طالب أعضاء الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر من وزير الثقافة مليكة بن دودة التدخل العاجل لوضع حد للتهميش الذي يتعرض له الموسيقيون والعاملون في الأوركسترا من قبل إدارة الأوبرا بوعلام بالسياح. وأوضح الموقعون على الرسالة التي تقلت “الشروق” نسخة منها، أن الهيئة التمثيلية لأعضاء الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر أنهم يطالبون من الوزارة التدخل لحل الإشكال العالق منذ أن تم حل الأوركسترا في 2016 في عهد الوزير السابق عز الدين ميهوبي بحجة أنها تشكل عبئا على الميزانية. ودون الرجوع إلى الأعضاء المؤسسين لها قبل أن تقوم وزارة الثقافة بتبنيها في 1992 وفتح معاهد جهوية على المستوى الوطني، حيث كان مقررا إنشاء فرق جهوية أخرى. لكن وحسب أصحاب الرسالة في سنة 2008 صرفت الميزانيات دون أن يظهر لتلك الفرق أي أثر وأضافت رسالة ممثلي الأعضاء الموجهة لوزيرة القطاع، أنه وعندما تقرّر حل الأوركسترا وإدماجها في الهيكل الإداري لأوبرا الجزائر، شدّد القانون على “المحافظة على الحقوق المادية والمعنوية للأعضاء” وقد تم إبرام عقد أخلاقي بينهم وبين مدير الأوبرا على تنظيم حفلتين شهريا. وهذا للمحافظة على جمهور هذا النوع من الموسيقي من جهة. ومن جهة أخرى الحفاظ على مصدر دخل الموسيقيين ولكن، وحسب البيان المرفوع إلى بن دودة، فإن مدير الأوبرا تنكّر لهذا الاتفاق وألغى الحفلة الشهرية وصار يتلكأ في برمجة الحفلة الثانية الأمر الذي عرض الموسيقيين للتهميش والبطالة مع العلم أنه إداريا غير معترف بهم. فمن بين 17 مليارا ميزانية الأوبرا و7 ملايير مخصصة للأوركسترا، 82 في المائة منها تذهب كأجور لعمال وإداريين (150 عامل) يشتغلون في الأوبرا مقابل 50 موسيقيا يستفيدون من عقود خدمات فنية بأتعاب لا تدفع بانتظام. وأكدت رسالة الأعضاء المرفوعة إلى الوزيرة أن “المنظام” الصادر في أوت من العام الماضي والذي اعترف المدير الفني آمين قويدر أنه لم يستشر في إعداده تنكر للأوركسترا وقام بإلغائها نهائيا واكتفى بقسم بسيط للموسيقى السيمفونية. وأمام هذا الأمر طالب أعضاء الأوركسترا من مليكة بن دودة التدخل العاجل من أجل إعادة النظر في هذا “المنظام” بالشكل الذي يحفظ حقوق الموسيقيين وأعضاء الفريق. وكذا وضع حد لتصرفات المدير بالجلوس إلى ممثلي الأوركسترا لوضع برنامج وخارطة طريق العمل، مثلما تقتضيه الأعراف في الأوركسترا في العالم خاصة وأن الأوبرا تستعد لاستقبال البالي الروسي في العشرين من هذا الشهر في غياب الموسيقيين بحجة شحّ الموارد المالية مع العلم أن نفس الفرقة زارت الجزائر العام الماضي وقدمت خمس حفلات بحضور الموسيقيين واستقطبت جمهورا غصت به القاعة. وطالبت الرسالة في السياق ذاته من الوزيرة التدخل والتقصي في ما حدث ليلة رأس السنة ببرمجة حفلات “دي جي” في “صرح أكاديمي وثقافي له حرمته”. من جهتها “الشروق” حاولت الاتصال بمدير الأوبرا نور الدين سعودي من أجل معرفة وجهة نظر الإدارة من المشاكل المرفوعة إلى الوزارة لكنه تهرّب من الإجابة واكتفى بالقول إن الإدارة لم تتنكر لالتزاماتها ورفض تقديم أي تفاصيل أخرى، مفضلا إقفال الهاتف على الاستماع إلى الانشغالات المرفوعة بشأن إدارته.