عيادات تجميل تعمل في الخفاء وتتسبب في كوارث وتشوهات محمد بقات: "الطب التجميلي اختصاص غير معترف به" أصبح هوس الجمال والحصول على جسم رشيق هاجس كل شاب وشابة في الجزائر، وقد خيم هذا التفكير على عقول الكثيرين بسبب تأثير أبطال المسلسلات التركية وحتى الأمريكية على الشباب في بلادنا، لدرجة أنهم أصبحوا يعملون جاهدين على تقليدهم في كل شيء، ومن أجل الحصول على أجسام رشيقة مثل هؤلاء، جعل العديد من الناس الجراحات التجميلية ضالتهم في الحصول على مبتغاهم ما جعل الجراحة التجميلية تنشط وإلى حد بعيد في بلادنا، رغم العديد من المضاعفات التي يمكن أن تسببها. عتيقة مغوفل إلى زمن غير بعيد كان الطب والجراحة التجميلية ضربا من الخيال لدى الجزائريين إلا أنه سرعان ما تغيرت النظرية وأصبح المواطن الجزائري خاصة الجنس اللطيف يفكر بجدية في طريقة لإزالة ما خلفه الزمن من آثار على الوجه والجسم كافة. وقد شاع الحديث في الآونة الأخيرة عن الجراحة التجميلية التي انتعشت في الجزائر بصورة ملفتة للنظر من خلال ظهور عيادات خاصة مختصة في هذا النوع من الجراحة. إقبال كبير على شفط الدهون تتعدد عمليات التجميل التي يقبل عليها المواطن الجزائري فهي تتباين بين شفط الدهون وإزالة تجاعيد الوجه والرقبة، بالإضافة إلى شد الذراع والأفخاذ أو حتى تجميل الأنف والأذن، إلا أن الهدف يبقى واحدا والمهم هو أن يتمكن الجراح من إرضاء عيون المقبلين والمقبلات على مثل هذه العمليات، وحتى نتمكن من إنجاز موضوعنا قابلت (أخبار اليوم) بعض النساء اللواتي قمن بإجراء مثل هذه العمليات، أول من قابلنها كانت الآنسة (ياسمين) التي تبلغ من العمر 28 سنة مهووسة بأناقة جسمها وجماله فهي واحدة من النساء اللائي يدفعن الغالي والنفيس في سبيل الحصول على جسم جميل وتغيير (اللوك) بالنسبة لها عنصر أساسي للظفر بمبتغاها، فياسمين تعاني من مشكل زيادة في الوزن إلا أن هذه الزيادة ليست كبيرة فقط كان يمكن لها أن تقضي عليها بريجيم بسيط إلا أنها قررت أن تتخلص من الوزن الزائد بواسطة إجراء عملية لشفط الدهون وذلك على مستوى البطن والأرداف، وهو ماكان، فقد قصدت إحدى عيادات الطب التجميلية بالعاصمة أين قابلت الطبيب المسؤول عن العيادة وبعد أن أجرى لها الفحوصات اللازمة أخبرها بإمكانية إجراء عملية شطف الدهون وهو ما كان، فقد تمكنت ياسمين بعد إجراء العملية من الحصول على جسم رشيق والوزن الذي أرادته، إلا أن الطبيب أعطاها قائمة خاصة بالأطعمة التي يجب أن تتناولها وكذلك الريجيم الخاص الذي يجب أن تتبعه ذلك حتى لا تكسب وزنا زائدا مرة أخرى.
تحسين التشوهات الخلقية هدف آخر ... من جهة أخرى هناك فئة من الناس يعانون من تشوهات خلقية وأخرى إصابات من جراء حوادث المرور أو حوادث أخرى تعرضوا لها وتركت آثارا على أجسامهم وعلى نفسيتهم، مما يبحثون عن مخرج لمشاكلهم، فوجدوا الحل المناسب في الجراحات التجميلية أو الترميمية، والآنسة (سعاد) صاحبة 32 ربيعا واحدة من آلاف الجزائريين الذين يعانون في صمت بسبب تشوه عميق على مستوى الجانب الأيمن من وجهها، تعرضت له منذ خمس سنوات عقب حريق أليم تعرضت له بعد أن انفجرت قارورة الغاز عليها، وهو الأمر الذي جعلها تقصد إحدى عيادات طب التجميل بالجزائر العاصمة، علها تتمكن من القضاء على التشوه الذي كان في وجهها، وبعد أن أجرى لها الطبيب المعالج العديد من صور الأشعة وكذا التحاليل الطبية اللازمة حدد لها تاريخ العملية التي كانت تنتظرها بشغف كبير، وحين حلول الموعد أدخلت (سعاد) إلى قاعة العلميات أين قضت فيها 6 ساعات كاملة وأفراد عائلتها في الخارج ينتظرون شكل وجه ابنتهم الجديد، وبعد انتهاء العملية ضمد الأطباء وجه سعاد أسبوعا كاملا حتى تلتئم الجراح وبعد مضي الوقت قام هؤلاء بنزع الضمادات عنها ليطلبوا من سعاد رؤية وجهها في المرأة والذي تحسن شكله وإلى درجة كبيرة فقد تم القضاء على نسبة 60بالمئة من التشوهات التي كانت فيه وهو الأمر الذي جعل سعاد تعود وتمارس حياتها بشكل طبيعي مثلما كانت قبل الحادثة.
محمد بقات: "الطب التجميلي اختصاص غير معترف به" الإقبال الكبير على عمليات التجميل في السنوات الأخيرة جعلنا نربط اتصالا هاتفيا برئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور (محمد بقات بركاني) وذلك لمعرفة مدى تطوره في بلادنا، إلا أن هذا الأخير أوضح لنا أن الطب التجميلي في الجزائر اختصاص غير معترف به كما أن هناك عيادات تمارس هذه الجراحة في الخفاء والدليل على ذلك تسجيل العمادة لعدة شكاوى من مواطنين تعرضوا لعمليات جراحية فاشلة زادت من حالتهم الطبية تعقيدا، وعن أسباب عدم الاعتراف بتخصص الجراحة التجميلية أكد الدكتور أن وزارة الصحة ترخص بفتح عيادات خاصة بالطب والجراحة فقط دون الجراحة التجميلية، مشيرا إلى أن الوزارة والجامعة الجزائرية لا تمنح شهادة طبيب أو جراح في الطب التجميلي وهذا يعني أن الطب التجميلي غير معترف به. إلا أن بعض الممارسات التي يقال عنها بأنها جراحة تجميلية تنشط حاليا تحت غطاء تخصصات أخرى بما فيها الجراحات الترميمية أو طب الجلد. كما أضاف أن الوزارة الوصية تعطي ترخيصا بفتح عيادة في أي تخصص من الطب إذا كان الطبيب حاصلا على شهادة تمنح من وزارة التعليم العالي أو أي شهادة معادلة لها ولو كانت ممنوحة من جامعات خارج الوطن، وفي هذا السياق حسبه يجب مراقبة كل العيادات الخاصة في طب الجلد وكذا المستشفيات للوقوف على منهجية عملها والتأكد من التزامها بالمعايير التي تم الاتفاق على العمل بها عند إعطاء الترخيص بفتح هذه العيادات.