خرج فريق السد القطري من الباب الضيق على أرضه في قطر من الدور الثاني من كأس العالم للأندية وما كان مُخيّبا ليس النتيجة فقط وإنما الأداء السيء للفريق ولنجمه الهداف بغداد بونجاح الذي تغيّر أداؤه عن الأداء الذي ظهر به في الموسمين الماضيين، ولم يعد لبغداد بونجاح من مبرّر رياضي ونفسي، للبقاء في السد القطري الذي فاز معه بكل الألقاب الجماعية والفردية المحلية الممكنة، وعجز معه عن الفوز برابطة أبطال آسيا وأيضا التألق في كأس العالم للأندية، بالرغم من أن بغداد بونجاح سجل هدفين في المنافسة. الأول أمام فريق متواضع جدا من كاليديونيا والثاني أمام بطل المكسيك. بغداد بونجاح الذي لا يمتلك عروضا قوية من أوربا، دخل في ما يشبه الملل منذ الإقصاء من الدور النصف النهائي من رابطة أبطال آسيا أمام الهلال السعودي، وظن الجميع بأن متعة اللعب ستشتعل لدى بغداد بونجاح بعد أن منحت الفيفا الضوء الأخضر للسد القطري للمشاركة في مونديال الأندية، لأن قطر هي مستضيفة المنافسة، وجاءت المباراة الأولى أمام فريق ينتمي لبلد غير معروف في عالم كرة القدم وهو كاليدونيا الجديدة، ولكن الفريق عموما وبغداد خاصة خيبوا المتابعين، فسجل بونجاح هدفا أمام فريق ضعيف جدا، وأضاع في الشوط الثاني وفي الوقت الإضافي قرابة عشرة أهداف، وإحدى الكرات ارتطمت بالعارضة الأفقية، وأجمع الإعلام القطري على أن معاناة السد القطري ارتبطت بمعاناة بغداد بونجاح الذي فقد حسّه التهديفي وهو محطم كل الأرقام القياسية في دولة قطر ومنها تسجيله في إحدى مباريات الدوري سباعية، قد لا تتكرر أبدا، ليس في قطر وإنما في العالم، وفي المباراة الثانية أثار بغداد بونجاح غضب المشاهدين ودهشتهم، عندما راوغ في الشوط الأول لاعبا مكسيكيا وبدلا من التسديد والتسجيل قام بتمثيل السقوط على الأرض من دون أدنى احتكاك، وهي لقطة أبانت بأن بغداد بونجاح ليس في مستواه المعنوي المطلوب، ورغم هدفه برأسية في الشوط الثاني، إلا أن عدم تموقعه في المكان المناسب، ساهم في عقم الهجوم القطري الذي أفقد الفريق بريقه وسيطرته على المنافسين، كما كان يتسمّ بها في الدوري القطري وفي المنافسة الآسياوية. ويفقد بونجاح من مباراة إلى أخرى ومن منافسة إقليمية وعالمية إلى أخرى، الكثير من النقاط أمام بقية رؤوس الحربة من الجزائريين مثل إسلام سليماني وأندي ديلور، وقد يفقد الكثير منها بعد عودة إسحاق بلفوضيل المصاب، إلى المنافسة، وهذا على بعد ثلاثة أشهر فقط من أول مباريات تصفيات كأس العالم في دور المجموعات الإفريقية، والمنتخب الوطني في حاجة إلى صاحب هدف الانتصار في نهائي “الكان” في مصر. سيعود بغداد بونجاح بعد الإقصاء المرَ من ربع نهائي مونديال الأندية التي تلعب حاليا في قطر، إلى الدوري المحلي ومنافسة كأس الأمير، وجميع هذه البطولات تمتع ابن وهران بالفوز بها، كما حطّم كل الأرقام القطرية في تسجيل الأهداف، ولن يجد الدافع القوي لأجل منافسة نفسه وتقديم شيء جديد، وهو ما سيُعرّضه لمزيد من التدهور، ولن يكون من حل من أجل استرجاع بغداد بونجاح طاقاته سوى بتغيير الأجواء وبعث مشواره من جديد، خاصة إذا كانت هذه الأجواء أوروبية، حيث سيكون على بغداد رفع التحدي والرد على الذين يعتبرون تألقه في الدوري المحلي من ضعف المنافسة في قطر، ويسألون بغداد عن غياب سباعيته وأهدافه الكثيرة، عندما ينافس فرقا قوية من خارج قطر. بلغ بغداد بونجاح في الثلاثين من نوفمبر الماضي الثامنة والعشرين سنة من العمر، وليس له وقت آخر ليُضيّعه إن كانت في مخيلته تجربة إمكانياته في دوري قوي في القارة العجوز، وأمامه نموذج إسلام سليماني الذي سافر إلى فريق الإمارة موناكو وأعاد حياته الكروية التي كادت تتبخر بعد ثلاث تجارب متتالية، في ليستر سيتي ونيوكاستل وفينارباخشي، وهو ما جعل إسلام يندم على خياراته السيئة منذ أن غادر الفريق الذي تألق فيه سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وهناك من يرى خروج بغداد ونجاحه من قطر، هو الذي سيجعله يشتاق للعودة لهذا البلد كبطل بالتأهل لكأس العالم 2022، أما أن يبقى في الدوري القطري فهذا لا يعني بأنه سيتألق لو لُعب المونديال العالمي هناك، لأن ما حدث أمام بطل كاليدونيا الجديدة، وأمام بطل المكسيك خير دليل على أن أصحاب الدار ليسوا دائما الفائزين في كرة القدم. ب.ع