قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، الأربعاء، إن اللغة الإنجليزية تعد فتحا كبيرا بالنسبة للغة العربية وعلى الأبعاد العلمية والمراجع الأجنبية خاصة من حيث التداول والترجمة، معتبرا أن الإنجليزية أفضل وأكثر كفاءة من اللغة الفرنسية. وخلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، أوضح بلعيد بقوله: “نحن نعيش انجذابا للغة الفرنسية وهو ما جعلنا نعيش طوقا ضيقا وعلينا أن نقر بأن اللغة الانجليزية هي لغة السياحة والبزنسة والتكييف العالمي في كل المنصات، وعندما ننفتح على هاته اللغة سيكون هناك إثراء للغة علما أن ما يتم رفعه على شبكة الانترنت من علوم وإسهامات يضخ بنسبة 80 بالمائة باللغة الإنجليزية”. وتابع المتحدث: “إن اللغة العربية اليوم في تقدم نظرا لموقعها العالمي حيث تُستعمل في 60 دولة كلغة رسمية، في 22 دولة كلغة أم رسمية، في 12 دولة كلغة أجنبية رسمية أولى وفي 26 دولة كلغة أجنبية رسمية ثانية، لا توجد جامعة وفيها من لا يستعملها يكفينا القول أن آسيا تمكنت فيها اللغة العربية بشكل مهيب”. واعتبر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن اللغة لا تتمايز فيما بينها فإذا وقع لها الإهمال ستنقرض لا محالة، مضيفا في نفس الصدد: “إن من يرمي العربية بالتخلف كونه سار مع الانجذاب اللغوي وهو دليل أننا لم نعتز بالمواطنة اللغوية فاللغة يخدمها أهلها بالدرجة الأولى، كما تُستغل في الجانب العلمي والعملي” وأكد صالح بلعيد أن “لغة الضا” وجب أن يتم التعامل معها من الجانب العلمي والتقني، مشيرا إلى ترسيم الأنظمة الذكية من خلال نظام ورقة برنامج “لإيكسل” سنة 2025 في شكل مجلدات. وكشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن الشروع في تجسيد مشروع الموسوعة الجزائرية مع نهاية العام الجاري، حيث تم في هذا الخصوص إنجاز مدونة خاصة به تتمثل في منصة رقمية متطورة جدا يتم فيها ضخ المعلومات ذات العلاقة بالمجالات الواحد والعشرين التي تم اختيارها. وقال بلعيد: “إننا في الخطوة الأولى لتجسيد المشروع”، مؤكدا على ضرورة إنجاز العمل بشكل رقمي حرصا على الجودة واحترام آجال انجازه وستكون هذه الموسوعة حسبه متاحة على شبكة الانترنت في حدود 2025 وعلى شكل مجلدات كبيرة في حدود 2026”. ولفت إلى أهم المشاريع التي يعكف المجمع على إنجازها على المدى المتوسط سيما فيما يتعلق بإنشاء المعجم التاريخي للغة العربية، وكذا معجم الثقافة الجزائري ومشاريع أخرى لها علاقة باستعمال اللغة العربية وتوقع رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن تعود اللغة العربية إلى سابق مجدها وتتحول إلى لغة التواصل العالمي في حدود 2050، قائلا: “العربية كانت تشكل 45 بالمائة من لغة الفرنكة وهي لغة التواصل العالمي التي كانت تستعمل فيما يعرف بطريق الحرير الذي ينطلق من الصين ويصل إلى طاشقند مرورا بالعربية السعودية، وطريق الملح الذي ينطلق من آسيا ويذهب إلى إفريقيا مرورا على منطقة توات الجزائرية”.