يقدم اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة في الآونة الأخيرة أداء كبيرا مع ناديه المنتمي للدرجة الثانية الإنجليزية برينتفورد، والذي صار قاب قوسين على التواجد في المقدمة، وهو مرشح فوق العادة للصعود إلى الدرجة الإنجليزية الممتازة. قفز فريق برينتفورد إلى المركز الثالث الذي لم يصله منذ عقدين كاملين، تحت قيادة صاحب الرقم عشرة في الفريق، الجزائري سعيد بن رحمة الذي تألق في اللقاء الأخير خارج الديار قائدا لفريقه لتسجيل فوز كاسح على فريق بريستول سيتي برباعية نظيفة سجل منها بن رحمة هدفا وقدم عرضا شيقا وقام بلقطة فنية أمام مدافع مجري لنادي بريستول سيتي، عندما كانت الكرة خلف بن رحمة فرفعها بقدميه من على رأس المدافع الذي بقي مذهولا وسط موجة من التصفيق من جماهير الفريقين، وصار انتقال اللاعب إلى أحد كبار الدوري الإنجليزي ملحّا حيث يوجد على رادار الثلاثي نيوكاسل وتوتنهام وأرسنال بالرغم من أن إدارة فريقه تريد الاستثمار فيه بالصعود أولا للدرجة الأولى وجني قرابة 30 مليون أورو ثانيا ببيعه، وما عدا ذلك فإن أي فريق يريده عليه أن يرفع القيمة، وحتى مورينيو أبدى إعجابه باللاعب ويريده في نادي توتنهام الذي تراجعت نتائجه في الجولتين الأخيرتين. أول المتشبثين ببن رحمة في برنتفورد هو مدربه الدانماركي توماس فرانك الذي يراه قائدا وصانع ألعاب من الطراز الرفيع يقدم التمريرات الحاسمة بسخاء ويسجل الأهداف ويُمتع الأنصار، فرغم تعب الدرجة الثانية التي تضم 24 فريقا، إلا أنه يشركه باستمرار ويراه حلّال العقد مهما كانت قوة المنافس، وحتى فارق التسع نقاط التي تفصل الفريق عن المتصدرين ليدز وويست برومويتش، يراه المدرب قابلا للتقليص، في وجود بن رحمة، وحتى لو بقي الفريق في مركزه الثالث أو يتدحرج ضمن سداسي المقدمة فإنه معني بمباريات السد لأجل الصعود إلى الدرجة الأولى. وتكمن ميزة الفريق أنه يضم عددا من اللاعبين الإسكندنافيين حيث يضم خمسة لاعبين من الدانمارك ولاعب من السويد والبقية من إنجلترا وإسبانيا وجنوب إفريقيا والتشيك وفرنسا وطبعا الجزائري سعيد بن رحمة. يعتبر برنيتفورد من أعرق الأندية في العالم فقد تأسس منذ قرن و21 سنة، ويتسع ملعب الفريق المتواجد في الضاحية اللندنية لقرابة 15 ألف متفرج، وللفريق تقاليد عريقة في تغيير طريقة لعبه والتي حوّلها إلى اللعب الدانماركي المباشر، منذ سنة 2018، ويعيش حاليا أحلى فتراته لأنه لم يسبق له وأن احتل المركز الأول في الدوري الثاني في تاريخه، سوى مرة واحدة. يأمل الجزائريون في أن ينضم سعيد بن رحمة إلى فريق من الدرجة الأولى في إنجلترا إلى جانب رياض محرز الجزائري الوحيد في أقوى دوري في العالم، على أمل أن يكون هذا الفريق من كبار بلد الكرة، فهو حاليا من أوائل الممررين الحاسمين في الدرجة الثانية بخمس تمريرات وفي رصيده أيضا أربعة أهداف من 1774 دقيقة لعبها، وهو في طريقه لتحقيق أحسن من أرقام الموسم الماضي عندما سجل عشرة أهداف وقدّم 15 تمريرة حاسمة، ما جعله علامة حقيقية في ناديه، حيث يعتبر ملح طعام الفريق بفنياته التي تُكسر اللعب البدني المباشر لأشبال المدرب الدانماركي. بلغ سعيد بن رحمة في أوت الماضي ربيعه الرابع والعشرين ويراه مورينيو حلا لأجل انتعاش هجوم توتنهام الذي دخل في روتين نفس اللاعبين، كما أن منحه فرصة أخرى في الخضر صار مطلوبا، لأن آخر مبارة لعبها بن رحمة كانت ودية بينين عندما أقحمه جمال بلماضي في ملعب 5 جولية، في أرضية سيئة وأمام لاعبي الاحتياط وليس نجوم الفريق الوطني، فجاء أداؤه مشابها لزملائه، وتم إسقاط اسمه من التربص الأخير للمنتخب الوطني، وأكيد لو انتقل بن رحمة لأرسنال أو لنادي توتنهام سيتغير رأي بلماضي، فمن غير المعقول أن يُهمش لاعب صار أولوية بالنسبة للمدرب البرتغالي مورينيو. قوة بن رحمة تكمن في شغله لعدة مناصب متعددة في الملعب فهو جناح أيمن أو أيسر لأنه يلعب بالقدمين ويتقن التسديد الدقيق من خارج منطقة العمليات، وممرر حاسم من عرضيات وألعاب في العمق، وفوق ذلك صانع ألعاب لا يكلّ ولا يمل في العمل الهجومي والدفاعي، كما أنه يُتحف المتفرجين أحيانا بالغراف أو بلعبة السانبريرو التي اشتهر بها عدد من لاعبي المعمورة، وفي الجزائر شعبان مرزقان في ثمانينيات القرن الماضي، ويعتبر ابن تموشنت ورقة حقيقية بيد جمال بلماضي على بعد شهرين من بداية تصفيات كأس العالم 2022. ب.ع