المصلون “يبكون” القائد استجاب الأئمة عبر عديد المساجد، يوم الجمعة، لتعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة حول فاجعة وفاة الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي والتذكير بمناقب الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وخطب أئمة في مختلف مساجد الوطن عن أهمية التماسك والوحدة والإخلاص للوطن حاكمين ومحكومين، فيما تحدّث آخرون عن حسن الخاتمة وعلاماتها وإخلاص النية في العمل والدفاع عن الوطن من مختلف الأخطار التي تتربص به، ومنهم من تحدّث عن توقير الكبير واحترامه في إشارة إلى الموضوع من موقع بعيد… ويصبّ كل هذا في سياق مراسلة لمصلحة الإرشاد والشعائر الدينية والأوقاف يوم الخميس، تدعو لأن تكون الخطبة مخصّصة للحديث عن مميزات المؤمن الصادق من خلال الوفاء بالعهود والإخلاص لله. وورد في مراسلة الوزارة “نظرا للحدث الجلل الذي ألم بالشعب الجزائري بفقدانه لرمز من رموز هذا الوطن المفدى ورجل صدق في عهده للجزائريين بحفظ أمنهم ودمائهم، نهيب بكم أن تخصصوا خطبة الجمعة للتركيز على محاور مختلفة منها “صفات الرجال الصادقين في القرآن وكذا الوفاء بالعهد والإخلاص لله من الفضائل الخلقية التي تخلد ذكرى المؤمن الصادق وكذا حكمة الابتلاء تزيد المؤمنين وحدة وتماسكا للحفاظ على الدين والوطن وأيضا التمسك بثوابت الأمة يبث روح البناء وإعمار الوطن والذود عن أمته واستقراره.” وفي هذا الإطار، أكّد جلول حجيمي الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية أنّ الأمر يدخل في الشأن العام وليس عيبا أن نتحدث عن مآثر رجل قدّم ما أمكنه لخدمة البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها، وهو طلب وليس أمرا جاء بعد الهبة الشعبية للشعب الجزائري يوم تشييع إلى مثواه الأخير. وأشار حجيمي إلى أنّ الجزائريين إلى الآن لازالوا يذكرون ويتحدثون عن الرئيس الراحل هواري بومدين، مضيفا الظاهر أنّ الفقيد رحمه الله صدق في وعده وكلامه ومن حق المسلم على المسلم الدعاء له وهو ما فعلناه، حيث رفعنا الدعاء في مختلف المساجد له بالرحمة والمغفرة”. وذكر حجيمي بأن الباب كان مفتوحا أمام الأئمة لتناول الموضوع من أي زاوية شاؤوا، فمنهم من تحدّث عن حسن الخاتمة وهي مسألة منصوص عليها في الشرع، وأشار المتحدث إلى أنّ ذلك يكون عبرة للآخرين للاقتداء بنهجه في التعامل مع الشعب ومن الأئمة أيضا من تناول الانسجام والتماسك بين الشعب والحاكم. ونفى حجيمي أن يكون ذلك تسييسا للمسجد أو الخطابات المسجدية “ما دمنا نتحدث عن رجل انتقل إلى رحمة ربه فنحن لا نتقرب منه ولا مصلحة لنا في ذلك، نتحدث فقط عن ما قدمه من إيجابيات لهذا الوطن ونقف عندها”، نافيا أن يعاقب من لم يلتزم من الأئمة بالتعليمة. أمّا جمال غول رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، فقال في تصريحه للشروق إنّ التعليمة في الغالب أمر لا يمكن معارضته بالنظر إلى كل الاختلافات يبقى الفقيد أحد أهم رجال الجزائر ورئيسا لمؤسسة كبيرة تسهر على أمن وحماية الوطن. وأضاف غول “نحن ندعو له ونذكّر بحسن الخاتمة والباب مفتوح لكل إمام يجتهد كما رآه مناسبا للمحيط الذي يؤمُّه في إلقاء الخطب المناسبة والسلسلة التي تجنب الجزائريين الفتنة والتفرقة”. ويرى غول أن الجنازة المليونية التي شيع فيها الفقيد قايد صالح دليل على أن الشعب عرف قيمة الرجل واعترف له بالجميل وحسن الصنيع وختم بالقول “لا أظن أنّ في أمر مخالفة التعليمة متابعة على الأئمة”. صدقات وختمات للقرآن على روح قائد الأركان بورقلة حشود كبيرة لتقديم العزاء في وفاة المجاهد أحمد قايد صالح نصبت بلديات ولاية ورقلة، العديد من الخيم أمام مقرات البلديات وفي الساحات العمومية، لتقديم واجب العزاء إثر وفاة قائد الأركان نائب وزير الدفاع الوطني المجاهد الفريق أحمد قايد صالح. بدأ تنظيم عملية العزاء بعيد سماع خبر وفاة الفريق، حيث نصبت مصالح بلدية عاصمة الولاية بمشاركة متطوعين وناشطين خيمة كبيرة في ساحة 27 فيفري 1962، حيث أقيمت صلاة