ينتظر الجزائريون على أحرّ من الجمر، الحادي والعشرين من شهر فيفري الحالي الذي سيشهد قرعة مونديال قطر في مجموعته الإفريقية في دور المجموعات الذي يضم عشرة أفواج من أربعة منتخبات يتأهل البطل فيها فقط أي صاحب المركز الأول للمباراة الفاصلة الأخيرة، وينتظر الجزائريون أسماء المنتخبات التي لن يكون فيها كبار القارة مثل مصر والمغرب ونيجيريا ولكن احتمال تواجد غانا وبوركينا فاسو مع الخضر يبقى واردا مادامت العديد من المنتخبات المحترمة ليست على رأس القائمة. الجديد يتمثل في كون الكاف قام بعملية كبيرة في تغيير جدول المباريات الإفريقية التصفوية، وأجلت البداية في تصفيات مونديال قطر إلى أكتوبر، أي إن الفاصل الزمني ما بين يوم القرعة وبداية التصفيات يقارب تسعة الأشهر، أي إن على المدرب أن ينسى تصفيات المونديال ولا يخطط لها الآن، لأن الأمور ستتغير كليا خلال هذه الأشهر، وحتى مستويات اللاعبين وربما المدربين وطريقة اللعب بالنسبة للمنتخبات المنافسة ستتغير، ويبقى الاهتمام منصبا على مباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا وخاصة المباريات الودية التي من المفروض أن تكون قوية كما وعدت الفاف في وقت سابق، وقد نشهد وجوها جديدة من اللاعبين في تشكيلة جمال بلماضي، كما أعلنها هو نفسه قبل أيام. جمال بلماضي أطلق تصريحات من قناة كنال بلوس الفرنسية، أثارت جدلا كبيرا، عندما تحدث عن كأس العالم قبل عملية القرعة، فاعترف بأن عدم التأهل للمونديال القطري سيكون كارثة وخيبة كبيرة، وتحدث عن شعور باطني وهو أن حلمه الوحيد والأكبر هو التألق في كأس العالم وبلوغ أدوار متقدمة جدا، وحتى الفوز باللقب العالمي الكبير سيكون ضمن أهدافه أو أحلامه، في حالة التأهل، لأن المونديال سيُلعب في دولة قطر في فرصة لن تتكرر، ودولة قطر هي حاليا موطن جمال بلماضي رفقة عائلته الصغيرة. وفي يوم حفلة قرعة المونديال في القاهرة سيتحدث المحللون والإعلاميون الأفارقة عن أحلام جمال بلماضي، وسيضع نفسه تحت ضغوط قد لا تبقى في شهر أكتوبر، لأجل ذلك رأى كثيرون بأن جمال بلماضي أطلق هذه التصريحات التي رفع فيها سقف الطموحات وربما الأهداف لأنه يدرك بأنها لن تؤثر عليه ولا على لاعبيه عندما يكون الناس قد نسوها بعد تسعة أشهر. هل أخطأ جمال بلماضي بحديثه عن حلم الفوز بكأس العالم عبر قناة فرنسية شهيرة، وهل وضع نفسه تحت ضغط قد يحوّله إلى سجين لتصريحاته في كل فشل أو خسارة إفريقية، حيث سيهاجمه المنتقدون ويقارنون بين حلمه بالتتويج بالمونديال وهو عاجز عن الفوز أمام منتخبات إفريقية صغيرة، خاصة أن كأس أمم إفريقيا القادمة في الكامرون قريبة جدا ولا يفصلنا عن موعدها سوى أقل من سنة واحدة أي في جانفي 2021، ولحسن الحظ أن مباراتين ضمن تصفيات كأس العالم في أكتوبر ونوفمبر القادم ستلعبان قبل الموعد القاري في الكامرون الذي سيكون عسيرا جدا على لاعبي الخضر، الذي سيدافعون عن لقبهم في بطولة عمرها شهر كامل ومن 24 منتخبا وهم مطالبون بالتضحية بمكانتهم مع أنديتهم إن أرادوا الحفاظ عل اللقب، وستكون العواقب وخيمة في حالة الفشل جماعيا وفرديا. الجزائريون مازالوا يُنكتون على المسؤولين الذي تحدثوا عن كون الجزائر بإمكانها تنظيم كأس العالم وهي لا تمتلك ملعبا واحدا بإمكانه أن يحتضن مباراة ضمن كأس الجزائر فما بالك أن تستقبل 32 منتخبا بأنصارهم، وقد يحولون أحلام جمال بلماضي أيضا إلى التنكيت في حالة خروجه مثلا من الدور الأول من كأس أمم إفريقيا التي ستلعب في الكامرون، ويعتبر جمال بلماضي أول مدرب جزائري أو مرّ على الجزائر من أطلق مثل هذه التصريحات التي رفعت سقف الطموح، وكان الصربي رايفيتش عندما خلف الفرنسي غوركوف، قد قال بلغته الصربية في أول تصريح له عندما جاء إلى الجزائر، بأنه يريد تحقيق أحسن من النتائج التي حققها مع منتخب غانا، وشرح بأنه وصل نهائي أمم إفريقيا 2010 في أنغولا مع غانا وخسرها مع منتخب مصر، ويأمل في التتويج الآن باللقب القاري مع الجزائر، وبلغ الدور ربع النهائي من مونديال جنوب إفريقيا 2010 مع غانا ويأمل في بلوغ الدور نصف النهائي من المونديال، ولكن بمجرد أن تعادل الخضر في أول مباراة ضمن تصفيات مونديال روسيا على أرضهم أمام الكامرون، حتى أخرج الأنصار والإعلام تصريحات رايفيتشس الذي غادر بسرعة ودخل بعدها الخضر في الدوامة التي تجلّت في فترة رابح ماجر. ب.ع