هدّدت عائلات تقطن بالحي القصديري “المرجة سيدي حسان”، ببلدية الشراقة بالعاصمة، بالخروج إلى الشارع، وتصعيد احتجاجهم، على خلفية وعود الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للشراقة، بالترحيل شهر أكتوبر المنصرم، بعد أزيد من 25 سنة من المعاناة في بيوت من الصفيح والقصدير، في ظروف كارثية لانعدام أدنى شروط الحياة الضرورية. وقالت العائلات المحتجة، ل”الشروق”، إن القطرة التي أفاضت الكأس، هي عملية الترحيل لفائدة سكان براقي، وهي الكوطة التي تم وعدهم بها مؤخرا رئيس بلدية الشراقة، في الوقت الذي ينتظرون ترحيلهم من حيّهم القصديري، أين يوجد كل أنواع البؤس، جراء انعدام فضاءات اللعب، وحرمانهم من الأمن في ظل الانتشار الواسع للكلاب الضالة، والجرذان التي تهدد العائلات ليلا ونهارا، فضلا عن الانتشار الرهيب للأفاعي التي تنتشر في كل مكان بالحي. وبلغة الوعيد، قال المحتجون، إن مراوغة المسؤولين لهم ووعودهم المتواصلة بإقدام مصالح الولاية بترحيلهم، ومحاولة شراء السلم الاجتماعي، سيؤدي إلى خروجهم للشارع، بعد الانتظار الطويل لعديد العائلات والحلم بسكن يقيهم من حر الصيف وبرودة الشتاء، سيما انعدام قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى انتشار مجاري مياه القذرة على طول أزقة الحي، مسببة انبعاث روائح كريهة، وانتشار الحشرات الضارة والأمراض التنفسية والجلدية، حيث أصبح الأطفال وكبار السن، يعانون من عدة أمراض تنفسية وجلدية بسبب انعدام الشروط الضرورية للعيش، وتهديد الصحة العمومية لعائلات الحي، علاوة على تحوّل قاطني الحي إلى عائلات منكوبة خلال فصل الشتاء، بعد سقوط أسقف منازلهم وتشقق جدرانها، ما يشكل خطرا على قاطنيها. وناشدت العائلات المحتجة، والي العاصمة عبد الخالق صيودة، إرسال لجنة تحقيق للحي للوقوف على معاناة سكانه اليومية، والتعجيل في ترحيلهم، أو إعطاء تعليمات لمصالح الدائرة الإدارية للشراقة، بالتصريح الإداري لهم بعملية البناء، علما -تقول العائلات المحتجة- إن رئيس البلدية وممثلين عن الدائرة، قد أعطوهم تعليمات صارمة بعدم البناء، ما جعل العديد منهم يتوجسون خوفا من سقوط حييهم القصديري من قائمة ترحيل الأحياء المبرمجة قبل تاريخ الرئاسيات المقررة في 12 ديسمبر المقبل. كما عبّرت العائلات المحتجة، عن مدى تخوفها من خطر الكوابل الكهربائية المتفرعة في أعمدة خشبية تنتشر في الحي بشكل عشوائي ومنخفضة، وهو ما يشكل خطرا على سلامتهم بسبب حدوث شرارات كهربائية، خاصة في فصل الشتاء بعد سقوط الأمطار وهبوب الرياح ما أدى في كثير من الأحيان إلى احتراق بعض المنازل بالحي، نتيجة عدم توصيل الخيوط الكهربائية بطرق آمنة زيادة على انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة، ناهيك عن عدم توصيل المياه الصالحة للشرب لعديد المنازل، والتوصيل العشوائي للعديد منها، وقد تمتزج أحيانا مع مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى تسجيل حالات تسمم، وظهور بعض الأمراض التي ترتبط ارتباطا وثيقا بانعدام النظافة، وهو ما ينبئ بحدوث كارثة بيئية تهدد سلامة حياتهم. ويتخوف المحتجون من سيناريو الفيضانات التي تتكرر خلال فترة التقلبات الجوية، بسبب السيول التي ستجرف منازلهم وأثاثها، وتتعداه لتشكل خطرا على حياتهم، وحياة أبنائهم، قائلين إن ملفاتهم الخاصة بطلب السكن متواجدة بمصالح الدائرة منذ سنة 2007، وهم حاليا على أمل تحرك المنتخبين لمساعدتهم، للاستفادة من الكوطة المقرر الإفراج عنها نهاية الشهر الجاري.