اعتراف لاعب الوسط القوي عدلان قديورة في وقت سابق لوسائل الإعلام بأن تنقله للعب في قطر كان إذعانا لنصيحة المدرب جمال بلماضي، أثار الكثير من التساؤلات، التي طرحها عشاق الكرة والمنتخب الجزائري، الذين لم يفهموا كيف ينصح مدرب بحجم جمال بلماضي من لاعب تألق في “الكان” بأن يغادر ناديه الإنجليزي العريق نوتنغهام فوريست الذي في خزائنه كأسان لرابطة أبطال أوربا وينضم إلى دوري بارد لا حماس فيه ولا جمهور، بالرغم من أن جمال بلماضي يلعب في الدرجة الثانية الإنجليزية ودرّب في قطر وهو يعرف الفارق الشاسع بين الكرتين، وحتى بغداد بونجاح الذي اعتبره البعض استثناء بنجاحه في قطر، تراجع مستواه في الفترة الأخيرة وصام عن التهديف إلى درجة الخوف على مصيره. والهجرة للعب في قطر قديمة جدا كان من ضمن من خاضوها لخضر بلومي ورابح ماجر، ووصولا إلى رفيق صايفي ومجيد بوقرة ونذير بلحاج ورفيق حليش ووصولا إلى مهدي تاهرات وعدلان قديورة والبقية آتية بالتأكيد. ويدافع البعض عن التجربة القطرية التي تشارك أنديتها في رابطة أبطال آسيا ويعتبرون مجرد تذكر مكان إجراء المونديال القادم محفزا لنجاح اللاعبين الذين ينشطون في قطر، ومنهم بغداد بونجاح الذي تواجد في القمة العالمية متفوقا على ليونيل ميسي في التهديف خلال سنة 2018، وسجل في مباراة واحدة سباعية كاملة، وقد قال الكثير بأن ذلك ما كان ليتحقق لو كان بونجاح ينشط في دوري جيد وأوروبي على وجه الخصوص، ووصفوا الدوري القطري بالضعيف، ولكن مجريات كأس أمم آسيا التي لعبت الموسم الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أبانت كم هو قوي الدوري القطري ولاعبو المنتخب العنابي الذين ينشطون جميعا في الدوري القطري، وتمكنوا بطريقة غير مسبوقة من بلوغ الدور النهائي، في وجود منتخبات عالمية مثل إيران وأستراليا وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية، وانتزع اللقب من أنياب منتخب الساموراي اليابان. المنتخب القطري لم يكتف بالفوز بكل مبارياته من دون تسجيل أي تعادل أو هزيمة ولم يكتف بتقديم العروض القوية كما حدث في نصف النهائي أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة الذي سحقه برباعية كاملة وفي النهائي أمام اليابان، وإنما سيطر على كل منتخبات القارة، بهجومه النفاث الذي سجل 19 هدف ولم يتلق حارس مرماه سوى هدف وهو إنجاز عالمي نادر، ما يعني أن التألق الكبير الذي قام به بغداد بونجاح مع أقوى ناد في قطر وهو السد الذي وصل إلى نصف نهائي رابطة أبطال آسيا، يعني أن بغداد بونجاح من طينة الكبار وهو ينشط في أحد أقوى الدوريات في القارة الصفراء، يدرب منتخب قطر الإسباني فيليكس سانشيز، المتواجد في قطر منذ جانفي من سنة 2014، حيث درّب الفئات الصغرى، بداية من منتخب أقل من 21 سنة، ثم انتقل إلى فئة أقل من 19 سنة، وانتقل إلى منتخب أقل من 20 سنة، وفي جانفي 2016، قاد منتخب أقل من 23 سنة، ليتسلم في جويلية 2017 قيادة المنتخب الأول وبعد سنة ونصف جنى ثمار عمله وثقة الاتحاد القطري فيه، من خلال المباريات الدولية التي كانت إحداها ضد المنتخب الجزائري الذي فاز على القطريين بهدف من بغداد بونجاح، وكان الفوز بكأس أمم آسيا تأشيرة صالحة إلى غاية مونديال قطر للمدرب الإسباني الذي لن يلعب طوال هذه المدة الطويلة أي مباراة رسمية. المنتخب الجزائري في حاجة إلى كل قواه قبل بداية تصفيات مونديال قطر حيث سيخوض بطولة مصغرة من أربعة فرق تتطلب منه التواجد في المركز الأول، قبل أن يلعب مباراة فاصلة أخيرة أمام أحد أوائل المجموعات العشر المشكلة للفرق الإفريقية، مثل مسار تصفيات مونديال 2014، مع الإشارة إلى أن كأس العالم في قطر ستلعب في شهر ديسمبر ما يعني أنها ستجري بعد ثلاثة أشهر من بداية الموسم الكروي ومن المحتمل أن يجمع الدوري القطري في تلك الفترة الكثير من نجوم العالم الذين سيلعبون في الدوحة من أجل التأقلم في هذا البلد الذي سيحتضن المونديال القادم وهو البلد الأكثر جذبا للاعبين الجزائريين على نفس الطريقة التي حدثت بعد مونديال جنوب إفريقيا 2010. ب. ع