الغائب على روح الفقيد بإمامة مدير الشؤون الدينية وحضور الوالي والأئمة وقائد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني وقادة الجيش والشرطة وكذا الحماية المدنية وبعض المديرين التنفيذيين، وبحضور عشرات المواطنين الذين اصطفوا لأداء الصلاة على روح قائد الأركان والدعاء له بالمغفرة والرحمة، كما جاء في الدعاء الطويل الذي تلاه مدير الشؤون الدينية عقب الفراغ من الصلاة. وأطلق سكان بلديات ورقلة العنان لتوزيع الصدقات وإقامة الولائم العامة وقراءة القرآن على روح فقيد الأمة، حيث يتجمع بشكل يومي في خيم العزاء في دائرة ورقلة وعين البيضاء وكذا الحجيرة وسيدي خويلد ومنطقة تقرت وغيرها، أئمة المساجد والمواطنون وبعض المسؤولين حيث قاموا بتقديم وقراءة عدة ختمات من القرآن الكريم على روح المجاهد البطل، فيما عرفت الأمكنة العامة فتح سور القرآن المسموع، وتعليق صور للفقيد كتب عليها أبرز مبادئه التي جعلت منه رمزا للأمة كوعده المحقق بعدم سيلان ولو قطرة دم واحدة من أي مواطن جزائري. وتركت وفاة قائد الأركان حزنا كبيرا بين مواطني عاصمة الجنوب، فبينما نظمت بلدية ورقلة تنقل عدة حافلات لحضور جنازة المجاهد، راح الذين لم يتمكنوا من حضور الجنازة بالعاصمة، يساهمون بالصدقات وتوزيع المأكولات على الفقراء والمعوزين، فيما فضل مواطنون آخرون إطلاق اسم الفقيد على مواليدهم الجدد، تزامنا مع إطلاق مبادرات في منطقة الجنوب بإطلاق اسم المجاهد على المقرات العمومية كعربون إخلاص لقائد الجيش الذي بذل جهده ووقته وحياته للحفاظ على أمن وسلامة التراب الوطني. تنصيب خيمة عملاقة لعزاء القايد صالح بمقر بلدية المنيعة أقدم رئيس بلدية المنيعة على تنصيب خيمة أمام مقر بلدية وهذا لاستقبال التعازي من طرف مواطني ولاية المنيعة لعائلة الفقيد وللمؤسسة العسكرية في فقدانهم الحزين لقائدهم وأبيهم الفريق أحمد قايد صالح، حيث توافد المئات من سكان المنطقة الذين منذ الساعات الأولى وهم في توافد كبير للترحم على روحه الطاهرة وتوزيع بعض الذبائح، التي تبرع بها بعض المواطنين على الفقراء والمساكين كصدقة جارية على روح الفقيد، كما أقيمت صلاة الغائب على روحه بالمسجد الواقع بالقرب من خيمة العزاء التي نظمت مأدبة غداء للمعنيين. تظاهرات متنوعة بالجزائر العميقة تكريما لذاكرة الفقيد إطلاق اسم قايد صالح على حي بالجلفة أطلقت، الجمعة، تسمية أول حي في الجزائر باسم الفريق أحمد قايد صالح ببلدية حد الصحاري بالجلفة، حيث أقيمت بالمناسبة تأبينية للفريق بمشاركة المواطنين، وعدّدت خلالها مناقب الفقيد، وهذا بحضور السلطات الأمنية والمحلية، وأشار رئيس البلدية إلى أن فكرة تسمية هذا الحي “فرضت نفسها لكون المرحوم قدم الكثير والكثير للجزائر”. من جهتهم، أخرج السكان صدقات وأكلات شعبية للشوارع، كما نصب مواطنون في كل بلديات ولاية الأغواط خيما للتعازي فيما بينهم وبين زوار مناطقهم في وفاة الفريق أحمد قايد صالح. وكان بين من أمّوا تلك الخيم شعراء نظموا مراث للفقيد. ومن جهتهن ربات البيوت ساهمن بصينيات القهوة والشاي وأطباق الحلويات التقليدية. وقد حضرت “الشروق” جانبا من المبادرات ببلدية الخنق وكذا بالحويطة وبتاجموت وأيضا بالأغواط عاصمة الولاية، إلى جانب بلدية عين ماضي عاصمة التجانيين وأقيمت ليلة الأربعاء إلى الخميس بذات البلدية دائما، مأدبة عشاء صدقة على روح الفقيد الجزائر. ومن جهته، قدم الخليفة العام للطريقة التجانية تعازيه لعائلة الفقيد وللمؤسسة العسكرية عبر التراب الوطني، فيما ذُبح عجل بساحة المقاومة وسط مدينة الأغواط، وتم توزيع لحمه على المحتاجين والمعوزين. وفي أدرار، تواصل الجمعيات الشبانية والمواطنون، نصب خيم تعاز في وفاة الفريق أحمد قايد صالح، وهي مبادرات عمت مختلف ربوع الولاية، وتخلل هذه التظاهرات قراءة القرآن على روح الفقيد، وقد أمت أعداد غفيرة من المواطنين تلك الخيم. وشهدت مختلف البلديات، تنظيم وقفات ترحم على الفريق، أمام النصب التذكارية، قرأت خلالها فاتحة الكتاب، وألقيت كلمات، تطرقت لمآثر الراحل.