ابتعدت كثيرا، الكرة الذهبية الإفريقية، التي ستسلّم قريبا لأحسن لاعب في القارة السمراء، عن يدي النجم الجزائري رياض محرز، بعد أن بصم الثنائي السينغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح على لقب جديد صار الآن في حوزتهما وهو كأس العالم للأندية بعد مباراة مراطونية في العاصمة القطرية الدوحة، أمام الفريق البرازيلي فلامينغو، في مباراة كان صانع هدفها الوحيد السينغالي ساديو ماني الذي قدّم الكرة للبرازيلي فيرمينيو، في الوقت الذي لعب محمد صلاح كعادته مباراة كبيرة، لينحصر السباق من أجل الفوز بالكرة الذهبية بين مهاجمي وهدافي ليفربول، لأن في سيرتهما الخاصة بالموسم وما بعده، كأس رابطة أبطال أوربا وكأس العالم للأندية، ولقب هدافي الدوري الإنجليزي، بينما تنحصر ألقاب رياض محرز في محليات إنجليزية جماعية من كأسين ودوري، إضافة إلى كأس أمم إفريقيا. رياض محرز أدى يوم السبت مباراة كبيرة، ونوّع في أدائه الهجومي طوال تسعين دقيقة أمام فريقه السابق ليستر سيتي، وكل من شاهد المباراة أجمع على أن مدرب مانشستر سيتي سيظلم رياض محرز لو وضعه في المباراة القادمة على مقاعد الاحتياط، فمنذ الدقيقة الأولى من المباراة أدى رياض لعبا هجوميا من دون تردد، فكانت محاولاته تفشل ولكنه يصرّ على المواصلة، وقذف طوال المباراة خمس كرات نحو المرمى، جاءت إحداها بالهدف الأول لفريقه، وخرجت ثانية أمام الزاوية العليا التسعين لمرمى شمايكل من مخالفة جانبية مباشرة، وردّ حارس ليستر أخرى خطيرة، وارتطمت البقية بدفاع ليستر سيتي، إضافة إلى العديد من التمريرات والمراوغات الناجحة والسماعدة الناجحة للدفاع، فبصم رياض محرز على أداء كبير، على أمل أن يواصل على نفس المنوال، حيث ينتظر فريق مانشستر سيتي ثلاث لقاءات إلى غاية الفاتح من جانفي 2020، أولاها الأسبوع القادم في ويلفرهامبتون والبقية على أرضه أمام شيفيلد وانزدي وإيفرتون، وهي مباريات من تسع نقط قد يستعيد بها مانشستر سيتي المركز الثاني الذي أضاعه منذ أسابيع، وقد تعيد رياض محرز إلى الاضواء بعد بداية متذبذبة، خاصة وأن مانشستر سيتي تنتظره مباريات من نار مع بداية السنة الجديدة مثل ملاقته للجار مانشستر يونايتد في ملعب هذا الأخيرة في السابع من جانفي القادم بحثا عن الثأر من خسارة مباراة الذهاب، وأيضا مباراتيه في الدور السادس عشرة من مباريات رابطة أبطال أوربا أمام ريال مريد ذهابا في بيرنابيو وإيابا في ملعب الإتحاد في مدينة مانشستر، بعد أن استرجع ريال مدريد بريقه، خاصة وأن الهدف الأهم وربما الوحيد بالنسبة لغواديولا هذا الموسم هو التتويج باللقب الأوروبي الذي غاب عنه منذ أن غادر فريق برشلونة. من سوء حظ رياض محرز أن منافسيه ماني وصلاح ينتميان لنادي إسمه ليفربول يقوده مدرب ألماني، لا لغة له سوى الفوز مهما كان اسم المنافس، ناهيك عن كون أحد صناع فوز ليفربول هو الثنائي ماني وصلاح اللذان سجلا في الدوري لوحدهما 18 هدفا، ولا تمر مباراة دون أن يكونا معا أو أحدها مسجلا أو صانعا لهدف، بينما يزلزل غواديولا أداء محرز بتركه تارة على التماس ولا يشركه إلا في القليل من المواجهات الكبيرة. في مباراة ليستر سيتي أبان رياض محرز عن قوة نفسية وبدنية وفنية استثنائية، فعندما سجل ليستر من هربة من فاردي، في الدقيقة 22، كاد فريقه يخرج من الماراة، لكن في الدقيقة الثلاثين، أي بعد ثمان دقائق من هدف الزوار، استقبل رياض محرز على خط التماس، كرة بالصدر، وانطلق بها وقذف من خارج المرمى فارتطمت بقدم مدافع واستقرت في مرمى شمايكل، وهو الذي أعاد الفريق للمباراة، كما لعب على نفس النسق طوال التسعين دقيقة وكاد في الشوط لثاني التسجيل في عدة مناسبات، وغير من تموقعه بين اليمين واليسار وخط الوسط، كما قدم لمحات فنية راقية خاصة في مراقبته للكرات التي كانت تصله من زملائه، فكان يروّض الكرة بطريقة فنية قلّ مثيلها، وقد تكون مباراة السبت هي التأشيرة التي تجعل رياض يحلق مرة أخرى بعد عودة آغويرو وتألق فودان وأيضا العودة المرتقبة في مرحلة العودة للألماني ساني.