يشهد عالم الجريمة في المدة الأخيرة في الجزائر إنتشارا كبيرا لقطاع الطرق والحواجز الإجرامية المزيفة أمام الممهلات، خاصة في أولى ساعات الصباح أو في الليل، حيث يستغل قطاع الطرق تخفيض أصحاب السيارات للسرعة لأجل شن هجوم إجرامي عليهم، خاصة أمام الممهلات الإسمنتية التي يكون على حوافها الأشجار، وأدت هذه الحوادث إلى مطالبة بعض المواطنين بنزع هذه الحواجز، بالرغم من أن ذات المواطنين هم الذين طالبوا بإقامتها لأجل تفادي الحوادث المرورية المؤلمة، كما تحركت مصالح الدرك في المدة الأخيرة عبر الكثير من الطرقات التي بها ممهلات تفاديا للعمليات الإجرامية.. وكانت آخر جريمة هزت منطقة عين فكرون بولاية أم البواقي سببها الممهلات، حيث اعتدى ثلاثة أشخاص عبر الطريق الرابط ما بين بلدة عين فكرون وقسنطينة على صاحب سيارة مرسيدس بعد أن قام بخفض سرعة سيارته أمام الممهل الإسمنتي، فهاجمه قطاع الطرق وضربوه بزجاجات الخمر وأخرجوا زوجته وإبنه وهربوا بسيارة المرسيدس، لكن ممهل آخر أدى إلى انقلاب السيارة المسروقة وارتطامها في سيارة أخرى، ما أودى بحياة شخصين، أي أن الممهل الأول كان سببا في سرقة سيارة مرسيدس والممهل الثاني سببا في الحادث المؤلم. ولم تتوقف مثل هذه العصابات عند هجوماتها على السيارات السياحية فقط، بل انتقل وتكثف نشاطها على حساب السيارات التجارية والشاحنات، خاصة أمام الأسواق الكبرى، إذ تشهد الممهلات الموجودة أمام موقع القمامة الكائن خلف السوق الأسبوعية لبلدية تاجنانت بولاية ميلة، عاصمة أكبر سوق على المستوى الوطني، حيث تكثر الممهلات، ونال عدد من التجار نصيبهم من السرقة كلما خفضوا من سرعتهم أمام الممهلات، إلى درجة اقتحام سياراتهم وتفريغ السلعة بأكملها. وسجلت مصالح الدرك عدة شكاوى إثر تعرض تجار إلى تهشيم سياراتهم وتجريدهم من أموالهم. وأمام تنامي هذا النوع الجديد من الحواجز المزيفة بدأت السلطات المحلية، التي كانت تتدخل في كل مرة لأجل فك الطرقات وإنجاز الممهلات، في تلقي طلبات والتعامل مع احتجاجات تطالب بإزالتها نهائيا.. خاصة أن الممهلات "دودان" هي وسيلة لصفقات مشبوهة لدى بعض البلديات التي جنى منها أصحابها الملايير، إذ أن الممهل المغلف بالبلاستيك يصل ثمنه إلى أزيد من 160000 دج "16 مليون سنتيم"، وتعتبر الجزائر حاليا، من الدول النادرة في العالم التي تتعامل في كبحها لحوادث المرور بالممهلات. ب. عيسى