التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الأربعاء، إدانة المتهمين بجنايات نقل وتخزين قنطارين من المخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة بعد جلبها من دولة المغرب، وبغرض توزيعها في ولاية بشار بالسجن المؤبد. تعود واقعة الحال إلى تاريخ 11-12-2015، في منطقة وادي الخروع بولاية بشار، أين تمكن أفراد الأمن العسكري من تفكيك شبكة مكونة من 9 أشخاص كانت تنشط في مجال استيراد المخدرات والتجارة فيها، حيث تم ضبط عناصرها موزعين على فوجين، ضم أولهما المدعو (م. ع) ومرافقه (س. ع)، والثاني كان مكونا من باقي المتهمين، ويتعلق الأمر بكل من المدعو ( ب. م)، ( م. ع)، (ب. م. ا)، (ك. ز)، (ز. ع) و(ق. ب)، قبل أن يلقى القبض على تاسعهم المدعو (ح. ز) بسبب وشاية من أحد الشركاء. وبحسب ما جاء في قرار الإحالة، فإن هذه الجماعة كانت محل ترصد من طرف ذات المصالح الأمنية، وسبق أن نصبت عدة كمائن في محاولات للإيقاع بها، كان آخرها بتاريخ الواقعة وبنتيجة إيجابية، ويتعلق الأمر بقضية مخدرات بوزن 205.5 كلغ، تم ضبطها معبأة في طرود وعلى مرحلتين. وطبقا لما دار في جلسة المحاكمة، فإن مصدر هذه المخدرات ممون يدعى ( ق. المغربي)، الذي كان يتعامل مباشرة مع المتهم الرئيسي المدعو (م. ع)، وسلمه شحنة منها، قبل أن يتم التحقيق معه في قضية أخرى من طرف مصالح الدرك، وفي تلك الأثناء اتصل بالمدعو (س. ع) طالبا منه تخزين كمية بوزن 50 كلغ من المخدرات في مكان آمن، وانتظاره إلى أن يخلى سبيله، وعندها يتم التصرف فيها، ومنحه نصيبه من العملية، وبالفعل تم ذلك، ليتم التخطيط لتفقد تلك الكمية، وتنظيم حفلة شواء بمنطقة وادي الخروع من أجل تشتيت أنظار المصالح الأمنية بعيدا عنهم. كما تمت دعوة سبعة من المتهمين الباقين بنية التمويه، وهي التفاصيل التي أنكرها البعض واعترف بها البعض الآخر، حيث نفى المتهم الرئيسي (م. ع) علاقته بالقضية، مكتفيا بالقول إنه تم توقيفه رفقة (س. ع) عندما ذهبا للاحتطاب من أجل إشعال نار الشواء دون معرفته للسبب، في حين اعترف هذا الأخير صراحة بتعامله مع (م. ع) في هذا المجال، وقدم تفاصيل جديدة عن هذا الملف، مكنت من اكتشاف مكان تخزين كمية أخرى من المخدرات بوزن 150 كلغ، حيث قال إن المخدرات كان يجلبها المتهم الرئيسي من المغرب وكانت تنقل على ظهور الحمير لتوزع في بشار بمساعدة أشخاص ذكر أسماءهم، أما باقي المتهمين، فأجمعوا على أن (م.ع) و(س. ع) تفرقا عن الجمع إلى أن وصل بهما المسير عند حدود جبل عنتر، وبينما هم يحضرون أسياخ اللحم، فإذا بهم يسمعون دوي طلقات نارية من هناك، لكنهم رغم تفاجئهم للأمر في البداية، إلا أنهم بقوا في مكانهم اعتقادا منهم أنه صادر عن جماعة تمارس هواية الصيد، قبل أن تباغتهم سيارات الأمن العسكري، وتلقي عليهم القبض. ومن ضمن هؤلاء الموقوفين المدعو (ب. م. ا)، الذي قال إنه يعمل سائق أجرة، كان قد عرض عليه زميله في المهنة (ك. ز) نقل تلك المجموعة إلى جانبه للتنزه، لكن عند وصولهما إلى عين المكان، تمت دعوتهما إلى مشاركتها وليمة الشواء، فيما أنكرا علمهما بأن تلك الجولة كان لها علاقة بالمخدرات، في حين صرح المتهم (ح. ز) أنه لم يحضر أصلا في تلك النزهة، مثلما حصر تعامله مع المتهم الرئيسي في أمور تجارية ليس لها صلة بالمخدرات، وهذا في رده على ما جاء في محاضر الضبطية القضائية عن مساعدته (م. ع) في استلام أموال وتحويلها إلى صرافين، قبل يتراجع عن أقواله أمام قاضي التحقيق. خ. غ