اتصالي بالمدير التقني وقال بأنه لا علم له بالموضوع. ما حز في نفسي أنهم يتصلوا بي أو على الأقل يبلغوني بقرار الإبعاد. من هو المسؤول عن هذا القرار في رأيك؟ أكيد هو رئيس الفاف زطشي، حيث قيل لي بأن حجته هو إبعاد المشرفات على المنتخب النسوي، في الوقت الذي تم الإبقاء على العنصر الرجالي، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام في هذا الجانب. وهنا أتساءل عن الخلفيات التي جعلتهم يقضون على جيل مستقبلي من اللاعبات صنف 17 سنة و19 سنة بمقدورهن حمل المشعل في المستقبل. يبدو أنك متأثرة من هذا القرار؟ كيف لا أتأثر وأنا تعبت كثيرا من أجل تكوين فريق تنافسي يشرف فئة 20 سنة، حيث جلبت لاعبات موهوبات من فرنسا، وأبدين استعدادهن لحمل ألوان المنتخب الوطني، حتى أنهن تكفلن بتذاكر المجيء إلى الطائرة، والأكثر من هذا فقد صرفت من أموالي من اجل المنتخب الوطني وفي النهاية أقابل بهذه الطريقة، زطشي ضيع فرصة لا تعوض من أجل التحضير الجيد لتصفيات مونديال 2020 ومنافسات أخرى بالمقدور أن نشرف فيها الكرة الجزائرية النسوية، لكن يبدو أن الذي يعمل في الجزائر مصيره التهميش والتقزيم. حسب علمنا فقد تم حرمانك من دخول مركز التحضيرات بسيدي موسى، هل هذا صحيح؟ فعلا، فكرت في التنقل إلى مركز سيدي موسى لجلبب أغراضي من المكتب، وقيل لي أن زطشي اتخذ قرار بعدم السماح لي بالدخول، في الوقت الذي يدخل العنصر الرجالي دون أشكال، تأسفت كثيرا لما حدث، الحمد لله قيل لي مسبقا، وإلا لو ذهبت هناك لدخت في مناوشات حادة مع القائمين على الفاف. هل حاولت الاتصال بزطشي لطلب توضيحات في الموضوع؟ اتصلت به ولا يرد، وبعثت له رسالة نصية ولم يرد أيضا، وزطشي أراد إخراجي من الباب الضيق وقد فعل ذلك، وأكيد أن الكرة الجزائرية النسوية هي الخاسر الكبير، الذي آلمني هو أنني عملت بجد واجتهاد وفي النهابة أقابل بهذا التهميش والنكران. علمنا أن الكاف وجهت لك دعوة لدورة تكوينية لكن الفاف لم تعلمك بذلك، فما السبب وراء ذلك؟ قيل لي أن السبب هو تصريحاتي التلفزيونية، وأنا قلت لهم آتوني بفيديوهات تصريحاتي، فأنا لم أقل سوى الذي يعرفه الجميع ووقف عليه الجميع، وحرماني من الدورة التكوينية للكاف هي استمرار للتهميش والتقزيم الذي أتعرض له. علمت لسنوات طويلة وفي النهاية هذا هو جزائي، في الوقت الذي تعرض المنتخب النسوي لمهزلة مؤخرا في المغرب ولم تتحرك الفاف ساكنا، حتى تعرفوا حجم المحاباة اين وصل. بعيدا عن الذي تعرضت له من الفاف، هل أنت راضية لحد الآن بمسيرتك كلاعب سابقة وكمدربة حالية؟ الحمد لله، لأنني شرفت الكرة النسوية الجزائرية داخل الوطن وفي الخارج، فحين كنت لاعبة تم اختياري أحسن لاعبة افريقية، وتحصلت على كأس العرب مع المنتخب الوطني، وكنت أول لاعبة عربية تحترف في أوروبا، حيث لعبت في ألمانيا وفي فرنسا مع لاعبات عالميات هن الآن يشرفن على منتخبات بلادهن في الأواسط والآمال، كما تم اختياري أحسن لاعبة في العالم عام 1998 خلال المباراة التي سبقت اللقاء الذي جمع فرنسا بالبرازيل، وتحصلت على لقب هداف البطولة درجة ثانية، وساهمت في تحقيق أول تأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 2004 وغيرها من الانجازات، في الوقت الذي تكونت وحصلت على عدة شهادات مكنتني من خوض غمار التدريب. حين كنت لاعبة كيف كان شعورك والجمهور يلقبك بمارادونا؟ في الحقيقة انأ كنت من المعجبات باللاعب رابح ماجر، لكن وصفي بمارادونا كان يعجبني كثيرا، حيث كنت أشبهه في البنية الجسدية ومن الناحية الفنية، حيث كنت أحسن المراوغات واختراق دفاع المنافس، الحمد لله أنني كسبت محبة الجمهور، وأديت مسيرة كروية شرفت بها الكرة الجزائرية. ما رأيك في المسيرة التي حققها جمال بلماضي لحد الآن على رأس “الخضر” وتتويجه ب”كان 2019″؟ ما حققه بلماضي لحد الآن شرف للكرة الجزائرية، لكنه يعد أيضا مجرد الشجرة التي تغطي الغابة، أعتقد أن شخصية بلماضي وماضيه الكروي هو الذي جعله يفرض شروطه وطريقة عمله على الفاف، والحمد لله أنه أعاد المنتخب الوطني إلى واجهة التألق وأتمنى له مزيدا من النجاحات في المنافسات الرسمية المقبلة. هل من إضافة ؟ شكرا لكم على إتاحتكم لي هذه الفرصة حتى أتحدث عما يختلج في صدري، خاصة بعد الذي حدث لي مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بصراحة لقد جعلوني اكره الكرة النسوية، ولو أن ذلك لا يمنعني من مواصلة العمل حتى أكون تحت تصرف اللاعبات الموهوبات، بدليل أنني أسست نادي أمل الشراقة بنات وذكور، وراهن كثيرا على إنجاح هذه المدرسة حتى تقدم الإضافة المرجوة للكرة الجزائرية.