“أرام بوك” هي أول منصة إلكترونية خصاصة بتسويق الكتاب الإلكتروني في الجزائر كان وراء إطلاقها الناشرة نصيرة خياط منذ سنتين تقريبا. الموقع عبارة عن منصة مخصصة لبيع الكتب في شكل إلكتروني، على الإنترنت، وهو بمثابة أول مكتبة افتراضية في البلاد وجدت من أجل إعطاء رؤية أفضل حول الكتاب الجزائري. منصة أرام بوك تقدم في نسختين العربية والفرنسية، وهو مصممة للسماح بالتنقل البسيط والعملي من خلال واجهة جميلة، مرفقة برسومات بيانية مع خطوط وألوان جذابة. تقدم المنصة الكتب الرقمية بمختلف أنواعها،، والروايات، والشعر، وقصة الأطفال، والمناهج وكتب الفن وهي متوفرة بأربع لغات، العربية والفرنسية والأمازيغية والإنجليزية. تتوفر الكتب بتنسيق PDF يمكن للقارئ تنزيله على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر. حول هذه المنصة تتحدث صاحبة المبادرة نصيرة خياط عن أفق المشروع وسبل نجاحه وكذا إمكانية تطويره لاستقطاب شراكات خارج الجزائر.. كيف جاءت فكرة إطلاق منصة، أرام بوك؟ إطلاق المنصة آرام بوك فكرة شخصية بدأت تراودني منذ عدة سنوات عندما بدأ الحديث عن الكتاب الإلكتروني عبر العالم، وكان النقاش آنذاك غالبا ما يدور حول خطورة الموضوع بالنسبة للكتاب الورقي. شخصيا ومنذ البداية وضعت نفسي خارج دائرة هذا النقاش لسبب بسيط هو أنني لم أنظر أبدا للموضوع من هذه الزاوية. فرغم شغفي بالكتاب الورقي اعتقدت دائما أنه علينا كفاعلين في قطاع الكتاب أن نواكب التقدم التكنولوجي المرعب الذي يعرفه العالم. فبدل الوقوف ضد الفكرة كان علينا أن نعي أنها تفتح لنا آفاقا جديدة في مجال النشر والكتاب. إذ إن هذا التطور التكنولوجي المستمر جعل فئة كبيرة من الناس وأغلبهم شباب يرتبطون بهواتفهم الذكية وأجهزتهم الإلكترونية أكثر من أي شيء آخر وينقلون انشغالاتهم من الورق إلى الكمبيوتر، وبالتالي بدل الاستمرار في لومهم على ذلك وعلى تخليهم عن الكتب، لمَ لا ننقل لهم هذه الكتب إلى أجهزتهم ونوفر لهم نصوصا أدبية وعلمية يقرؤونها بالطريقة التي يفضلونها. من هنا جاء شعار المنصة: “لا يهم أين وكيف تقرأ، أن تقرأ هو الأهم.” وما هي الأهداف المنتظرة منها؟ بالإضافة إلى الرغبة في تحقيق مشروع جديد ومختلف في الجزائر طبعا لأن هذا النوع من المنصات موجود منذ سنين في الدول الأخرى سواء عربية أم غربية، نطمح على المستوى الوطني إلى تقريب الكتاب من القارئ حيثما كان فسواء أراد هذا القارئ اقتناء الكتاب الإلكتروني عن اختيار لأنه يفضّل القراءة على هاتفه أم عن حاجة، لأنه لا يجد الكتاب في حيّه أو مدينته، فهذه المنصة تمكنه من ذلك وهذا بحد ذاته تشجيع للناشر والكاتب ودعم للمقروئية في الجزائر. من ناحية أخرى، وعلى المستوى الدولي، نرغب في نقل الأدب الجزائري والكتاب الجزائري بشكل عام خارج الحدود الجزائرية وتوفيره للقرّاء عبر العالم، فللأسف ما عدا الكتّاب المعروفين الذين ينشرون خارج الوطن، هناك العديد من الكتّاب الجزائريين الموهوبين جدا لا تتوفر كتبهم في البلدان الأخرى خارج المعارض والمحافل الدولية. توفُّر هذه الكتب على الإنترنت من خلال المنصة يجعلها متاحة للقرّاء في أي مكان. تجدر الإشارة إلى أن المنصة لن تقتصر على الناشرين الجزائريين وبالتالي يمكنها توفير كتب منشورة خارج الوطن قد لا يجدها القارئ الجزائري في المكتبات على شكلها الورقي. وهل تعتقدين حقيقية أن ثمة أفقا لنجاح هذه الفكرة في الجزائر؟ من المؤكد أننا نؤمن بفكرة نجاح المنصة ونسعى لذلك، إلا أن ذلك متوقف على مدى تعاون الناشرين بالدرجة الأولى إذ من دون تعاونهم لا يمكننا توفير العدد الكبير من الكتب للقرّاء. ورغم أن وسائل الدفع الإلكتروني لا تزال عائقا أمام هذا النوع من المشاريع إلّا أن الفكرة لاقت استحسان الكثير، وسنعمل جاهدين على التعريف بها وإنجاحها إيمانا منّا بأهدافها النبيلة. مع ما يعانيه الكتاب في الجزائر، هل وصلنا حقا إلى إمكانية تسويق الكتاب إلكترونيا؟ في هذه الحالة، لا يتعلق الأمر بالتسويق الإلكتروني فقط بل بالكتاب الإلكتروني، ومن المؤكد أنه يوفر حلّا للعديد من المشاكل التي يعرفها القطاع وأولها التوزيع الذي يشكل أكبر المعضلات بالإضافة إلى غياب المكتبات وصعوبة التصدير. أي قارئ تتوفر لديه الإنترنت وجهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي يمكنه اقتناء الكتب المتوفرة على المنصة بغض النظر عن مكان تواجده وهذا يزيد من نسبة المبيعات بالنسبة للناشر إذ تصل كتبه إلى مناطق جغرافية لا تصلها كتبه الورقية، كما تفتح المجال أمامه للتسويق خارج الحدود حيث عملية تصدير الكتب تعد شبه مستحيلة. ما هي إمكانيات تطوير هذا المشروع مستقبلا؟ المشروع في بداياته ونحن نسعى إلى تطويره من خلال توفير أكبر عدد ممكن من الكتب في جميع المجالات، لا يقتصر الأمر على الكتب الجزائرية فقط بل نحن على تواصل مع ناشرين آخرين وأول المستجيبين كان من الشقيقة تونس. ونعتمد في هذا على تعاون الناشرين حيت نعمل على تبديد التردد لديهم وإقناعهم بأن المنصة لا تسعى أبدا لتحطيم الكتاب الورقي وإنما توفر أفقا جديدا وتوسع دائرة التسويق كما تهدف إلى رفع مستوى المقروئية وهذا هدفنا جميعا.