قدرت الأخصائية في مرض الأعصاب، الدكتورة صيد نور،أن عدد المصابين بمرض الصرع في الجزائر يقارب 320 ألف شخص، وأكدت أن نصف المصابين بهذا المرض لا يلجؤون للمصحات لتلقي العلاج نظرا للاعتقاد السائد أن الصرع مرض يسببه الجن أو الأرواح الشريرة أو أشياء غامضة لا تستدعي العلاج عند الطبيب حيث لازال الكثير من الناس يلجؤون إلى طرق تقليدية للعلاج كالرقية والضرب المبرح الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة والتسبب في أضرار جسمية ونفسية بليغة. وتضيف محدثتنا أن 1 بالمائة من سكان العالم يعانون من مرض الصرع حيث يقدر عدد المصابين بهذا الداء 40 مليون شخص، حيث يوجد في كندا وحدها 300 ألف مصاب و500 ألف في إفريقيا. وأكدت الدكتورة صيد نور أنه يصعب التعرف على العدد الكلي والدقيق لعدد المصابين بهذا المرض في المجتمع الجزائر، فجميع المعلومات المتوفرة عن المرض مصدرها المستشفيات والمراكز الصحية، حيث يفضل العديد من المرضى العلاج داخل المنزل في جو من الكتمان والتهرب رغم الخطورة الكبيرة التي يتسبب فيها التأخر في العلاج. ويقوم العديد من أطباء الأعصاب بإفهام المريض بطبيعة مرضه وإقناعه بضرورة تجاوزه بقوة الإرادة والخضوع للعلاج، مهما كانت درجة هذا المرض الذي أصبح يؤثر على مختلف نواحي الحياة النفسية والاجتماعية. وعن المفهوم الحقيقي لمرض الصرع أوضحت المتحدثة أنه اضطراب وخلل في الدماغ يؤدي به إلى عدم العمل بشكل طبيعي لفترة زمنية معينة، وعندما تصل الإشارات الغير سليمة للمخ تحدث حالة التشنج وهي تغييرات كهربائية مفاجأة تحدث في الدماغ، بحيث لا يستطيع الجسم السيطرة عليها مما يؤدي بالإنسان إلى فقدان التوازن والسقوط على الأرض ويتصلب ويرتجف ويسمى ذالك نوبة كبيرة. وهناك نوع يجعلك تتوقف ولا تدرك ما يجري حولك دون رجف أو ارتعاش لثواني وهذا يسمى نوبة صرع صغيرة أو غيبة ذهنية وهناك نوع آخر يجعلك تتصرف في حالة وعي غير تام حيث أنك لا تستطيع التحكم في تصرفاتك ويدعى بالصرع الجزئي . وقالت المتحدثة أن حالة الوفاة بالصرع نادرة الحدوث، وأنه على المريض التوجه للمستشفى للعلاج المتمثل في غالب الأحيان في أقراص تمكن المصاب من مزاولة نشاطه اليومي بشكل طبيعي ومريح. بلقاسم حوام