مأساة السجناء الجزائريين في ليبيا تزداد تأزما توفي أمس في حدود الرابعة فجرا سجين جزائري موقوف في سجن الجديدةبطرابلس، وهو أحد السجون الليبية الذي يحوي أكبر عدد من السجناء الجزائريين، الموقوفين في ليبيا. حيث قامت إدارة السجن بنقل جثته ملفوفة داخل بطانية إلى مصلحة حفظ الجثث في المستشفى، في انتظار تدخل القنصلية العامة للجزائر بطرابلس لتبليغ أهله، وترحيل جثته، السجين المتوفي يدعى "ب.ع.ب" من ولاية سكيكدة، يبلغ من العمر 49 سنة، ومحكوم عليه بثلاث سنوات حبسا فقط، قضى منها سنتين في السجين وبقيت له سنة من العقوبة. حيث كان يفترض أن يتم الإفراج عنه السنة المقبلة عند انقضاء عقوبته، ليعود إلى أبناء في ولاية سكيكدة، غير انه أصيب داخل السجن بمرض "الوباء الكبدي" الفيروسي، لم يلق الرعاية الطبية اللازمة، وحسب ما يؤكده زملاؤه الجزائريون الموقوفون معه في السجن فإن الجزائري المريض لم ينقل إلى المستشفى لتلقى العلاج، ولم يتم التكفل به، منذ إصابته بهذا المرض، مما أدى إلى تدهور وضعيته الصحية. وأكد السجناء في اتصال مع "الشروق اليومي" بأنهم اتصلوا عدة مرات بالقنصلية العامة للجزائر في طرابلس وكذا السفارة الجزائرية في ليبيا يطلبون منها التدخل لضمان استفادة السجين الجزائري من الرعاية الطبية الضرورية بصفتها المسؤول الأول على الرعايا الجزائريين هناك، إلا أنها لم تكترث للأمر وتتدخل، بل وقامت بتوبيخ أحد السجناء الذي اتصل بها بحجة أنه يتدخل فيما لا يعنيه، وأنه يتسبب في إثارة المشاكل. وفي نفس السياق، أكد عدد من السجناء الجزائريين الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" بأنها ثامن حالة وفاة تحدث في صفوف السجناء الجزائريين منذ سنة 2003 بسبب تدهور وضعيتهم الصحية، أمام قلة الرعاية الطبية. وقد أثارت وفاة السجين الجزائري حالة غضب عارمة في صفوف الجزائريين الموقوفين بالسجن الذين حملوا القنصلية العامة المسؤولية كاملة، وقرروا رفع شكوى جماعية ضدها إلى وزارة الخارجية بالجزائر، وأكدوا في هذا الصدد أنه بعد الإضراب عن الطعام الذي قاموا به بداية الشهر الجاري والذي شارك فيه كل السجناء الأجانب في طرابلس، تدخلت جميع السفارات لترحيل رعاياها الموقوفين هناك، بما في ذلك السفارة المغربية في ليبيا التي شرعت في ملء الإستمارات لترحيل رعاياها في حين مايزال السجناء الجزائريون ينتظرون تحرك السفارة الجزائرية.