قرر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن تصبح الأوركسترا السيمفونية الوطنية تابعة لدار الأوبرا ”بوعلام بسايح” بعد أن كانت مؤسسة قائمة بذاتها يديرها عبد القادر بوعزارة، وهو القرار الذي لم يكن متوقعا على الإطلاق أمام الإنجازات الفنية الكبيرة والجولات العربية والدولية التي حققتها الأوركسترا خلال السنوات التي مضت ومنذ تأسيسها، والذي تم تفسيره على أنه يدخل ضمن سياسة ”التقشف” التي ينتهجها وزير الثقافة في القطاع، وبعد تنحية الفنان عبد القادر بوعزارة من على رأس الأوركسترا السيمفونية الوطنية تم تعيينه مديرا للمعهد العالي الوطني للموسيقى بالعاصمة. وللإشارة، تأسست الأوركسترا السيمفونية الوطنية عام 1992 بمبادرة من وزارة الثقافة، في إطار القيام بمهامها المؤسساتية المتمثلة في التعريف بالموسيقى العالمية وتطوير ممارستها في الجزائر والقيام بكل بحث في سبيل جرد التراث الموسيقي الوطني وتجديده والحفاظ عليه. وتتكون الأوركسترا السيمفونية الوطنية من قرابة الخمسين موسيقيا محترفا، بالإضافة إلى مشاركة العديد من كبار قائدي الأوركسترا من الجزائر والخارج. وفي إطار التبادل الثقافي الجزائري-الإيطالي، أثمر التعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي عن تنظيم سلسلة من الحفلات بمشاركة موسيقيين إيطاليين من كونسرفتوار روما، بقيادة المايسترو ليونلوكاماروتا، وبمبادرة من وزارة الثقافة، قامت الأوركسترا السيمفونية الوطنية بالعديد من الجولات الفنية التي قادتها إلى مختلف ولايات الوطن (برج بوعريريج، سطيف، بسكرة، بومرداس، البويرة، عين تيموشنت، تيزي وزو، وهران، سيدي بلعباس، مستغانم، قسنطينة، الجلفة، خنشلة، أم البواقي، تبسة، الأغواط، ورقلة، تلمسان، معسكر). كما أحيت الأوركسترا السيمفونية الوطنية في 30 سبتمبر 2005 حفلا فنيا متميزا شهد لأول مرة منذ تأسيسها مشاركة ”مايستروسيدة”، ”اليز قوتييه فيلار”، إلى جانب التعاون مع موسيقيات من جنسيات مختلفة (فرنسا، البرازيل، سوريا، واليابان). وحرصا منها على تمجيد أعمال كبار الفنانين الجزائريين، الراحلين منهم والأحياء، وعرفانا لعطائهم الفني قامت الأوركسترا السيمفونية الوطنية بإحياء حفلات تكريمية لكل من بوجمية مرزاق، عبد الوهاب سليم، موقاري بوخاري، عبد الحميد بن موسى وهارون الرشيد. هذا الأخير الذي قاد الأوركسترا السيمفونية بنفسه خلال حفل التكريم الذي أقيم على شرفه سنة 2003.