تسبب إضراب مضيفي الخطوط الجوية الجزائرية، في تعقد حالات العديد من المرضى بولاية إليزي، والمرتبطين بمواعيد طبية أو بسبب اضطرارهم لتحويلهم للعلاج في مستشفيات العاصمة. حيث تم إلغاء الرحلات المبرمجة إلى العاصمة، كون مطار ايليزي لا يضمن رحلات إلى مدن الشمال باستثناء العاصمة، وهذا ما أدخل عائلات المرضى في دوامة، معبرين عن استيائهم وغضبهم من هذه الحالة، بما سموه انعدام الإنسانية تجاه المرضى. المريض "دلالي سيدي" في الخمسينات من العمر، هو أحد ضحايا هذا الإضراب، إذ يعاني من قصور كلوي ويقوم بتصفية الدم كل يومين، تعرض إلى أزمة قلبية استدعت دخوله إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي بايليزي على وجه السرعة، ولكن الطبيب الأخصائي في أمراض القلب غير موجود لإجراء الفحص اللازم عنه، كون الطبيبة الأخصائية الوحيدة قامت بالتحويل حسب ما صرح به مدير المستشفى، ما يستدعي تحويله على جناح السرعة إلى أحد مستشفيات العاصمة لإجراء الفحوصات اللازمة، خاصة أنه غير قادر على السفر برا نحو أقرب مستشفى يتوفر على أخصائي القلب بولاية ورقلة التي تبعد بأكثر من ألف كيلومتر، ولكن إضراب مضيفي الطيران وتوقف رحلات الخطوط الجوية الجزائرية، حال دون ذلك، ليزيد وضعه تعقيدا وتأزما، وحتى عملية تصفية الدم الروتينية لم يقم بها، كون الأطباء فضلوا عدم المجازفة بحالته الصحية، تخوفا من حدوث مضاعفات، ليتصل ذوو المريض بالشروق اليومي من أجل إطلاق نداء لتدخل السلطات لنقله جوا قبل حدوث طارئ، وبعد تدخل ذوي البر والإحسان، تمكنوا أخيرا من إيجاد مكان له عبر شركة "الطاسيلي للطيران" انطلاقا من مطار إن امناس، وهذا ما حدث إذ تم نقله أمس نحو العاصمة. كما أن هناك كهلا مريضا ينحدر من ولاية باتنة، يعمل تاجرا بإيليزي أجرى عملية جراحية بالمستشفى، قبل أن يعلق بمدينة إيليزي عند رغبته في العودة إلى ولايته، ليتخذ من بيت الشباب ملجأ له ريثما تتم إعادة العمل بالخطوط الجوية الجزائرية. كما أن هناك عدة مواعيد طبية أخرى ألغيت بسبب إضراب مضيفي الجوية الجزائرية، والذين كانوا مطالبين حسب عائلات المرضى بتوفير الحد الأدنى من الخدمات، وذلك بنقل الحالات الحرجة والاستعجالية.