تراجع سعر تداول العملة الصعبة الأورو والدولار، الجمعة، على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة بعد إلغاء معظم رحلات العمرة وعزوف المواطنين عن السفر نحو الخارج، خاصة نحو المناطق الموبوءة، في ظل تزايد رقعة الإصابة بوباء كورونا في العالم وبلغ سعر تداول الأورو 197 دينار للبيع و198.5 دينارا للشراء، وذلك في ظل عزوف عن الطلب وزيادة العرض، في حين استقر سعر الدولار عند 180 دينار للبيع و182 دينار للشراء. ويؤكد صرافو العملة الصعبة على مستوى ساحة بور سعيد بالعاصمة في تصريح ل"الشروق" أن حركة البيع والشراء عرفت تضاؤلا ملحوظا خلال العشرة الأيام الأخيرة بفعل انتشار أخبار عن توسع رقعة فيروس كورونا خارج البلاد وإمكانية الإصابة به، في حين تسبب تعليق معظم رحلات العمرة وتأجيلها خلال ال48 ساعة الأخيرة في عزوف كبير عن الشراء من السوق الموازية، التي تعتبر المموّن الرئيسي للجزائريين المتجهين للخارج، بحكم أن سعر المنحة السياحية لا يتجاوز ال105 أورو، حيث يتموّن الجزائريون بالعملة من النقاط السوداء المنتشرة عبر معظم ولايات الوطن، أهمها سوق "السكوار" وسطيف ووهران وعنابة وورقلة وبجاية. وتوقع الصرافون أن يستمر هذا الانخفاض في سعر العملة الصعبة خلال الساعات المقبلة، وقد تزداد الأمور سوءا بالنسبة لهم، في حال لم يتم وأد الفيروس، حيث إن حركة التنقل من الخارج إلى الداخل ومن داخل الوطن إلى دول خارجية، ستتضاءل بشكل كبير إن لم نقل ستنعدم، الأمر الذي قد ينزل بسعر العملة الصعبة إلى أدنى مستوياته، في حين يؤكد الأطباء وخبراء الصحة أن رقعة الفيروس ستتناقص بمجرد اقتراب فصل الصيف، حيث إن كورونا لا يتنامى إلا في درجة حرارة منخفضة، وقال أحد الصرافين ل"الشروق": "قد تعود الأمور إلى نصابها بحلول عمرة رمضان على مستوى سوق السكوار، ولكن شريطة أن يختفي فيروس كورونا". ويأتي ذلك في وقت يطالب نواب البرلمان وأعضاء لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني بمحاصرة السوق السوداء للعملة الصعبة التي يؤكدون أنها تتداول 6 ملايير دولار يمكن إدراجها في الخزينة وضخها بالبنوك والقنوات الرسمية التي تشهد تناقص كمية السيولة المالية المتداولة عبرها، وهذا عبر تغيير العملة، داعين إلى ضرورة المسارعة لامتصاص هذه السوق.