يعرف مخزون بنك الدم عبر المستشفيات الوطنية، في الآونة الأخيرة، تراجعا كبيرا جراء عزوف أغلبية المتبرعين خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، وهو الأمر الذي دفع بالقائمين على العملية إلى توجيه نداء استغاثة لاسيما وأن حياة بعض المرضى كالسرطان وضحايا حوادث المرور مرتبطة بكيس الدم ولا تقبل الانتظار، في حين بدد مختصون من مخاوف انتقال عدوى الكورونا عبر الدم ونصحوا باتخاذ إجراءات الوقاية المعهودة فقط. وكشف الأمين العام للمنظمة الدولية للمتبرعين بالدم، نائب رئيس الفدرالية الجزائرية، الدكتور عبد المالك سايح، أن عملية التبرع بالدم في ظل المرحلة الوبائية الاستثنائية التي تعيشها البلاد، تعرف عزوفا كبيرا من طرف المتبرعين، مرجعا سبب ذلك إلى خشية هؤلاء من انتقال العدوى بالمستشفيات من جهة، وإلى تواجد المساجد والجامعات التي تعتبر المورد الأول للتبرع بالدم، في حالة إغلاق وقائي استثنائي من جهة أخرى، ناهيك عن حجر المواطنين في بيوتهم، مضيفا أن هذا الأمر قلل من إقبال المتبرعين وأضعف من مخزون بنك الدم بالمستشفيات الوطنية بشكل كبير. غير أن الأخطر في هذا التراجع الكبير في مخزون الدم – حسب محدثنا- هو ارتباط حياة بعض المرضى بكيس الدم على غرار مرضى السرطان والقصور الكلوي وفقر الدم الوراثي لدى الأطفال، دون الحديث عن الحالات الاستعجالية، كما قال، كالنساء الحوامل خلال الولادة وضحايا حوادث المرور، وهي حالات مرضية لا تقبل الانتظار وتتطلب المعالجة وحياتها تتوقف على كيس الدم رغم توقيف جميع العمليات الجراحية بالمستشفيات. وأبرز محدثنا أن هذا العزوف تخوفي فقط، في حين إن منظمة الصحة العالمية وهيئات ومختصين آخرين بددوا هذه التخوفات، كما قال، حيث أكدوا أن انتقال عدوى الكورونا عن طريق الدم منعدم، وهو ما يستدعي حسبها تواصل عملية التبرع في هذا الظرف الوبائي مع الأخذ باحتياطات الوقاية المتعارف عليها، على غرار التباعد بين المتبرعين ووضع وسائل الوقاية كالقفازات وغيرها حماية للطبيب والمتبرع على حد سواء. ووجه نائب رئيس الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم نداء لكل شرائح المجتمع حثهم فيه على الإقبال على التبرع بالدم بالمستشفيات لإنقاذ حياة المرضى، دون التخوف من انتقال العدوى باعتبار اتخاذ جميع مصالح حقن الدم لإجراءات الوقاية اللازمة التي تحمي مرتاديها، وهو النداء الذي وجد صدى لدى بعض الشباب بمدينة الأخضرية بالبويرة كعينة، حيث نظموا حملة للتبرع بالدم عبر موقع الفيسبوك دفعت بعدد معتبر من شباب المنطقة إلى التوجه إلى مستشفى المدينة للتبرع بدمهم رغم هذا الظرف الاستثنائي.