أقدم حوالي 10 مساجين جزائريين الإربعاء الماضي على إخاطة أفواههم بسجن "برج العامري" بالعاصمة التونسية، تعبيرا منهم عن استيائهم من تجاهل السلطات الجزائرية لانشغالاتهم، كما شنوا إضرابا عن الطعام في ظل تكتم كبير، علما أن الظروف الصحية لبعضهم وصفت بالمعقدة وسط مخاوف من تأزمها في حال بقاء الوضع على ما هو عليه، ويوجد في نفس السجن أكثر من 20 جزائريا موقوفا. اغتنم المساجين وجود رئيس الحكومة التونسية "حمادي الجبالي" في الجزائر لإسماع صوتهم للسلطات العليا في البلاد، من أجل التدخل لدى نظيرتها التونسية لفك أسرهم على غرار ما فعلت مؤخرا عدد من الدول الشقيقة، التي تكللت اتصالاتها بالمسؤولين التونسيين بالإفراج عن بعض مساجينهم منهم ليبيون. وقالت عائلات المساجين الجزائريين في اتصالها أمس ب"الشروق" أن وضعية أبنائها تزداد تعقيدا، في حين تلتزم وزارة الخارجية الصمت حيال ملفهم. وجاء احتجاج هؤلاء في أعقاب ما نعت بتجاهل مطالبهم، المتمثلة في النظر بقضاياهم وكذا عدم استفادتهم من الإفراج المشروط. وأفادت مصادر موثوقة "للشروق" أن المساجين الجزائريين لجأوا لخيار الإضراب عن الطعام بعد ما تباطأت السفارة وكذا القنصلية الجزائرية في دراسة وضعيتهم بالسجن المذكور. وفي الوقت الذي لم تتسرب فيه معلومات حول طبيعة التهم المتابع بها المساجين الجزائريين أو المدة التي قضوها داخل سجن "برج العامري"، إلا أن المصادر ذاتها أوضحت أن المساجين مستاءون من التجاهل والتهميش الحاصلين في حقهم، بالرغم من مراسلة إدارة السجن للسفارة الجزائرية، أكثر من مرة للإطلاع على وضعهم، حيث إكتفت هذه الأخيرة بالإجراءات الإدارية فقط دون زيارتهم في السجن، مما جعلهم يناشدون رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كونه القاضي الأول في البلاد للنظر في حالتهم. ومعلوم أن وزير العدل التونسي كان قد التقى بممثل عائلات المساجين في وقت سابق ووعدهم بفتح تحقيق في قضيتهم، كما أن وزير الخارجية الجزائري "مراد مدلسي" سبق له وأن تطرق لملف هؤلاء المساجين، مؤكدا على أن وزارته رفعت مراسلة لسفارة الجزائر بتونس، وكذا القنصليات بنفس البلد المجاور لموافاة الطرف الجزائري بوضعية كل المساجين في كامل تراب الجمهورية التونسية والتحري حول دخولهم لتونس ما إن كانوا مقيمين فيها أم "حراڤة" بدون وثائق. يذكر أن الرئيس التونسي المؤقت "منصف المرزوقي" وأثناء زيارته السابقة للجزائر تعهد بالعفو على المساجين المغاربة الذين لم تتلطخ أيدهم بالدماء، غير أن هذا الإجراء لم يشمل المساجين المذكورين.