تسارعت التحركات السياسية في محاولة لمواكبة التطورات الميدانية الحاصلة في سوريا، والتقدم الذي يحرزه الجيش الحر يوميا. تغير جذري في الموقف الروسي واعتراف مجموعة "أصدقاء سوريا" بالائتلاف في اجتماع وزاري حضرته الجزائر، وأخبار من العراق عن مشاركة الجزائر في مفاوضات سرية لضمان الخروج الآمن لبشار الأسد. كشف الخميس قيادي بارز في ائتلاف "دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ل"السياسة" أن المفاوضات بدأت فعلا مع بشار الأسد، لتأمين خروج آمن له ولعائلته من سوريا. وأن شخصيات جزائرية مهمة إضافة إلى أخرى من العراق وإيران وجنوب إفريقيا وروسيا تشارك في هذه الجلسات السرية. وحسب نفس المصدر المقرب من المالكي هناك نقاش عميق حول آليات الخروج، وإن المشاركين انقسموا إلى فريقين: الأول يؤيد فكرة الخروج السري بدون أي مقدمات والثاني يرافع لخروج علني يعلنه بشار الأسد عبر التلفزيون السوري. هذا ونقل موقع "سيدار نيوز" أن بعض الشخصيات ترى ضرورة رحيل الأسد قبل معركة دمشق الكبرى، وآخرين يرون أن انسحابه قبل ذلك سيكون أفضل، وأنه من الأحسن أن يتوجه إلى اللاذقية ومن هناك إلى إحدى الدول: "موسكو أو طهران أو روسياالبيضاء أو البرازيل أو فنزويلا أو جنوب إفريقيا أو الأرجنتين". ونقلت الصحيفة على لسان نفس القيادي المقرب من المالكي - حسبها- أن الجزائر ضمن الدول التي اقترحت على الأسد تفويض مهمة وزارة الدفاع لقيادات مقبولة، وأن يعين رئيسا للحكومة الانتقالية قبل المغادرة. من جهته كشف أحد أعضاء الائتلاف السوري في اتصال مع "الشروق" أن المعارضة وصلتها أخبار عن مفاوضات تشارك فيها العراق وروسياوالجزائروطهرانوجنوب إفريقيا. وأن المعارض ميشال كيلو متواجد الآن في العراق. وتأتي هذه التطورات تزامنا مع إعلان المشاركين في الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري عن اعترافهم بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري، وذلك وفق وثيقة صدرت بختام الاجتماع الذي استضافه المغرب الأربعاء، مشيرين إلى أن استخدام السلاح الكيماوي "عمل قذر" سيؤدي لرد فعل دولي. ودعت الوثيقة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة "لحرمان النظام السوري من الحصول على وسائل القمع والعنف". وأكدت على أهمية "الجهود الدولية لتوثيق خروقات النظام السوري للقانون الدولي، ومساندتهم لأعمال وتقارير اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا". وكان وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، قد تعهد في كلمته أمام المؤتمر بتقديم مائة مليون دولار كمساعدات للشعب السوري. أما رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فقد أكد أن ائتلاف المعارضة السورية "أثبت بالفعل أنه البديل الشرعي للنظام الحالي". علق المعارض السوري وائل الحافظ على مشاركة الجزائر في الاجتماع من خلال اتصال مع الشروق "اعتراف عام من المشاركين يعني اعتراف الجزائر أيضا باعتبارها مشاركا، ولكن يبقى أن تعلن ذلك رسميا وتطرد السفير السوري وتعين سفير للائتلاف". وهو ما ذهب إليه يحيا عقاب عضو الائتلاف في اتصال مع "الشروق" "معلوماتنا تقول إن الجزائر من الممكن أن تتأخر في الاعتراف العملي ولكنها تتجه إلى ذلك". هذا وأعلن ميخائيل بوغدانوف، أحد نواب وزير الخارجية الروسي، الخميس أن النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد "أكثر فأكثر" واعتبر أنه لا يمكن استبعاد أنصار المعارضة في النزاع. وقال بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "إيتار تاس": "علينا أن نواجه الأمر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر". وأضاف: "وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة".