كشف وزير الطاقة محمد عرقاب، عن تراجع صادرات الجزائر من الغاز نحو أوروبا بواقع 22 بالمائة في 2019، بسبب ما وصفه الشتاء الدافئ في القارة العجوز، وأشار إلى أن الجزائر إذا لم تتحرك وتترك الأمور هكذا وخصوصا نمط الاستهلاك، ستواجه مشاكل في التصدير اعتبارا من 2027 ولن تكون قادرة على التصدير اعتبارا من 2032. وأوضح محمد عرقاب خلال استضافته في القناة الإذاعية الثالثة (ضيف التحرير)، أن الشتاء الدافئ الذي خيم على أوروبا العام الماضي، تسبب في تراجع صادرات البلاد من الغاز نحو القارة العجوز ب22 بالمائة، مشيرا إلى أن نفس الظاهرة يبدو أنها ستتكرر خلال هذه السنة (شتاء دافئ). وبحسب الوزير، فإنه إضافة إلى هذا التراجع سجل معدل أسعار برميل النفط الخام تراجعا مقارنة بالعام 2018، حيث بلغ 64 دولارا مقابل 71 في العام الذي قبله، وهو ما جعل عائدات الجزائر من المحروقات تستقر في 33 مليار دولار فقط (كانت نحو 38 مليار دولار في 2018). ووفق مسؤول وزارة الطاقة الأول، فإن وتيرة ونمط الاستهلاك الحالي جد مقلقين، حيث بلغ الاستهلاك الداخلي من الغاز 43 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، منها 20 مليار متر مكعب وحدها وجهت لإنتاج الكهرباء. وبحسب عرقاب، فإنه إذا بقيت هذه الوتيرة وهذا النمط من الاستهلاك، فإن الجزائر ستواجه مشاكل في التصدير، اعتبارا من 2027، وسوف تكون عاجزة عن التصدير اعتبارا من الفترة ما بين 2030-2032. واستدرك عرقاب بالتأكيد على أن الأمور لن تبقى على حالها، لأن هناك قانون محروقات جديدا بمعايير عالمية تضمن نظاما جبائيا محفزا، ما سيساهم في وزيادة الاستثمار والإنتاج ورفع الاحتياطات. كما أكد عرقاب على الشروع في القريب -دون إعطاء موعد محدد- في الاستثمار في الحقول النفطية والغازية التي اكتشفت ولم يجر تطويرها بعد، موضحا أن هناك 150 حقل (غاز ونفط) مكتشفة ولم يتم إطلاق استثمارات فيها بعد، وهو ما سيتم حسبه سواء من طرف سوناطراك لوحدها أو عبر شراكات بالنظر لقانون المحروقات المحفز. وشرح عرقاب أن الانتقال الطاقوي للجزائر بتنويع مصادر الطاقة ما بين تقليدية ومتجددة والتحكم في نمط الاستهلاك، سيمكن الجزائر من توفير 250 مليار متر مكعب من الغاز بحلول 2030، و50 مليار دولار. وعن سؤال حول استغلال غاز الشيست ذكر محمد عرقاب أنه لن يكون هناك استغلال لهذا المورد يضر سواء بالإنسان أو بالمحيط والبيئة، والتعليمات الصارمة بشأن الملف قدمت. وحسب عرقاب، فإن الجزائر هي ثالث احتياط عالمي لغاز الشيست، ويجب أولا تقييمها فعليا، وتكوين المهندسين والتقنيين في أحسن التكنولوجيات والتشاور مع الخبراء، وفي النهاية إذا كان هناك توجه نحو الغاز الصخري، سيكون ذلك "خلاصة لكافة هذه الخطوات التي نحن بصدد القيام بها والبحث عن أحسن صيغة تحمي الإنسان والمحيط".