وجه التجار مجددا ضربتهم القاضية تجاه المواطنين، من خلال الاستثمار في الظروف التي تسبب فيها وباء كورونا، حيث لم يتوان هؤلاء في رفع أسعار مختلف المواد الغذائية من خضر، فواكه، حبوب جافة وغيرها بنسبة تجاوزت ال100 بالمائة، حيث سحب هؤلاء كميات هائلة من السلع من الأسواق، قصد المضاربة وإدخال الرعب في النفوس، حتى تٌقتنى مختلف المواد بالسعر الذي تعرض به. سرقة موصوفة، استنزاف لا أخلاقي وجريمة شنعاء أقل ما يمكن أن توصف به تصرفات التجار في اليومين الأخيرين بولاية تيزي وزو، حيث رفع هؤلاء عبر المحلات التجارية وأسواق التجزئة للخضر والفواكه، أسعار السلع الواسعة الاستهلاك، منها الدقيق، الزيت، الحبوب الجافة، دون ذكر الخضر والفواكه التي كانت ترمى على قارعة الطريق في الأيام الماضية لتدنى أسعارها، لتصبح بين ليلة وضحاها لمن استطاع إليها سبيلا، حتى دون توفر الجودة والنوعية. البطاطا بيعت صبيحة الثلاثاء ما بين 35 إلى 45 دج، لتقفز مساء ذات اليوم إلى 100 دج، البصل هو الآخر كان له نصيب من جيب المواطن، حيث قفز سعره إلى 110 دج، الجلبانة 200 دج، الحبوب الجافة بمختلف أنواعها عرفت زيادات ما بين 50 و100 بالمائة في المراكز التجارية ومحلات الجملة، الدقيق وصل كيس 25 كلغ إلى 1500 دج بعد ما كان ما بين 900 إلى 1200 دج. المواطنون الذين التقيناهم في مخلف نقاط البيع، أكدوا بأن القطيعة الموجودة بين السلطة والشعب، جعلت الأخير لا يثق في وعودها، حيث وعدت الجهات المعنية بضبط أسعار المواد الواسعة الاستهلاك مع توفير المواد الغذائية خلال الأزمة، إلا أن تجاربنا السابقة مع الوعود التي تذهب مهب الريح في كل مرة، جعلنا نرضخ لمساومات ومضاربات التجار، حيث علم الجميع بالاستنزاف والاستثمار غير الأخلاقي الذي يقوم به الجميع ودون استثناء، حتى الصيادلة رفعوا من سعر الكمامات التي كان يجدر بهم توزيعها والمحلول المطهر، مجانا للمواطنين كأدنى إجراءات وقائية، إلا انه لا حياة بمن تنادي، ورغم الحراك الشعبي الذي دخل عامه الثاني والمنادي برحيل العصابة ومحاكمتها، إلا أن الشعب بقي يأكل في بعضه البعض -يقول- أحد الغاضبين الذين التقيناه في محل تجاري بمدينة تيزي وزو. ومند الإعلان عن الحالة الثالثة المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا بولاية تيزي وزو، أصبحت المدن والشوارع شبه خالية من المارة، إلا الخارجين للضرورة، المرافق والهيئات العمومية والخدماتية، والتي كانت تعرف بالاكتظاظ على مدار الأسبوع، أصبح موظفوها ينتظرون زبونا يدخل أبوابها، ناهيك عن الحافلات التي تتنقل شبه فارغة، حيث أصبحت الوجهات الوحيدة لمغادرين منازلهم هي محلات المواد الغذائية التي تنتظرهم هي الأخرى بفارغ الصبر قصد إفراغ جيوبهم، ما يجعل من تدخل السلطات وأخذها للأزمة محمل الجد، أمرا ضروريا ومستعجلا.