أعرب سكان حي المرجة القصديري بالشراقة بالعاصمة، عن سخطهم الشديد من وضعهم السكني الذي لم يعودوا قادرين على تحمله، إذ طالب هؤلاء مصالح الولاية بتجسيد وعودها وترحيلهم في أقرب الآجال. تعدت فترة انتظار سكان حي المرجة القصديري ببلدية الشراقة إشارة الانطلاق في عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة أزيد من 30 سنة تذوقوا خلالها كل أشكال المعاناة وقساوة الظروف في ظل سكنهم في بيوت تفتقر لكافة شروط الحياة الكريمة، أين أوضح السكان أنهم أصبحوا غير قادرين على تحمل استمرار الوضع المزري، وذلك لهشاشة جدران وأسقف البيوت التي تأويهم، والتي ما عادت تقوى -حسب تأكيداتهم- على احتوائهم لمزيد من الوقت، أين تنبئ الفجوات والتصدعات الموجودة بها بخطر يلوح في الأفق، كما باتت لا تحميهم حر الصيف ولا برد الشتاء. وعن معاناتهم في فصل الشتاء جاء في مقدمة حديث سكان حي الرجة القصديري مبيتهم في العراء في الليالي الممطرة، وذلك بعد أن تأتي المياه على كل ما يوجد بمنازلهم محولة إياها إلى خراب بعد أن تجرف كل ما فيها، إذ يضطرون لإخلائها حفاظا على حياتهم التي يخشون أن تضع ردوم مساكنهم حدا لها. ومواصلة لحديثهم عن المخاوف غير المنتهية التي تتوسع بؤرتها خلال ذات الفصل أكد السكان أن أسلاك الكهرباء التي تحصلوا عليها بشكل عشوائي تزيد من مفاقمة الوضع، وذلك بعد تعرضهم المتكرر لصعقات الكهربائية باعتبار أنهم غير مخيرين على استمدادها بطريقة عشوائية من أعمدة الكهرباء، أومن سكان الأحياء المجاورة حيث تشكل شبكة عنكبوتية يصعب فصلها أو التقرب منها. وليست أسلاك الكهرباء فقط هي منن يتم الحصول عليها بهذا الحي بطريقة عشوائية، فكذلك هو الحال بالنسبة لشبكة الماء الشروب وغاز البوتان أين يفتقر السكان لهذين العنصر الحيويين مما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة بغرض البحث عنهما مما يثقل كاهلهم ويضاعف معاناتهم اليومية. من جهة أخرى، تحدثت العائلات التي يزيد عدها عن 700 عائلة عن غياب قنوات الصرف بالمنطقة مما يحول الحي إلى مسبح فور سقوط بعض قطرات المطر، ناهيك عن مياه الصرف الصحي القذرة التي تجتاح منازلهم وتجعلهم البقاء بين جدرانها أمرا غير مطاق، أين أكد السكان بان ذلك هو السبب الأول والرئيسي في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تفتك بأجسادهم وتلحق الضرر بها ، فحسب تصريحات المتضررين يتخبط العديد من كبار وصغار السن على اثر هذا الوضع من مشاكل تنفسية مزمنة كانت بمثابة الضريبة التي دفعوها لبقائهم بالحي طيلة هذه السنوات. وفي سياق متصل أشار السكان إلى أن غياب الإنارة العمومية بمحيط الحي زادت الطينة بلة إذ يصبح تنقلهم بين أرجائه جد صعب خلال فترات الصباح الباكر والمساء بعد أن يعم الظلام الدامس مما ينجم عنه انعدام الأمن بشكل رهيب به، وقد أكد الكثير من مالكي السيارات أمن هذا الوضع يتسبب في كثير من الأحيان في حدوث اصطدامات حين ركنهم لها نظرا لانعدام الرؤية. وعلى اثر هذا الوضع، أبدى مواطنو حي المرجة الواقع ببلدية الشراقة استياءهم الشديد من ما وصفوه بسياسية المماطلة المنتهجة من طرف السلطات المحلية، إضافة الى أنهم ذاقوا ذرعا من الوعود الكاذبة باقتراب موعد ترحيلهم، إلا أن تلك الأخيرة لم تر النور إلى غاية كتابة هذه الأسطر وبقيت حبرا على ورق، مما يدفع بهم إلى تجديد مطالبتهم ذات الجهات بضرورة الالتفات إليهم ومنحهم سكنا يؤويهم ويحفظ كرامتهم التي فقدوا جزء كبيرا منها خلال سنوات سكنهم بين أزقة حي لا يصلح للعيش البشر.