تسري، في أيامنا هذه، موضة طرق عيادات التجميل، من قبل الرجال، سواء لغرض تجميلي طبي، المقصود منه إزالة عيب خلقي ما، أم لغرض تجميلي بحت، بحثا عن الكمال. والجديد في الموضوع، أن هذه العمليات باتت تجرى هنا في الجزائر، في عيادات متخصصة، بعد أن كان السبيل الوحيد لإجرائها السفر إلى الخارج، خاصة لدى الجارة تونس. وأثناء مسحنا للحالات التي تقصد بعض عيادات التجميل، اكتشفنا أنها لا تقتصر على طبقة اجتماعية معينة، بل تشملهم جميعا، ما رسخ لدينا فكرة أن مثل هذه العمليات كانت موجودة في الجزائر منذ القدم، وأصحابها كانوا يقصدون الخارج للقيام بها، في سرية تامة، على عكس المعطيات اليوم، وحتى على مستوى بعض العيادات الخاصة هنا، التي كانت تعمل بطريقة سرية. أنفي عقّدني ولا يسمح لي بالارتباط “جليل”، شاب عشريني، التقينا به صدفة على مستوى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، بقسم الأشعة وجراحة الفك والأنف، حيث أخبرنا أنه بصدد تجميع ملفه الطبي، حتى يتسنى له القيام بعملية جراحية تجميلية لأنفه، المعقوف جدا والضخم، الذي بات يشكل له إحراجا كبيرا، وهو في سن ال27 ، خصوصا أنه يحاول الارتباط منذ فترة ليست بالوجيزة، وكل من تراه ترفضه لذات المشكل. ثدياي وأردافي مشكلتي هي حالة صادفناها في الفضاء الأزرق، تسأل عن مدى خطورة عمليات التجميل، خاصة بعد الذي وقع لمطرب مشهور مؤخرا، الذي وافته المنية وهو في قاعة العمليات، إثر عملية شطف دهون، التي يريد صاحبها نزع غدتي الثديين وتنحيف الأرداف والمؤخرة، موضحا أنه يعاني الأمرين والتحرشات بسبب شكل جسمه، القريب من جسم النساء، الأمر الذي عقده كثيرا. وأمله في طبيب يخلصه من كابوسه، ويجري له عملية شطف دهون، غير أن كل المتدخلين نصحوه بالخارج لرفع نسبة السلامة والأمان. 20 من المائة من الجزائريين يبحثون عن الكمال وبحسب الطبيب المتخصص، “نعيم زايري”، فإن اهتمامات الرجال التجميلية تختلف نوعا ما عما اعتدناه عند النساء، من نفخ وشد وتضخيم وتقليص، مشيرا، في السياق ذاته، إلى أن أهم العمليات المطلوبة هي: تقويم الأنف وتجميله، وهي منتشرة بكثرة لدى فئة الشباب، المتراوحة أعمارهم ما بين 17 إلى 30 سنة، تليها عمليات شطف الدهون ونزع غدد الأثداء، وغالبا ما لا تتعدى سن طالبيها الأربعين سنة، بينما يلجأ البعض إلى عمليات شد الوجه وإزالة الجفون، وغالبيتهم فوق سن ال 50 سنة. وهذا، دون نسيان عمليات زراعة الشعر، التي تعرف إقبالا كبيرا منذ القدم. ولأن ما نسبته 20 من المائة من الرجال الجزائريين يقومون بعمليات التجميل، سألنا عن نسبة الخطورة فيها، وهو ما نفاه محدثنا، لكونها- بحسبه- عمليات باردة، ومع هذا، فيها بعض المضاعفات المعترف بها عالميا.