اعتصم، الثلاثاء ولليوم الخامس على التوالي المئات من مواطني دائرة الحجيرة بورقلة، في الشارع الرئيسي وسط المدينة، وذلك عقب تمرير مشروع تعديل التقسيم الإداري الجديد، القاضي بإلحاق دائرتي الحجيرة والبرمة إلى ولاية تقرت الجديدة، الأمر الذي لاقى رفضا قاطعا من سكان بلديات الدائرتين. وتسبب التقسيم الإداري الجديد في حالة من الغضب والسخط الشديدين على “السيناتورات” الذين اقترحوا مشروع التعديل دون الرجوع إلى المواطنين واستشارتهم، ما جعل المحتجين يلوحون برفع دعاوى قضائية على نواب الولاية في مجلس الأمة بتهمة التدليس وتغليط السلطة التشريعية، والتسبب في احتقان الشارع وتعطيل مصالح المواطنين والتسبب في إثارة البلبلة والفتنة بين مواطني الولايتين. وعرفت دائرة الحجيرة الثلاثاء إضرابا جزئيا عن العمل، مس العديد من الإدارات العمومية، بسبب عزوف المحتجين عن الالتحاق بوظائفهم، كما تشهد مناطق الاحتجاجات والاعتصامات في كل من الحجيرة والبرمة حالة من الغليان الشديد بين المواطنين، الذين حتمت عليهم الحادثة ترك أعمالهم واللحاق بخيم الاعتصام، في حين تم تشكيل لجنة من الممثلين لمواطني الحجيرة للبدء في مهام رفع انشغالات السكان للسلطات المدنية والعسكرية والأمنية محليا ومركزيا، والبحث عن حلول قانونية لحل الأزمة والخروج بالمنطقة إلى بر الأمان، خصوصا بعد تلويح السكان بمقاطعة الانتخابات بشكل تام يوم الخميس. واستنكرت فئات واسعة من المجتمع بولايتي ورقلة وتقرت، سعي بعض الجهات لإشعال نار الفتنة بين سكان المنطقة، عبر منشورات فايسبوكية وتسجيلات صوتية مجهولة المصدر، تحرض على الاعتداء على المواطنين، فيما ينشر بعض نواب المجلس الشعبي الولائي بورقلة منشورات جهوية على صفحاتهم الفايسبوكية لاقت استنكارا كبيرا من المواطنين، فيما أبدى مواطنون تخوفهم من تغلغل أفراد لهم أجندات سياسية وحزبية وسط المحتجين، وبث سمومهم في ظرف حساس وصعب تمر به الدولة، ما جعل ممثلي المحتجين في الحجيرة يؤكدون على ضرورة السلمية والانضباط وعدم الانسياق وراء دعوات التصعيد والفوضى. وسلّم أمس ممثلو المجتمع المدني في دائرة الحجيرة، رسالة إلى قائد الناحية العسكرية الرابعة لرفعها إلى قائد الأركان، حيث تحمل الرسالة حسب تصريح ممثل المجتمع المدني ل”الشروق”، رفض سكان الدائرة ضمهم لولاية تقرت جملة وتفصيلا، وأضاف ذات المتحدث أنهم تمكنوا من جمع خمسة آلاف توقيع للمواطنين الرافضين للتقسيم في ظرف ثلاث ساعات فقط، وأشار إلى استعداد سكان المنطقة لتنظيم مسيرة حاشدة اليوم ستكون الأضخم في تاريخ المنطقة، فيما أكد استعداد العشرات من مواطني الدائرة للدخول في إضراب عن الطعام كخطوة احتجاجية تصعيدية تعبيرا عن رفض التقسيم الإداري الجديد.