يستقبل الجزائريون العام الجديد 2020، بالكثير من الأحداث الأمنية والسياسية، أبرزها انتخاب رئيس للجمهورية، بعد 10 أشهر من حراك 22 فيفري، ومن أبرزها كذلك في شقها الحزين، وفاة نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، الذي ودعه المواطنون بجنازة شعبية مليونية، تكريما له، على حمايته للحراك ووفائه لوعده بعدم سقوط قطرة دم واحدة. الجزائريون اختاروا رئيسهم، بعد أشهر، كان الجيش مرافقا لحراكهم السلمي ومطالبهم الشرعية والمشروعة، ومن أجل تصحيح الأخطاء السابقة، وفضائح الفساد والتسيير، التي تورطت فيها العصابة عن قصد مع سبق الإصرار والترصد خلال السنوات الماضية، شرع الرئيس عبد المجيد تبون، في وضع اللبنة الأولى لتنفيذ مشروع الجزائر الجديدة، التي يحلم بها الجزائريون، وستبدأ من السنة الجديدة. تعيين وزير أوّل، من خارج دائرة “المغضوب عليهم والضالين”، كان كذلك الجديد الذي به ودّع الجزائريون عام 2019، الذي كان عاما غير عادي، وفيه انتفض “فخامة الشعب” من أجل التغيير الجذري والشامل، في حراك سلمي استثنائي، أبهر العالم، وأخرس المتآمرين والمتحاملين والمتربّصين، من قوى الشرّ التي فهمت مرّة أخرى أن الجزائر عصيّة عليهم! شروع رئيس الجمهورية، في استقبال شخصيات وطنية، من تلك التي كان الحراك يذكر أسماءها ولم يعترض عليها، كان أيضا بادرة أمل، وتحوّل استراتيجي، هدفه تصحيح المسار، وتلبية مطالب المواطنين، وتجنيد الكفاءات والإطارات، في وقت تمّ فيه لأوّل مرةّ استحداث منصب وزير مستشار للاتصال ناطق رسمي باسم رئاسة الجمهورية. الرئاسة استرجعت أخيرا لسانها، بعد ما قطعه النظام السابق لعدّة سنوات، فاتحا الأبواب على مصراعيها أمام ألسن متعدّدة، في غالبيتها كان مبنيا للمجهول ومستترا، فعمّت الإشاعات ولم تعد الأخبار الرسمية موجودة أصلا، ضمن خطة اعتمدتها العصابة والحاشية وبطانة السوء بعيدا عن تقاليد وأعراف الدولة، وبعيدا عن المنطق السياسي والأخلاقي لتدبير شؤون المؤسّسات! الجزائريون ودّعوا 2019 بآلامها وأحلامها، وينتظرون أن يتحقق في 2020، ما لم يتحقق خلال العشرين سنة الماضية، سياسيا وحكوميا واجتماعيا واقتصاديا وماليا، وهذا لن يتجسّد ما لم يضع الجميع يدهم في يد البعض، ويساهم كل فرد وكل فئة وكل مجموعة، ويهبّ الرئيس والوزير والمير والغفير والمواطن البسيط، والأحزاب والجمعيات، وكلّ المؤسسات والمنظمات، هبّة رجل واحد من أجل إنجاح التغيير وقيادة الجزائر نحو مستقبل أفضل. الحراك السلمي الذي كان سببا في إسقاط العصابة واسترجاع الدولة، وثبّت تلاحم الشعب بجيشه وفق شعار “جيش.. شعب.. خاوة خاوة”، ينبغي أن يكون مستقبلا حراكا في الأفكار والذهنيات والمبادرات والتعاون والتضامن والاستماع إلى الآخر واحترامه.. حراك يضع الجزائر فوق كلّ اعتبار، يدافع عن سيادتها وأمنها واستقرارها وكرامتها، في كلّ الظروف والأحوال.. حراك غطاؤه “النوفمبرية” التي لن تموت ولن تزول بزوال الرجال.